جوي هارجو أميرة شعراء أمريكا لهذا العام.. نصوصها ذاكرة مضاءة بمأساة الهنود الحمر

جوي هارجو
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

آمال نوار

«الباب للعقل يفتح من القلب وحده / والعدو الذي يدخل، يجازف بخطر أن يصبح صديقاً»؛ بهذه اللغة المترعة حكمة وجزالة ومعانٍ نورانية، تتألّق الشاعرة والكاتبة والموسيقية الأمريكية جوي هارجو «Joy Harjo»، صاحبة الحضور الفريد في الشعر الأمريكي المعاصر، والعضو في قبيلة مسكوجي (إحدى قبائل اتحاد كريك للشعوب الأصلية) في ولاية أوكلاهوما، التي فازت مؤخراً بمنصب شاعر أمريكا الرسمي الثالث والعشرين، ومستشار مكتبة الكونغرس في أمور الشعر؛ لتكون بذلك المواطنة الأمريكية الأولى من السكان الأصليين تحوز هذا اللقب. سبعة وخمسون عاماً كانت قد مرّت على تأسيس هذا المنصب، حين نالته أوّل شاعرة أمريكية من أصول افريقية هي ريتا دوف، والآن، ها قد مرّت ثلاثة وثمانون عاماً قبل أن تناله شاعرة من الشعب الأصلي! متأخراً جداً يأتي هذا التتويج، وإن يكن توقيته ليس صدفة؛ ربما للتذكير – الآن، في هذه اللحظة المصيرية التي تشهد فيها البلاد في ظلّ زعيمها الخامس والأربعين تحولات خطيرة نحو مزيد من الشعبوية والعنصرية والشوفينية – بأنّ أمريكا ليست أمة الرجل الأبيض وحده.يرتبط حضور هارجو (معنى اسم «هارجو» في لغة المسكوكي: «أنت شجاع جداً، إنّك مجنون»)  بماضي سكان أمريكا الأصليين؛ بتراثهم الإنساني المشرق، وتاريخ معاناتهم المأساوي. شعرها يتبنّى الحاجة إلى التذكّر والتجاوز معاً، إذ يرسم خريطة درب الدموع، محاذراً الوقوع في البكائية؛ فنشهد الجروح وقد تحوّلت إلى قناديل للمستقبل، والعَبَرات إلى صخر. إنها شاعرة تغني للأرض، وللانبعاث من ميتات الحرب والاستعباد والاستعمار والأسى. تغني بأصوات أسلاف قبيلتها للأحفاد القادمين والبشرية جمعاء، أغنية البدايات والنهايات. تنتصر للكَلْمِ بالكَلِمِ، وللاغتصاب بحكمة المطر، ولكلّ قطرة دم بغرس فسيلة أمل. تنتصر لذكرى الإبادات الماضية بمستقبل من الأحفاد لا تزال آذانهم الذهبية تفقه غناء حقول الذرة والتبغ، ولا تزال حناجرهم تفيض بالشُّكر. تقول في قصيدتها الشهيرة «تذكّر» (من مجموعة تحمل العنوان نفسه صادرة في1981): «تذكّر الأرض التي أنتَ بَشَرتها: تربة حمراء، تربة سوداء، تربة صفراء، تربة بيضاء، تربة بنية؛ نحن الأرض»، وتقول فيها أيضاً: «تذكّر ولادة الشمس عند الفجر، تلك هي النقطة الأقوى في الزمن، تذكّر الريح، تذكّر صوتها؛ إنّها تدرك أصل الكون، تذكّر أنّ كلّ ما يتحرّك وينمو، إنّه أنت. تذكّر أنّ اللغة تنشأ من هذا».انطلاقاً من أفكارها النسوية، وتبنيها لمبدأ العدالة الاجتماعية، ومناهضتها للإمبريالية والاستعمار وما ينتج عنهما من ممارسات عُنف، وخصوصاً ضدّ المرأة؛ تكتب هارجو عن تاريخ الشعوب الأمريكية الأصليّة المجزّأ وتاريخ قبيلتها خاصةً، موليةً العنصر النسائي اهتمامها الأكبر، وموظفةً الكثير من أساطير السكّان الأصليين وشعائر صلواتهم ورموزهم وقيّمهم في أشعارها. كتابتها تعكس سيرتها الذاتيّة، وسيرة أمكنة في جنوب غرب أمريكا، ولا سيما في ولايتَي أوكلاهوما ونيو مكسيكو، حيث يكثر تواجد قبائل السكان الأصليين. تمزج هارجو الواقع بالأسطورة واللاوعي، وتجارب الحياة اليومية بالحقائق الروحية العميقة، مستنيرةً بعوالم الطبيعة والكائنات والحيوانات. وهي كثيراً ما تستخدم التراث الشفهي، وترانيم الهنود الحمر الشجية، في أعمالها الشعرية والموسيقية، وتعمد في أغلب عروضها الفنية إلى مزج قراءاتها الشعرية بالغناء والعزف.

