حقائق جديدة عن وفاة ألبير كامو؟

ألبير كامو
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

سعيد بوخليط

انقضت منذ أسابيع مدة ستين سنة عن وفاة ألبير كامو،  تحديدا يوم 4 يناير 1960.  رجل لم يتجاوز عمره في هذه الحياة  عقده الخامس؛ لكن  رغم  قصر حياته تلك،  فقد شغل الناس وملأ الدنيا بمشروع كتاباته الهائل الذي جاب سبل روافد عدة ؛تنوعت بين الصحافة والمقالة والرواية والمسرح، إلخ، بحيث تأطر مختلف ذلك ضمن محددات رؤية إلى العالم قوامها الإيمان بعدالة قضية الإنسان ضد كل أشكال التوتاليتارية والجور والظلم والاستعباد،  فكان صوت كامو ممتدا عبر مختلف جغرافيات الكون؛دفاعا عن قيم الحرية والتحرر.  

ظلت الرواية القائمة والشائعة بخصوص وفاة كامو، أن سبب ذلك يعود إلى حادثة سير قاتلة بسيارة؛صحبة صديقه الناشر ميشيل غاليمار، في طريق عودتهما من منطقة لورمارين صوب باريس.  مترسخ لن يظل محافظا على نفس تماسكه، مع إصدار الباحث الايطالي جيوفاني كاتيلي؛لكتاب مهم جدا تحت :عنوان موت كامو. الصادر شهر فبراير2019عن منشورات(Balland)، عمل خلخل بالتأكيد الجاهز،  وقَلَب القضية رأسا على عقب، وأعاد إلى الواجهة من جديد موضوعا،  استمر مع ذلك مؤرقا؛لأقرباء وأصدقاء كامو وغاليمار،  بحيث تجرع أغلبهم في صمت حقيقة مفادها أن موتهما لم يكن طبيعيا،  نتيجة حادثة سير وقعت بالصدفة،  بل يتعلق الأمر أساسا بعملية اغتيال مدبرة ومخطط لها استهدفت القضاء على ألبير كامو وإخراس صوته الذي أزعج جدا برامج دوائر صياغة القرار الرسمي،  خاصة لدى قادة الاتحاد السوفياتي وتشيكوسلوفكيا و فرنسا الجنرال ديغول.

فالشخص المقصود، ليس عاديا؛بل كاتبا كونيا عظيما، متوجا بنوبل؛ذائع الصيت؛ يحظى باحترام  واسع من طرف جمهور عالمي، غير مكترث بالحواجز التي أقامتها سياقات الحرب البادرة، مادام إشعاع فكر كامو  يمتد عبر  باريس وبراغ  وبرلين  وبودابست،  مهددا جل الأنظمة سواء الشيوعية التوتاليتارية،  أو أيضا الديمقراطيات الغربية.   

بعد تحريات واسعة وأسفار و لقاءات وقراءات فاحصة للوثائق،  استغرقت سنوات طويلة،  انتهى الباحث كاتيلي بناء طبعا على معطيات مضبوطة سردها بين طيات صفحات  كتابه المشار إليه، إلى الإشارة المهمة التالية :اغتيل ألبير كامو. خطط للفكرة جهاز المخابرات السوفياتية(ك.  ج.  ب)، ونفذ العملية المخابرات التشيكية(STB)، ثم وفر السير العادي لها صمت إيجابي؛ حيادي، من طرف المخابرات الفرنسية.

ثلاث أجهزة استخبارية،  تكالبت على كامو ووضعت نصب أعينها استبعاده من المشهد. يكفي استحضار جهنمية السوفيات؛لاختزال كل شيء، لاسيما خلال حقبة الحرب الباردة،  بحيث عرف هذا الجهاز الصلب إدارة أشرس شخصيتين في تاريخه،  بحكم حيثيات الحرب الباردة مع الغرب، أقصد ألكسندر شليبان الملقب ب”ألكسندر الفولاذي”،  أو كذلك إيفان سيروف المدعو ب”الجزار”. لكن ماعلاقة صاحب “الطاعون”؛ “أسطورة سيزيف”؛ ”الإنسان المتمرد”؛ ”كاليجولا”؛ “سوء تفاهم ” ؛” رسائل غرامية الى ماريا كازارس “؛ إلخ،  بالأمر كي تضعه فوق الطاولة  مخططات التصفية لعمليات الحروب  القذرة؟.  

