محمد المسعودي
طرق الباب وانتظر
طرق الباب وانتظر
طرق الباب وانتظر
لم ينفتح الباب
سار في الطريق المنحدِر
ونصْبَ عينيه أطياف
بيت
وامرأة
وكتاب
وطفل
وجناح منتشِر
سار في الطريق المنحدر
تذكر الحلم
تذكر يده تطرق الباب
وتظل معلقة تنتظر
سار وسار
دار دروب المدينة الغريبة
تملى الأزقة
وَشَم في ذاكرته زخارفها
بلاط أرصفتها العجيبة
وكر راجعا
وقد هبط المساء
إلى البيت العتيق
طرق الباب وانتظر
طرق الباب وانتظر
طرق الباب وانتظر
لم ينفتح الباب
لكنه لم يسر في الطريق المنحدر
مرت بين عينيه شرارة كلمح بالبصر
وتذكر
أنه في حلمه طرق الباب خمسا
ثم انتظر
طرق الباب مهلا
وخمسا وانتظر
انفتح الباب
وكان القمر
وجه امرأة
في يدها كتاب
وخلفها طفل أشرق كالشمس
في بهاء
ومن بينهما رفرف طير
وانسحب
مضى يحلق في الفضاء الفسيح
عاد واستوى على كتفه في حنو
تقدم خطوة وخطوة
وسار في ظل شمس وقمر
نحو مستقر
هناك في أبهاء بيت أنيق
ظل ينتظر عودة عاشق لامرأة
وكتاب
وطفل
وطير
منذ أول حلم في الكون
وإلى لا منتهى أحلام
تتناسل طورًا فطور.