لا تجد شعرية هارجو مرجعيتها في هويتها التاريخية وحسب – رغم خصوبة إرث الأجداد وما فيه من مجاهل بِكْر بعد – بل هي تمتح أيضاً من التقاليد الشعرية الأنكلوأمريكية، والشعر النسوي المُسيّس والمقاوم، وشعرية صور اللاوعي العميقة، عطفاً على ابتكارات تيارات الحداثة، ولا سيما فيما يخصّ تقنيات قصيدة النثر وأساليب السرد الحديثة. ويمكن ملاحظة انشغال أشعار هارجو بمآزق ثلاثة؛ أولها: المأزق الفني، من خلال كيفية التحرر من قيود اللغة. وثانيها: المأزق الفردي، من خلال المسعى للحرية والاستقلالية وتحقيق الذات. وثالثها: المأزق الجماعي، من خلال هاجس البقاء، والحفاظ على التراث والثقافة واللغة، والدفاع عن الكنز الروحاني الأصيل، في وجه مارد المدنية الآلي المتغطرس، وموجات التسطيح السائدة، ومشاريع المحو والتضليل، وفي مقدمتها تلك النظرة الهوليوودية العنصرية التي تغرق الهندي الأحمر بالبلاهة الجميلة والوحشية.

جوي هارجو

تَمَسُّك هارجو بحقّها في أرضها، يوازيه حرصها على التعدد الثقافي لبلدها، ونبذها للتمييز العنصري بألوانه كلّها. وهي لطالما رفضت السرديات القديمة والجديدة التي تبرّر إبادة شعبها ومحو تاريخه. تقول الشاعرة: «تفصلني سبعة أجيال عن «ميناوا» (زعيم من قبيلة موسكوجي وقائد عسكري شهير، كان أحد أجدادها)، الذي قاتل مع بقية فرقة «ريد ستيك» Red Stick، أندرو جاكسون في معركة «هورسشو بند» في المنطقة التي تُعرف اليوم باسم آلاباما. لقد تمّت إزالة قبيلتنا بشكل غير قانوني من موطننا.» وتكمل: «يُمكن لسبعة أجيال أن تعيش تحت سقف واحد. هذا الإحساس بالزمن يجعل التاريخ قريباً، وضمن حدود النفس. إني أُسميه زمن السلف. كلّ شيء كائن حيّ، حتّى الزمن، وحتى الكلمات». عمق موضوعات هارجو يُكسب أشعارها بعداً عالمياً يتخطى معاناة قبائل الهنود الحمر إلى قضايا شعوب أخرى عانت أو تعاني من حروب الإبادة وتشويه التراث وتزوير التاريخ. وليس من باب المفارقة المجازية أن يتقمّص شاعرنا محمود درويش شخصية الزعيم الهندي الأحمر المهزوم في قصيدته الباهرة «خطبة الهندي الأحمر – ما قبل الأخيرة – أمام الرجل الأبيض»،  ذلك أنّ التصادي بين مأساة الشعب الفلسطيني ومأساة الشعب الأمريكي الأصلي، إنما يرتكز على قواسم مشتركة تاريخية مذهلة، كان قد بيّنها الباحث والمؤرّخ منير العكش، في كتابه «دولة فلسطينية للهنود الحمر» 2015 دار رياض الريس.