منذ بدايات مشرع كامو، وقبل الوصول إلى مرحلة التصادم مع الاتحاد السوفياتي،  خلقت له مواقفه وآراؤه السياسية حول قضايا فترته التاريخية،  العديد من الخصوم والأعداء؛سواء ضمن هذه الجهة أو تلك، بحيث بقي جانب منها متواريا غير معلوم بشكل واضح إلا للمطلعين، كما الشأن المتعلق بالجانب العدائي الذي يعكسه الثوار الجزائريون؛ الشيوعيون الفرنسيون؛ الأنتلجنسيا الستالينية؛ الرجعيون؛وكذا عناصر منظمة الجيش السري الفرنسي.

ثم الجانب المعلوم للجميع تقريبا، كما يكشفه خلافه مع سارتر بعد صداقة عميقة دامت لعشر سنوات، لأسباب أيديولوجية وفلسفية،  تطورت إلى عداء شخصي بينهما، من ثمة؛ محاصرة جماعة الضغط السارتيرية المهيمنة بقوة آنذاك على الحياة الفكرية الفرنسية، لفكر كامو؛ والتضييق عليه،  ربما وفاء لشعور قديم؛ ترسخ حول كامو مبعثه السخرية من موهبته ككاتب. يقول الصحفي  والكاتب جان دانييل؛صديق كامو :” أغلبية هؤلاء المثقفين المنتمين إلى اليسار تقريبا،  انحدروا من الطبقة البورجوازية الكبيرة، رافضين دائما اعتبار ابن خادمة البيوت هذا – أي كامو- منتميا إلى صفوفهم. لم ينتسب إلى مدرسة الأساتذة العليا،  بل فقط مر من جامعة الجزائر، وتوقفوا عند تذكيره بحدود ثقافته الفلسفية. حنين إلى الجزائر التي غادرها خلال الحرب العالمية الثانية، وعدم شعوره قط بالارتياح نحو ماسماه ب :”الجليد الباريسي” و”العدوانية التحقيرية للمجتمع الباريسي”مثلما نعت أوساط المثقفين، الذي أثار حنقه. بهذا الخصوص، عانى كثيرا، لاسيما بعد صدور عمله:الإنسان المتمرد سنة 1951، حينما انتفض ضده سارتر وجماعته. تحدث البعض عن تفكيره في التوقف عن الكتابة. فيما يخصني، اعتقدت بأني سأراه مطأطأ الرأس. لكن كامو امتلك طموحا كبيرا، وكبرياء، ثم الثقة في الذات. وبشكل سريع جدا، تجلى ثانية النزوع الذي حرضه منذ سنوات مراهقته،  كما كتب في مذكراته : “يلزمني أن أكتب مثلما أحتاج إلى السباحة، لأن جسدي يتطلب ذلك”’‘(1).

بل، إن كاتيلي  يدرج الجماعة الباريسية تلك؛ضمن خانة المتهمين بحيث سعت بطريقتها  إلى محو تهمة الاغتيال، بطمس هوية  الفرضية  المزعومة.  

ظل كامو مفكرا معتدلا جدا،  ينم عن حس فوضوي قريب مثلا من أفكار سيمون أدولفين ويل،  متأثرا كثيرا بصداقته مع ريزيت ميترجين،  مقاوما للعنف أو التطرف،  مناهضا للشيوعية والاستبداد،  لذلك لم يستمر طويلا انخراطه في صفوف الحزب الشيوعي الفرنسي.  يقول جيوفاني كاتيلي :” يمكننا تعريف كامو كفوضوي مسالم،  متنور ومشعٍّ،  قريب من الاشتراكية الفوضوية أو النقابية الثورية. بحيث تعتبر الفوضوية،  بالنسبة إليه،  نزوعا إيتيقيا نحو تحقيق العدالة الاجتماعية،  فوضوية إيجابية، على مقاس الإنسان”(2).

