أسامة عاطف
-١-
مشيتُ طرقًا بعينيّ. انكسر الظل من أمامي، ومن ورائي. انكسر ماردي الذي كان يجوب العالم، ويطويه في عينيه.
لم يبقَ في داخلي سوى الكهل، الذي يتربص بالألم، ويَبني بيوتًا، قصائد، وققصًا منه. بعد أن يُحيلهُ إلى مزحة سخيفة.
-٢-
أفُتّش بعينيّ عن طريق. طريقٌ من الغياب. طريقٌ من الوحدة. طريقٌ من الحزن. أعيشُ في الماضي باحثًا عن كل معاني الألم الموجودة في كل شيء.
أُفتشُ عن عينيّ في الغياب، حاضرةٌ وفيها تغبُّن الثكالى.
في عينيّ حزن، ودخان سجائر، والسماء، وأنتِ.
-٣-
الموتى وحدهم يعرفون كيف ينام الإنسان دون أن ينكسر ضوء القمر على ظله. الموتى وحدهم يعرفون كم يزن ثقل الصمت.
ظلٌّ من الغياب الطويل والتعب يحوم فوق رأس الإنسان، كغراب ينعق بلا توقُّف على شواهد القبور.
-٤-
ابنك يا أمي لم يعد صغيرًا كما كان، لديه الآن اثنتان وعشرون خيبة تجريان في دمه، ومَن يجذبه بقوّة، إلى الجنون.