استفحال نيران السياسة في أشعار هارجو، لا يكبح جماح الغيث الجمالي. فثمة سعي لإيجاد التوازن بين الحسّ المأساوي والحسّ الجمالي، بحيث تنتصر الحقيقة والخيال معاً. تقول في قصيدة من ديوان «كان لديها بعض الخيول» 1983: «أبيضَ أَطلّ القمر، ومُمَزّقاً عند الأطراف. حلمتُ وأنا في الرابعة من عمري أني أقف عليه، وأنّ رجلاً أبيضَ يحمل سكيناً قام بقطع أجزاءٍ منه ورَمْي اللَّحْم للكلاب». لا تنحصر شعرية هارجو في خانة «شعر القضية»؛ فثمة «الذات»، الأُقنوم الأساسي للقضايا كلّها، حيث تحرص الشاعرة مشفوعةً بهاجس التقصّي والسَبْر والسؤال، على محاولة فكّ شيفرتها، واحتواء تناقضاتها، مُشمّرةً لها أحاسيسها وتأملاتها. ويبدو في مجمل أشعارها، أنّ «الذات» تستمّد قوّتها من خبراتها المتراكمة والمتناقضة، ومن قدرتها على التأقلم مع قانون التغيّر الدائم الذي يحكم الحياة، والتناغم مع العوامل المفارقة، والتصالح مع رياح الأقدار المتضاربة، بغية تحقيق شعور بالتكامل والوحدانية.

استحق شعر هارجو نفحة ثناء بليغة من الشاعرة أدريان ريتش؛ إذ قالت: «أدور وأعود إلى شعر هارجو، لشهادتها المعقّدة والمؤثّرة، ولغتها التي تُعيد صنع العالم لكونها شديدة العناية بالتفاصيل، وغير عاطفية وخارقة». ولعل أعمق ما جاء في شعر هارجو، شهادة مستشارة أكاديمية الشعراء الأمريكيين أليسيا أوستريكر بمناسبة منح الشاعرة جائزة والاس ستيفنز عام 2015، حيث قالت: «استمرت هارجو في الجديد من أعمالها الشعرية والنثرية في توسيع أُفق لغتنا الأمريكية وثقافتنا وروحنا». مضيفةً: «إنّ فنّ هارجو الرائي والباحث عن العدالة، يُحيل المرارة الشخصية والجماعية جمالاً، والتجزئة كمالاً، والأذيّة إبلالاً».

