د. سارة حامد حواس
في فجرِ يومٍ
أتتني قصيدةٌ
على شكلِ فُقَّاعةٍ في الهَواءِ.
خِفتُ لو مَسْكْتُها تَتَلاشى.
خِفتُ لو ترْكْتُهَا تَضِيعُ.
فضِعْتُ أنا في المُنْتَصَفِ
لكنه ضياعٌ فاتِنٌ.
فتَّشْتُ عنها في الطُّرُقاتِ المَهْجُورةِ
وجدتُّها في اتحادٍ مع ديوانٍ ليسَ لي
نبَشْتُ في ذاكِرةِ النِّسْيانِ
وجدتها تَلْبَسُ جسَدًا مَمْهُورًا
بإمْضاءِ حبِيبٍ غَائبٍ.
طِرْتُ نحو قَمرٍ حارِقٍ
وجدتُّها تُقبِّلُ نجُومًا
تاهَتْ من حِجْرِ الُّلغاتِ.
وهمٌ هي
أم وحيٌ
ضلَّ الطَّريقَ
وكيف يضِلُّ
وأنا امرأةُ اليَقِين.
صنَعْتُ عصا سحْريَّةً من
لؤلؤٍ أبيضَ وأنفاسِ أبي.
صرتُ أنقِّبُ بها أوراقَ أشجارٍ منسيَّةٍ
لعلَّني أجِدُها
في حِضْنِ عُشٍّ عتِيقٍ
أو
في رسالةِ حُبٍّ
مكتُوبَةً بدمِ حبِيبٍ
فقدَ بوصْلَتَهُ
في رِحْلَتهِ نحوَ الأبدِ.
على مِنْضدةٍ خشبيَّةٍ
في مدينةٍ يَلبَسُ فيها
الصَّباحُ
ثوبَ الغُفْرانِ
وجدتُّ القصيدةَ
عالِقَةً بين تميمةٍ
وبعضٍ منَ النِّسيانْ.