قنديل كما يبدو من ديوانه الوحيد كان صادقا مع الشعر، والقصائد التي كتبها حتى رحيله توضح قلقه من ناحية الشكل وتبرز أيضا روحه المتمردة التي كانت تبشر بنيته في مواصلة الثورة على الشكل المستقر في الشعر.
كان صوتا محتدما تلحظ فيه صرخة داخلية، وإن كنت أعتقد أن كل الشعراء في تلك المرحلة العمرية يميلون للتمرد على السائد.
تجربة “قنديل” محيرة، من الصعب التنبوء كيف كانت ستمضي، لكن إذا تعاطينا معها مع الأخذ في الاعتبار إطارها الزمني المحدود تبدو أشبه بتجربة أبو قاسم الشابي أو صالح الشرنوبي فكل منهم رحل شابا ولم يسعفه العمر ليعبر عن تجربة متكاملة وبرغم ذلك ترك كل منهم بصمة خاصة خلدته. بالنسبة لقنديل وعلى الرغم من نشأته في ظل إخلاص الشعراء لقصيدة التفعيلة وإطار تكوينها العام بدا مهتما بالتمرد على الشكل السائد قلقا في تناوله إلى الحد الذي دفعه لتضمين إحدى قصائده مفردات من بحور الشعر ليسائل الشكل ويشرك القاريء في حيرته. كان ذلك ملهما جدا لي خاصة أنني مررت بتجربة مشابهة حيث تنقلت بين أكثر من قالب شعري.. ربما دفعتني تلك التجربة الشخصية للاهتمام بتجربة قنديل والتوقف عندها.