حكم مؤبد

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

تيسير النجار

سمعت عنها كثيرا من صديقاتي، ورأيتها بين ثياب أمي، معلقة كانت على واجهة المحلات، لم أرغبها يوما على الرغم من ألوانها الزاهية وأشكالها المختلفة، تذكرني بما قيدني حين انكسرت ذراعي عندما كنت صغيرة، امتلأ جسدي وتغيرت تفاصيله أعجبت بنفسي، بدلت خطواتي لتليق بأنوثتي وصوتي الناعم، لم يرعبني الدم عندما لطخ ثيابي الداخلية فاجأني وجوده ذات صباح فقط،

 

كنت أحب مادة العلوم وأعرف مكنونات جسدي وأسراره العظيمة، كما استدارت مؤخرتي، بزغ لي ثديان جميلان أحببتهما كثيرا، أول ما يؤكد لناظري أني أنثى بالغة على الرغم من صغر حجمهما، كنت أكره الثياب الثقيلة والألوان الغامقة، أرتدي تي شيرتات خفيفة ذات فتحة صدر متوسطة وبنطلون قصير، هذه ملابس المنزل التي اعتادتني واعتدتها، في يوم أرسلت الطبيعة نسيما باردا فتحت النافذة وملأت صدري، لم ألاحظ تفاعل جسدي مع الهواء، شردت مع روحي المحلقة، ناداني أبي وألقى نظراته نحو صدري فعبس وقال كلمات لا معنى لها، أجبته بما أسعفتني به خفة دمي ومضيت متجاهلة الحدث، أغلق النافذة وطلب مني تبديل ثيابي، دلفت لغرفتي ورسمت رحابا كبيرا به غزال يركض وكانت لوحة رائعة، في المساء دنت مني أمي وأعطتني إياها وأمرتني ألا أخلعها، مثلما لا يجوز إظهار شعري للغرباء، غير مسموح بالبقاء في المنزل دونها أمام أبي وأخي، جثمت على صدري وقيدت حركة ثدييّ، التصقت بظهري كمن يحمل صخرا، احتكاكها مع جسدي يؤلمني، تراكم العرق منذ الصباح وحتى بعد الظهر في مدرستي، أعود إلى المنزل أخلعها في الحمام وأجد تقرحات موضعها، أشكو لأمي فتعطيني بودرة وكريمات وألبسها مجددا متأففة غاضبة، أخبرتني صديقاتي أن الزوجة تتعرى أمام زوجها، أثار الموضوع بعضهن واستنكرنه الأخريات، وحدي فرحت من أني ذات يوم سأتخلص منها، أخذتني أمي مع خالتي لزيارة صديقتها، كان ثدياها حران يترجرجان في سفور أعجبني، عندما خرجنا سمعت خالتي تهمس:”سيتزوج زوجها بأخرى، لديه عذره فهى مهملة في نفسها ألا تري أنها لا ترتدي حمالة الصدر؟”

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

قلب