جوي هارجو
جوي هارجو ومجموعة من إصداراتها

حياة مشرقة طوال الليل

تنتمي هارجو، المولودة عام 1951 في مدينة تولسا من ولاية أوكلاهوما، والحاصلة على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من ورشة الكتابة الإبداعية في جامعة أيوا، إلى شعراء الموجة الثانية في حركة النهضة الأدبية للسكّان الأصليين في أواخر القرن العشرين. لها ما يفوق العشر مجموعات شعرية؛ بينها: «حل الصراع للكائنات المقدسة» 2015 (تمّ ترشيحها لجائزة غريفين الدولية للشعر)، و»كيف أصبحنا بشراً، قصائد جديدة ومختارة» 2004، و»خريطة للعالم المقبل، شعر وحكايا» 2000، و»المرأة التي سقطت من السماء» 1994 (تستند إلى أسطورة قبائل الإيروكروا حول هبوط خالقة أنثى)، و»أسرار من مركز العالم» 1989 (مجموعة قصائد نثر مصحوبة بصور لمناظر طبيعية من الجنوب الغربي الأمريكي)، و»أيّ قمر قادني إلى هذا؟» 1980، و»الأغنية الأخيرة» 1975 (إصدارها الأول)؛ إضافة إلى مذكّرات، وكتاب حوارات ومقالات، وكتابين للأطفال. حصد نتاجها جوائز شعرية عديدة ومرموقة، بينها: جائزة وليم كارلوس وليامز لعام 1991، وجائزة الإنجاز مدى الحياة من دائرة كتاب السكّان الأصليين في الأمريكيتين لعام 1995، والجائزة الأمريكية للكتاب (حازتها مرتين، الأولى عام 1991 عن ديوانها «في الحبّ المجنون والحرب» 1990، الذي يتناول الصعوبات التي تواجه السكّان الأصليين في المجتمع الأمريكي الحديث وأعمال العنف ضدّهم. والثانية عام 2013 عن مذكّراتها «الشجاعة المجنونة» 2012، التي استوحت عنوانها من معنى اسمها)، وجائزة روث ليلي في الشعر لعام 2017. تمتهن هارجو التعليم الجامعي، وهي حالياً أستاذة ورئيسة قسم التفوّق في الكتابة الإبداعية في جامعة تينيسي في مدينة نوكسفيل، عدا عن كونها مغنيّة وعازفة ساكسفون وفلُوت. الغناء، أخذته عن أمها التي كانت مغنيّة وكاتبة أغاني والعزف، عن جدّتها لأبيها. ويبدو أنّ لجوءها المتأخّر إلى آلات النفخ (بدأت العزف على الساكسفون في سنّ الأربعين) جاء لملء فراغ ما لا يقوله صوتها ولا كلماتها. إلى جانب رصيدها الشعري، في جعبتها خمسة ألبومات موسيقية، والعديد من الجوائز الفنيّة، أهمّها: «جائزة موسيقى الأمريكيين الأصليين للفنانة الأفضل لعام 2009». تجول غالباً مع فرقة موسيقية باسم «آرو دايناميكس» (أي دينامية السهم)، وتعمل راهناً على مسرحية غنائية بعنوان «كنا هناك عندما اخْتُرِعَتْ موسيقى الجاز».

في ديوانها الجديد «شروق أمريكي» 2019، الذي صدر متزامناً مع فوزها بلقب «أميرة شعراء أمريكا»، تواصل هارجو، كما في مجمل أعمالها، نَبْش سيرتها الذاتية والذاكرة الجماعية للشعوب الأصلية، مستعينةً بالأساطير والحكايات الشعبية، من أجل إعادة إحياء تجارب مضيئة من التراث الروحاني والإنساني المهدّد بالانقراض. كذلك هي تستمر في استلهام سيرة الأرض المسروقة، لتنتهي دائماً إلى إشاعة أجواء متفائلة إيجابية، والدفع نحو خلاص الأرض من الخراب بقوّة التجدّد والانبعاث. فوفقاً لها «سترتفع البراعم الجديدة من النار والفيضانات والزلازل والرياح العاتية». كأنما هو شروق أبدي ينتصر لكلّ قطرة دم في سيرة الظلام، عبر تشريع أبواب الذاكرة.

مَنْ يقرأ هارجو يتذكّر نسيانه، ويستيقظ ولباسه التراب، ورموشه الأشجار، وفي قلبه ثروة خط الاستواء. قصائدها ثمار إيمانها بهذا التلاحم بين الخالق والإنسان والحيوان والنبات والبحار والسماء والأرض والكواكب، حيث الكلّ واحد، في سمفونية كونية شبيهة بمبدأ وحدة الوجود لدى المتصوفة.

ختاماً، نرفد مقالتنا عن الشاعرة بنموذجين من أشعارها قمنا بترجمتهما، وإتاحتهما للقارئ في فيديوهين على موقع يوتيوب (قناة الأدب المترجم)، من إعداد صادق آل غانم. رابط الفيديو أعلى القصيدة.

قصيدة النَّسْر

لتصلّي، تشرّعُ نَفْسَكَ كاملاً

للسماء، والأرض، والشمس، والقمر،

ولصوتٍ كليّ واحد هو أنتَ.

