إلى سارة عابدين
اليوم رأيت الحياة غائمة داخل فقاعة كبيرة
كل شيء يطفو على سطح من جليد
أصوات أكواب و صراخ و ضحكات قديمة وأخرى طازجة
ملاءات بيضاء و رائحة البنج
كائن دقيق أحمر يبكي
ونعش يثبت في مكانه بمنتصف الشارع تماما
ووقفة طويلة لحشود ترفع اصبعين و تردد الشهادة
تراب الجنازة سقط من الفقاعة فوق الثلج
أنا كنت داخل الفقاعة
اقرأ ياسين وأبدل الحفاضات
أتابع النعش وأكنس الثليج بالبخور
كي لا يعلق به الموت
اضحك في شارع بوسط البلد وأتحدث بانجليزية ركيكة
إلى بائعة بيضاء متغطرسة
الحياة يا سارة فقاعة كبيرة من الألوان
قريبا سوف تنفجر مخلفة قوس قزح بعرض العالم
تخرج الجثث والبطون المنتفحة تضحك و تحيي الجماهير
لأن العرض انتهي بنجاح باهر
القتلي أتقنوا موتهم
والقتلة أتقنوا قسوتهم
الأمهات أتقن الاغتراب
والأطفال اتقنوا سذاجة اليقين
وحده الحب سيسقط بلا جمهور على الاطلاق
دائما كان ممثلا خائبا
لا يتقن الكذب ولا الصدق
أما الذكريات فكلنا نعرف جيداً
لن يبقي منها سوي تراب تذروه الرياح