تصور كامو  ثورة أصيلة وجوهرية؛منبعثة على مقاس الإنسان، رافضا في المقابل،  أي نزوع ثوري شمولي يتأسس على الظلم والجور والاستبداد الجور. هنا يكمن لب خلافه المبدئي مع العقائديين والبيروقراطيين.  

لم يتوقف كامو عن التنديد بسياسات الدولة السوفياتية،  وفضحه لجرائمها وانتهاكها لحقوق الإنسان سواء داخليا من خلال معتقل غولاع،  ودعمه في غضون ذات السياق لترشح الشاعر بوريس باسترناك صاحب رواية ”دكتور جيفاغو” كي يحصل على جائزة نوبل،  التي رفضها في نهاية المطاف؛لدواعي بقيت مجهولة،  أو خارجيا باجتياح السوفياتيين الدموي للمجر،  سنة 1956،  زاحفين بدباباتهم، قصد دعمهم الحكومة المحلية في القضاء على انتفاضة الشعب المجري.  يقول جان دانييل: ” أخبرني أستاذ تشيكي للأدب الفرنسي،  التجأ هاربا إلى فرنسا بعد إخفاق ربيع براغ،  أن كامو يُتداول سرا داخل تشيكوسلوفاكيا،  بحيث يمثل كتابه الإنسان المتمرد،  نصا يحتوي جل المتعارضين. بعد ذلك،  تحدث كونديرا،  ساخاروف،  بوكوفسكي،  وآخرون،  عن البعد التحريري لكامو بالنسبة للمنشقين عن الشرق. هكذا،  ترسخ فكر كامو في إطار السرية. ثم خلال سنوات 1970، عندما اكتشف الغرب أخيرا رعب سجن غولاغ،  فقد أمكنه بدوره تقدير مدى وثاقة صلة كامو بالجهة المناهضة للاتحاد السوفياتي،  التي توطدت في وعيه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. هكذا استعاد مكانته في العالم الأدبي”().

انتقادات، أثرت لامحالة سلبا على صورة موسكو عالميا،  وتحديدا رمزيتها  باعتبارها ”عاصمة للعدالة الاجتماعية” بالنسبة لمخيال مثقفي اليسار خاصة وتلك الطليعة المتطلعة  وجهة انعتاق الشعوب من الأنظمة الديكتاتورية.  

شكلت صرخة كامو المدوية،  ضد اجتياح المجر؛بتلك الكيفية الدموية العنيفة،  وكذا دعمه لترشيح باسترناك،  في حقبة تاريخية ارتقت بصوت المثقف الكاريزمي،  المنخرط بجدية في قضايا البشرية، بمثابة مبررين أساسيين،  لتصنيفه من طرف مسؤولي الاتحاد السوفياتي، ومعهم الحزب الشيوعي الفرنسي، عدوا خطيرا؛بل عائقا أمام التنفيذ العملي،  لمخطط الحكومة الفرنسية فيما يتعلق بسياسة تقاربها مع موسكو.  

هكذا اتخذ جهاز(ك.  ج.  ب) قراره بضرورة تصفية كامو،  و أوكلت مهمة إلى المخابرات التشيكية،  الذراع المسلح لنظيرتها السوفياتية داخل أوروبا وأمريكا اللاتينية. أما الواقعة التي أسرعت أكثر بمباشرة المهمة،  فتمثلت في زيارة نيكيتا خروتشوف إلى فرنسا : “أعتقد إذن بأن مخطط التصفية وضعت لبناته المخابرات السوفياتية خلال فترة تصاعد موجة الاستنكار التي أثارها التدخل السوفياتي في المجر. لكني عموما أظل مقتنعا بأن الواقعة التي أعطت انطلاقة تنفيذ المخطط تمثلت في زيارة خروتشوف إلى باريس شهر مارس 1960 : أرادت بالفعل الحكومتان الفرنسية والسوفياتية تحقيق التقارب ضدا على الولايات المتحدة الأمريكية. لاننسى بأنه سنة 1966، أقنع الضغط السري للسوفياتيين،  دوغول بالانسحاب من الحلف الأطلسي. في هذا الإطار،  انكبت حكومتا البلدين إلى جانب الحزب الشيوعي الفرنسي،  طيلة شهور،  قصد التهيئ بعناية لزيارة تاريخية سيقوم بها نيكيتا خروتشوف إلى فرنسا. يتعلق الأمر بجولة استغرقت على نحو غريب زمنا ليس قصيرا،  و بالضبط إحدى عشر يوما، خلال الفترة الممتدة من 23مارس إلى 4أبريل 1960. جولة حقيقية في فرنسا،  ينبغي لها تمتين عرى الصداقة بين فرنسا والاتحاد السوفياتي. لذلك لا يحق لأي صوت متمرد أن يعلو خلال تلك المناسبة. بوسعنا تصور طبيعة الانتقادات التي وجهها كامو ضد خروتشوف، وكذا التحريض الإعلامي الذي يمكنه إثارته بخصوص هدم صورة السوفياتيين لدى الرأي العام،  غاية تعريضه للخطر،  التوافق بين البلدين. كان التصور مرفوضا بالنسبة للمسؤولين المباشرين،  ولتجنبهم خيبة من هذا القبيل اتخذوا قرار تصفية كامو”(4).

