دموع محمد

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

عبدالهادي شعلان

مال يمينا و نادي : " محمد.. محمد " ،وصمت ..

ندي الفجر لم يكن مبهجا. التفت يسارا وضاع نصف صوته " رحت فين يا محمد" أعمدة الإنارة توحي أن محمدا خلف أحدها. خلو الطريق يزيد شفافية الفجر حزنا طاهرا مغسولا بلا عكارة. سقطت يده من فوق المقعد المتحرك وبان أنه لايري محمدا الجالس علي حافة الرصيف يغطي نصفه ظل عمود إنارة.يضع يده علي أذنيه كي لا يصله النداء.

يرتجف أكثر حين يزداد حنان النداء ” انت رحت فين يا ابني ” تسقط دمعاته غزيرة مع نشيج الصوت ” كده يا محمد كده أبوك يا ابني” يندفع باكيا بشدة ولا ينطق كلمة. يرتمي علي القدمين المرتكزتين علي المقعد المتحرك.يمسح ظهره ورأسه ويرفعه لصدره” كبرت يا محمد وعرفت الزعل ” يمسح دموع محمد وبدموع محمد يمسح دموعه، ثم يسيران في الطريق الفارغ ويدخلان حلاوة اختفاء إضاءة أعمدة الإنارة. يتنفسان بهدوء هواء لم يتنفسه أحد ، يبتسمان ليمامة حطت علي شباك يبدو خاليا من البشر.

 

*قاص مصري

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

قلب