“ذات مرة كان هناك بطل يعيش حيث يعيش الأبطال الآخرون معه، وكان لطيفاً.. حوّل الأشخاص الأشرار إلى أشخاص طيبين، عاش سعيداً، وكان يحب اللعب مع الأطفال.. ذات يوم حوصر بإعصار، وتلاشت الأضواء ما عدا ضوءاً صغيراً وامضاً، فقفز إلى المحيط والتقى بجميع الأسماك وعاش في الماء..” كلما قرأتُ تلك الحكاية التي قصها طفل.. أتذكر حجازي هذا الفنان العظيم الذي رحل عنا.. ربما التقى بجميع الأسماك لكنه ترك لنا حكاية كبيرة ورائعة لابد أن نعرفها.. فبدون وصاية أو سلطة كان يرسم فيفتح الجميع عيونهم وقلوبهم وآذانهم وعقولهم.. علاقاته وخطوطه التي تمتد من السماء إلى الأرض ومن الداخل للخارج ومن البعيد للقريب ومن الجامد للمتحرك ومن المعنى للرمز.. لمحة بسيطة منه كافية لتفجير الخيال..نبيل..معطاء.. مصري أصيل يكفي أنه عبر عن الفقراء والبسطاء وظل حتى رحيله يرسم للصغار فلم يفقد فيهم الأمل كفارس نبيل يسلم سيفه ورسالته.. كان حقه علينا.. وحقنا على أنفسنا أن نرسل له تحية إعزاز وتقدير.