واعلمْ أنّ هناك

ما لا يمكنكَ رؤيته، ولا يمكنكَ سماعَه،

ولا يمكنك إدراكه إلّا في لحظاتٍ

تنمو باطّرادٍ، وبلغاتٍ

ليست دائماً سليمة،

وإنما هي دوائرُ أُخرى للحركة.

كالنَّسْر صباح ذلك الأحد

فوق “سولت ريڤر “،

حين حلّق في السماء الزرقاء

في مهبّ الريح، التي كَسَحَتْ قلوبَنا ونظَّفتها

بأجنحةٍ مقدّسة.

إنّنا لَنَرَاكَ، ونرى أنفسَنا وندركُ

أنّه علينا توخّي أقصى درجات العناية

واللطف في كلّ شيء. 

تنفسْ مدركاً أننا خُلقنا من

كل هذا، وتنفسْ مدركاً 

أننا مباركون حقاً لأننا

وُلِدْنا، وسنموت قريبًا داخل

دائرة حقيقية للحركة،

كالنَّسْر الذي يحوّمُ في الصباح

داخلنا.

إننا نُصلِّي كيما يتمُّ ذلك

بجمالٍ،

بجمال.

 

           

إنّي أُعيدُكَ

إنّي أعتُقَكَ يا خوفي الجميل والرهيب. 

إنّي أفرجُ عنك. 

أنتَ توأمي الحبيب والبغيض،

لكنّي الآن لا أعرفُكَ كما أعرفُ نفسي.

 

إنّي أتخلّى عنك بكلِّ الألم الذي كنتُ سأُقاسيه

بموت أولادي. 

لا قرابةَ دَمٍ بيننا بعد الآن.

إنّي أُعِيدُكَ إلى الجنود 

الذين أحرقوا بيتي،

وضربوا أعناقَ أطفالي،

واغتصبوا إخوتي وأخواتي وانتهكوا حرماتهم.

إنّي أُعيدُكَ إلى مَنْ سرقوا الطعام من أطباقِنا

عندما كنا نتضورُ جوعاً.

 

إنّي أَعتقُكَ، أيّها الخوف،

لأنّكَ وُلِدْتَ

ولأنّي وُلِدْتُ بعينَيْن

لا يُمكن أن تغمضا أبداً.

 

إنّي أَعتقُكَ،

أُطلقُكَ،

أُسَرِّحُكَ،

أُحرِّرُكَ.

لا أخافُ أن أكونَ غاضبة

لا أخافُ أن أفرحَ

لا أخافُ أن أكونَ جائعة

لا أخافُ أن أكونَ مُتْخمة

لا أخافُ أن أكونَ سوداء

لا أخافُ أن أكونَ بيضاء

لا أخافُ أن أكونَ ممقوتة  

لا أخافُ أن أكونَ محبوبة

أن أكونَ محبوبة

أن أكونَ محبوبة، أيّها الخوف،

بلى، لقد خنقتني

لكنّي أعطيتكَ الحَبْل.

لقد انتزعتَ أحشائي

لكنّي منحتكَ السِّكِّين. 

لقد التهمْتَني

لكنّي أَلْقَيْتُ نَفْسِي على النَّار.

 

إنّي أستردُّ نَفْسِي، أيّها الخوف

فأنتَ لستَ ظلِّي بعد الآن. 

لن أحملكَ بين يديّ،

لا يمكنكَ العيش في عينيّ، أُذنيّ، صوتي، جوفي
أو في قلبي، قلبي، قلبي، قلبي، قلبي، قلبي، قلبي، قلبي…

لكن تعال إلى هنا، أيّها الخوف؛

أنا على قيد الحياة!

وأنتَ في فزعٍ

من الموت.

 

*جوي هارجو (ترجمة: آمال نوار)

……………………..

(القدس العربي 23 –  سبتمبر – 2019)

 

 

مقالات من نفس القسم