ثلاثة قصائد

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شعر : صالح مجيد *

 

الشجرة

يوماً زرعنا شجرةْ

أنا وبنتُ جارنا

وفوقَ جذعِها ..

حفرْنا كلماتٍ ناعسةْ

وتحتَ ظلِّها ..

سرقْنا قُبلةً نشوى ..

وقبلتينِ أخرَيينْ

وخدّرتْ جسَدها أصابعي المشاكسةْ

الآن بنتُ جارِنا أمٌّ لطفلتينْ

أمّا أنا ..

فذكرياتٌ يابسةْ !

 

******

 

طفولة

 

الطفولةُ كانتْ صديقَـتنا

تتسللُ للحيِّ كلَّ صباحٍ ،

وتدعو إليها جميعَ الصغارْ

تقولُ لنا: أصدقائي ..

تعالوا لنرسمَ شمساً وغيماً

وبسمةَ وردٍ

لهذا النهارْ.

ثم ترحلُ حين يجيءُ المساءْ

تقولُ لنا: أصدقائي ..

الظلامُ صديقُ الكبارْ !

 

****

مرةً وعَدتْنا الطفولةْ

أن تظلّ صديقَـتنا ..

(تتسلّلُ للحيِّ كلّ صباحٍ ،

وتدعو إليها جميع الصغار  …)

ولكنّها فجأةً

لم تعدْ بعد ذاك النهارْ

انتظرنا انتظرنا انتظرنا ..

وحلَّ المساءْ

ولم ندرِ أنّـا دخلْنا

ظلامَ الكبارْ…!

 

*****

 

الحرب

 

كنـّا أنا وأصدقائي الأربعةْ

نلعبُ بالألوانِ والأضواءِ والسماءْ ،

نلمسُ كلَّ شيءٍ حولـَـنا..

إلّا الشجنْ

الحربُ مرّتْ هكذا:

ساحرةً قبيحة ،

تلبسُ فوقَ رأسِها قبعةً طويلةً سوداءْ

وفوقَ كفـّيها المِحنْ.

في بدءِ عَرضها على الجمهور..

مدّت بهدوءٍ يدَها

وأدخلتـَنا كلـَّـنا في القبعةْ

أنا وأصدقائي الأربعةْ

وأخرجتـْهم بعدَها

يلفُّ كلَّ واحدٍ منهم كفنْ 

وقبلَ أن تخرجني الساحرةُ العجوز

توقـّفتْ لبُرهة من الزمنْ

وبعدما أثارتِ الطبولَ والجمهور..

مدّتْ يدَها

وأخرجتني: شاعراً مشرداً

بلا وطن ْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر عراقي

 

خاص الكتابة

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم