الصداقةُ التي تنعقدُ بين قدمَيْكَ
ونداوةِ الحشائش تبقى للأبد.
نعومةُ النسيمِ المتبَّلِ بالوحدة
تمنحُكَ فرصةً للتعرفِ على النجومِ وحكاياتِها
على خلفيةٍ موسيقية لصريرِ الجنادبِ
ورقصةٍ كلاسيكيةٍ لأشجارِ الكافورِ العجوز.
خلِّ عنكَ كدماتِ العملِ اليوميّ
وأقفِلْ أزرارَ قميصِكَ
لستَ في حاجةٍ أنْ تطرُدَ الشمسَ عن جِلْدِك
ولا أنْ تتحملَ انتثارَكَ بين محطاتِ المترو ومواقفِ الميكروباص
كلُّ الأماكنِ يمكنُ الوصولُ إليها سيرًا
وكلُّ المشاويرِ البعيدةِ موسميةٌ
حتى البعوضُ حزينٌ وطيب
بقليلٍ من أقراصِ الكيتو
تتخلصُ من طنينِه.
كما تستبدلُ حنينَ المدينةِ المؤرِّق
بحنينٍ صحيٍ ينبعثُ مِن رائحةِ الأولين
ـ كعرَضٍ جانبيٍ للزراعةِ وبرتقالِ المغيب ـ
تنامُ في حِجْرِه
بسهولةِ استدعاءِ قطةٍ برائحةِ السمكِ المشويّ.
حسنًا
ربما يُطِلُّ حزنٌ قديمٌ
أو سأمٌ عابرٌ
وربما ترسلُ المدينةُ شياطينَها إلى أحلامِك.
لأجلِ هذا خلَقَ اللهُ ليلى علوي
والدروبَ الشجريةَ الطويلة.
تستطيعُ أنْ تمارسَ هوايتَكَ القديمةَ
اكتبْ شعرًا وأرسِلْهُ إلكترونيًا إلى دُورِ النشر
أو ارفعْهُ على فيسبوك قطعةً قطعة
وراقبْ طزاجَتَهُ تفوحُ من الشاشة.
أو ارسمْ
يمكنُكَ رسمُ الطبيعةِ بعدَ التأملِ المتأني
ويمكنُكَ الحفرُ داخلَكَ دون الخوفِ مما ستلقاه.
ما الذي سيبقى إذَن؟
أنْ تضاجعَ ليلى علوي؟
تزوَّجْها
ولا أظنُّ فريد شوقي يرفضُ بعدَ كلِّ هذا الاحتفاء
ربما تؤنسانه في السرايا
وتفتحان شهيتَهُ لتربيةِ الأحفاد.
“الجوُّ منعِشٌ وجميل”
ستكونُ في منتهى السعادةِ
ولا تعرفُ السبب
ربما خلطةُ حناءٍ مسَّها طائفٌ من الحشيشِ
وربما رقصةٌ على أطرافِ أصابعِكَ
كأنها باليه.
لستَ من اختصاصِ طبيبِ الذكورة.
حكاياتُ الليلِ السريةُ تُصلِحُ ما أفسدَهُ الساسةُ
وتجارُ الوطن
وتضخمُ البروستاتا.
وتَجُرُّكَ إلى الشَّرَكِ الحُلْوِ
عبرَ نكتةٍ أيروسيةٍ تُنضِجُ الشفاهَ للقُبَل
وتمتصُّ ألفةَ الجسدِ المتوهجِ مِن صاحبِه
قبلَ أنْ تتورمَ المسافةُ بينهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر وروائي مصري