حيوات تافهة

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

1

لقد تم توزيعنا بلا مقاومة

على عنابر الحياة والموت

ذوو الشارات البيضاء سيذهبون حتماً لاضاءة الليالي السوداء

في مؤخرات رؤوسنا

وذوو الشارات السوداء سيكون مصيرهم كابياً

ربما سيكون عليهم تفريق المظاهرات

أو تلوين الأرصفة لاستقبال رجال V.I.P

سيكونون دوما مستعدين لزراعة الأشجار

وكذلك لقطعها فوراً

اذا ضايقت خادمة تعمل لدى سيدة عظيمة

منعت دخول الشمس لجلدها العجوز

تلك التي تتثاءب في انتظار عمر آخر

يعيد الشباب

ويعيد أمجاد زوجها في سجون ما وراء

نفس الشمس.

2

لقد منعوا أصوات تنفس الصبح

ثم حرضوا الضفادع الحاقدة على الغناء صباحاً فقط

اختيار نوبات المطر أو شهقات الرعد لم يُجد نفعاً

لأن صراصير الليل ظلت تعزف مساءً

كانت تحك سوقها المُشرشرة

لتخرج ألحاناً بلا نقيق

العصافير تضامنت وحبست الزقزقات

كانوا يعرفون كيف يهربونه في زجاجات ملونة

وكنا نشربه بدلاً من الخمور المُحرمة

فكانت البنت تبدو لوهلة بجناحين

غالباً ما يختفيان عندما ترى ضفدعاً ينق

أما الولد الذي وضع شعراً مستعاراً

ووجهاً مستعاراً

فظل واقفاً هناك يعب من الزقزقات

لم يعرف كيف يحكي لها

أنه هو نفسه الضفدع الذي كان ينق

قبل أن تشفيه بنظرتها اللامعة.

3

بمكبرات الصوت

بطنين ذوبان السكر في قعر الفنجان

وبأفضل الملصقات على الإطلاق

سنعلن عن محبتنا للحرب

صفير الرصاصة بجانب أذن أو قلب

وبهجة درامز الطلقات المتوالية

ثم أمواج هدير المروحيات

وهي تُسقط بفن: المحبة

ثم القنابل

وبعض المنشورات ملتصقة بالمعونات الغذائية

للعقول والمعدات

رغم الثقوب

وانقطاع الرغبة في المطلق على أي حياة

التعلق بمخدر الصبر

وتماسك أيدينا ونحن نعبر فوق الألم

هيه.. قفزة .. اثنتان

ثم نحط على جرح كبير

يفتح فمه كتثاؤب طويل

يُغمضه دوماً على حيواتنا التافهة

ورسائلنا للكواكب الأخرى

بحثاً عن أشياء جديدة

قابلة للتدمير.

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم