طارق هاشم
حينما كنت عاملا للبناء
كانت يداها حائطا اتوكأ عليه من التعب
والأناشيد الحزينة
حينما كنت عاملا في محاجر الصلب
كانت يداها أنعم من مرور ظل
على حرير شارد
حينما كنت عاملا في حقل زهور
كانت يداها زهرة تعرف مواعيد بكائي
فتقطفني دمعة إثر دمعة
حينما كنت عاملا في مكتبة
كانت هي القصة
وأنا راويها الوحيد
حينما كنت حطابا في غابة
كانت هي الشجرة
تصحو حين أصبح
تعد لي الفطور
وحين تحل الشمس الحارقة
تصنع من أوراقها ظلا بحجم جسدي
كي لا أفر من المحبة
حينما كنت عاملا في بلاد الثلج
كانت يداها كرة من اللهب
تطفو فوق روحي
كي تفسد كل مخططات البرودة
في ليل الغريب
كانت كلما ذهبت إلى مدن أخرى
لا تترك ظلي ممددا
دون أن تصنع ظلا بحجم المسافات
التي سأقضيها هناك
حينما كنت عاملا في البحار
كانت يداها شاطئا لا يعرف الجفاء