………………………….
يمكنُني أن أكُون سعيدة بطريقة مريبة ، بفنجان قهوة واحد
بقاعه إبتسامةٌ واسعة على فم جثّة.
أن أُمضي عمرًا أطرّز لوحة من الشّوق, ألفّ بها بقايا سندويتش
أتقاسمه مع أوّل عابرٍ جائع..
يمكنني أن أبكِي بحرقة ، لدقيقتين ، مائة و عشرون ثانية
حتى يفيض البحر ، تطير الأسماك و تهدأ المراكب مقابر ..
ثم أجلس بكامل هدوئي ، على قمّة الحطام ، ألوّح بشعري ، لطيف غائب.
……………..
كم هجرتُك ؟
عَدَدْت خِيَانَاتِك, الصّغيرة ، الكبِيرة
سخِرت منكِ عمدًا
ثِيابَك المُغبرّة ، المُزينة بالرُّقَع
خلاخل النُّحاس
الخُمسَة , المَصنُوعة بِالصّين
عُطُور الياسمِين الرّخِيصَة
و عفونة الفَقْر
كم مرّة, داميةً, مغدورة
بكِيتِ في حُضْنِي كثِيرًا
شَوّهت قلبِي بالحِقد و القَهْر
و قبل أن يجِفّ جَرحُك
رحلتِ، للرّقص !
كم مرّة هجرت السّماء ،
لأجل سقفٍ هاوٍ
و أبوابٍ لم تعرِف الضّوء
تركتِني وحدِي
أطفيء وحدِي نُجُوم الأمانِي
أطرُد الشُّهبَ بمِكنَسَة
أجمع أشلاء الأغبياء
كم مرّة !
يَجُرّني الحُزنُ إليكِ ..
كقِطّة عَرجَاء ،
أمُوءُ على رخَامَة قلبِك
كيف ، كيف لم تَبكِ رصَاصَة ، تُوجّه إِلى صَدرِك ؟
……………………………
شاعرة تونسية