زيارة خلقت حالة طوارئ داخل فرنسا، غير مألوفة تماما؛نظرا لأهميتها القصوى.  هكذا اتخذت تدابير أمنية استثنائية غريبة جدا؛عن أجواء بلد عريق ديمقراطيا، وبالنسبة لمنظومة الديمقراطيات الغربية عموما،  بحيث أصدر وزير الداخلية قرارا؛ ينص على إبعاد مئات الشخصيات المنحدرة من أوروبا الشرقية، رغم إقامتهم بطريقة قانونية في فرنسا،  وتهجيرهم  بكيفية جماعية نحو كورسيكا،  ثم الإبقاء عليهم هناك لمدة شهر حتى تنقضي تماما أجواء زيارة خروتشوف.

  كانت مدة يومين من شهر مارس 1960،  فسحة زمانية كافية لاعتقال مناضلين ثاروا ضد الشيوعية البيروقراطية في بلدانهم،  ملتجئين إلى فرنسا، هربا من بطش الأنظمة الحاكمة وأجهزتها الشرسة. توزعت جنسياتهم الأصلية بين الاتحاد السوفياتي وبولونيا وهنغاريا و تشيكوسلوفكيا وبلغاريا ويوغوسلافيا.  ويعتقد بهذا الخصوص،  أن اللوائح التي اعتمدتها الشرطة الفرنسية، من أجل ملاحقة الأسماء المطلوب ترحيلها؛قد هيأتها الحكومة الفرنسية بتنسيق مع السفارة الروسية وكذا الحزب الشيوعي الفرنسي، إبان اتصالاتهم ولقاءاتهم اليومية تقريبا، تحضيرا لمختلف البروتوكولات المتعلقة بمجيء خروتشوف إلى فرنسا.

يدخل في نطاق ذلك،  ضمان عدم خروج أي صوت يمكنه تعكير صفو مزاج ضيف دوغول؛بأي صيغة من الصيغ، لاسيما أنها زيارة مهمة جدا بالنسبة للدولة الفرنسية لتوثيق علاقتها الدبلوماسية مع شيوعيي الكرملين ضدا على الولايات المتحدة الأمريكية.

إذن،  وقد شمل ”التطهير” حشدا من الأشخاص،  غير مؤثرين في توجيه الرأي العام، فكيف سيكون التعامل مع كاتب من حجم كامو، امتد صوته نحو مختلق أصقاع الأرض؟

تقول شهادة للكاتب والمترجم التشيكي؛جان زابرانا، عبر صفحات مذكراته الشخصية السرية طبعا، والتي لم يخبر بها زوجته ماريا زابرانوفا،  سوى أسبوعين قبل وفاته جراء مضاعفات السرطان،  بأن جهاز المخابرات السوفياتية صمم خطة اغتيال كامو،  لكن دون أن تحدث واقعة  من  هذا القبيل،  أي شكوك؛ كما جرى  نظام عملها نحو تصفية مختلف أعدائها في الخارج :” تتمثل إحدى الشروط الضرورية للاغتيالات التي تبرمج لها وكالة”ك.  ج.  ب” (أو من طرف أذرعها المسلحة كما الشأن مع جهاز”STB ”التشيكي)، خاصة حينما تتجه وجهة تنفيذ جرائم القتل نحو بلد خارجي،  في أن يبدو الموت مجرد حادثة أو أسبابها صحية وطبيعية :لذلك يلزم التحضير بتؤدة لتلك الجرائم.  وجهاز المخابرات السوفياتية يتوفر على خلية خاصة ينصب عمل أفرادها على صناعة الأجهزة التقنية وكذا السموم التي تستعمل إبان الاغتيالات.  عميل المخابرات السوفياتية نيكولاي خوخلوف،  الذي فر إلى الغرب بعد رفضه ارتكاب إحدى عمليات القتل،  روى بتفصيل العمل الذي تقوم به تلك الخلية”(5).

