محمد ربيع حماد
١
العالم يصحو.. وأنتِ معي
فيضحكُ الصّباحُ على شفتيكِ
ويتناسخُ الخير
بعدد مخلوقات الله!
تستيقظينَ؛ فتفوحُ منكِ عناصر الورد
وتطير عصافيرُ جنةٍَّ..
تحكي قصَّتنا على الملأ!
٢
العالمُ رحلةٌ شاقَّةٌ.. وأنتِ معي
وحين تعاظمَ حبكِ في قلبي تعددتُ
لأنجو من التيهِ برفقةِ أشباهي الأربعين
حتىٰ إذا مات واحدٌ لا ينطفئ اتقادكِ داخلي
كان هذا تحت عين الزمان
الذي حملني على ظهرِه في حقيبةٍ مثقوبةٍ
كلما سار؛ سقطت جثةٌ منِّي.
٣
العالم وحشٌ كاسرٌ.. وأنتِ معي
فأشعرُ بقصيدةٍ حُرَّةٍ
لا يذبل التوتُ على شفتيها
ولا ينثني لها غصنٌ من خجل.
قصيدة تنزعُ الخوف من الحروف المرتجفة
في رسائل المحتاجين على أعتاب ديوان الشكاوىٰ
ومن فرط رقَّتها يا عيني..
يصطلي بنارها السُّمّار في الأمسيات الباردة.
٤
العالم يزداد جنونًا..وأنتِ معي
فتتجلىٰ الحياةُ كحفلةٍ صاخبةٍ..
أخّاذةٍ في المجون
باقةُ صورٍ رنانةٍ
لم تزلْ في طَور التجريب
يلمعُ وَميضها في وجوه آيِلةٍ للسقوط..
علىٰ أنقاض وجوه أخرى رحلت فجأة!
٤
العالم يتهاوىٰ.. وأنتِ معي
فأشرعُ في تصوّر جديد لنظام العالم
أستطيع من خلاله أن أنشئ لك وطنًا جديدًا
أسواره من بالوناتٍ على هيئة قلوبٍ عملاقة
دستوره الحب، سياسته إشاعة العناق
يقوم اقتصاده حصرًا على تجارة الورد
لن أسمح بتواجد لصوصٍ يمتصون دماءَه
ولا قراصنةٍ تستبيحُ حدودَه
لذا سأختار جيشًا من المهرجين
ذوي الأنوفِ الكرويٍّة الحمراء
وأحمر الشفاه الممتد حتىٰ شحمة الأذن
والرؤس الصلعاء بنتوءات شعر برتقاليةٍ
قبعاتٍ وملابسَ بمقاسات عشوائية مرقّطة
معاطف واسعة وسروايل قصيرة وحذاءٍ ضخم
تكون مهمة هذا الجيش الوحيدة؛ تثبيت طمأنينتكِ الدائمة.
٤
العالم يفنىٰ.. وأنتِ معي
فتبدو لي الأرض نكتةً عملاقةً
وحين يباغتني الوعي بسيناريو الزلازل والأوبئة
أُسَرِّرُ نفسي: لا يعدو الأمر عن كونه مزحة
بينما أشاهد عرض انهيارها المَهيبِ
حتى إذا جاء مخاضها اهتزَّت
لتنبت من أقطارها ملايين الجثث!
٥
لأني أقدِّر خوفكِ من هول ما يحدث
تمنيتُ أنْ أصير عقارًا
يكتشفني أحد الباحثين وينقذ العالم
لكن قدرتي محدودةٌ
فقط أستطيع التشكُّل بأجسامٍ صغيرة
لذا سأتحولُ إلى شامةٍ
أتنقَّلُ في دروبِك الخضراء كجبهة مقاومة.