خلال الحقبة التي نتكلم عنها، بقي الفضاء العام الفرنسي؛مجالا مفتوحا للأجهزة الاستخبارية السوفياتية والتشيكية، يفعِّل حضورها الخفي؛ فريق من العملاء المتخصصين الذين فوضت إليهم مهمة القيام بمهام سرية، وتدخل في هذا الإطار مراقبة تحركات كامو وتتبع آثار خطواته.

كان معلوما موعد رجوع كامو وغاليمار،  من منطقة لورمارين إلى باريس، فقد كشف الرجلان عن طبيعة رحلتهما تلك إلى العديد من أفراد محيطهما القريب. تحدث كامو،  مع سكرتيرته،  هاتفيا مخبرا إياها بمشاريعه،  كما بعث برسائل إلى أصدقائه يخبرهم بعودته على متن السيارة. بدوره كشف ميشيل غاليمار،  إلى زملائه تفاصيل الموضوع،  إلى درجة أن الناشر روبير لافون نصحه بتغيير وسيلة النقل من السيارة إلى القطار.

إذن،  تم تداول المعلومة، بموعدها وحيثياتها، وحتما ضمت حلقة العارفين متعاطفين مع الحزب الشيوعي الفرنسي،  بحيث يمكن لأي شخص نقل الخبر إلى الدوائر المعادية لكامو :”وضع اتصالات كامو تحت عيون المراقبة أتاح بسهولة إمكانية الإحاطة بتحركاته. ربما قرروا إحداث تلف وعطب على مستوى عجلة السيارة،  بحيث تنفجر، حالما تأخذ السيارة إيقاعا سريعا بما يكفي. خلال اليوم الأول للرحلة، أجبرتهما الأمطار على التخفيف من السرعة،  لكن، في اليوم التالي،  ستكون الطريق سالكة. بحلول المساء، أو حينما توقف كامو لتناول الوجبة الأخيرة قبل العودة إلى باريس، وجد العملاء السوفيات متسعا فائضا من الوقت كي يبادروا إلى فعل مايريدونه بعجلة السيارة. خلية للجهاز المخابراتي(STB) التشيكي استمرت تنفذ عمليات داخل فرنسا، طيلة تلك السنوات، وبوسعنا الإدلاء بأسماء هؤلاء العملاء السريين: (كوبا،  كوبيكي،  تومز،  دير).  كانوا مسؤولين عن محاولة قتل زوجة الديبلوماسي الفرنسي أندريه ماري تريمود،  بالتالي يحق لنا أن نتخيل في هذا الإطار مدى اهتمامهم بقضية كامو. أخيرا،  وبعد استراحة  كامو وغاليمار، كي يتناولا وجبة غير عادية،  انطلقت السيارة مسرعة على مسافة خط طويل،  يتجه مباشرة  نحو باريس،  وكذا طريق معبد واسع جدا،  لحظتها انفجر إطار عجلة سيارتهما والأشجار المنتصبة عند حافة الطريق، شكلت جدارا قاتلا للراكبين معا”. (6)       

…………….

هوامش :

1- Ursula Gauthier et charles Giol :les hors-serie de L’obs

Numéro 97 ;pp :8-10.

2- L’inactuelle :21- 09 -2019

3- Ursula Gauthier et charles Giol :les hors-serie de L’ obs

Numéro 97 ;pp :8-10.

4- L’inactuelle :21- 09 -2019.

5- L’inactuelle :21- 09 -2019.

6- L’inactuelle :21- 09 -2019.

 

 

 

مقالات من نفس القسم