تعرفين يا سارة؟

تعرفين يا سارة؟
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

إلى سارة عابدين

1

الناس محيرون جداً

عيال الله المساكين

يجرون الحياة بعربات عمرهم

ويركضون بسرعة وينتهون دائماً بالبكاء

ولكن هل جربتي أن تكوني مضغة على ألسنتهم التافهة

يلوكون أخبارك ثم يبصقونك دون أية رحمة

آلامك التي تنحت صدرك

الأمومة التي تصنع منك مجرد هامش

العالم الذي يرسل دواماته إلى الروح

ويلتقطها على حافة الغرق

كل هذا مجرد وجبة سريعة

بصقة لا قيمة لها من أفواههم

أنا لا أكره الناس

أحيانا أرى عرباتهم المكسورة خلفهم

أرواحهم التي نهشتها الحياة

شروخاً كثيرة ربما يحاولون ترميمها

دوامات تظهر فقاقيعها علي السطح

لكنني لا أحب أن أكون مضغة أخرى على ألسنة التافهين

إلى سارة عابدين

1

الناس محيرون جداً

عيال الله المساكين

يجرون الحياة بعربات عمرهم

ويركضون بسرعة وينتهون دائماً بالبكاء

ولكن هل جربتي أن تكوني مضغة على ألسنتهم التافهة

يلوكون أخبارك ثم يبصقونك دون أية رحمة

آلامك التي تنحت صدرك

الأمومة التي تصنع منك مجرد هامش

العالم الذي يرسل دواماته إلى الروح

ويلتقطها على حافة الغرق

كل هذا مجرد وجبة سريعة

بصقة لا قيمة لها من أفواههم

أنا لا أكره الناس

أحيانا أرى عرباتهم المكسورة خلفهم

أرواحهم التي نهشتها الحياة

شروخاً كثيرة ربما يحاولون ترميمها

دوامات تظهر فقاقيعها علي السطح

لكنني لا أحب أن أكون مضغة أخرى على ألسنة التافهين

2

الأيام الطويلة المتكررة؟

سأهديك الآن ابتسامة خفيفة وممطوطة

أظن أن يومي يا سارة لم ينته منذ ما يقارب الست سنوات

بدأ بسرطان في الكبد وغرق في أحداث ووجوه

ورغم عبوره أحزانا و أفراحا وقارات

لم ينته بعد

جاء اليوم وذهبت أنا

ذهبت لأغتسل من وقاحتي وأتطهر

لكني فقدت هناك

تعرفين،

لا أظن هناك قضايا كبرى بالأساس

لقد جن العالم يا سارة

ليس من المنطقي الآن أن نتحدث عن حرية أو عدالة أو ثورة

لقد حولوا كل شئ لوجهة نظر

آلة حربية

حذاء عسكري

قتل مشاع

دم مقبول

وبطريقة ما تقبلت الجماهير الوضع

صار عاديا أن نشاهد الهول ونبكي دقيقتين

ثم نمارس الحب والحياة

ربما الوحدة التي أطلقوا وحشها علينا سبب في هذا

تشغلنا أشياء أخرى

مثلا، أعطني ثلاثة أسباب لماذا أنا وحيدة جداً

وأنا محاطة بحديقة من الأحبة والونس

أخبرني كيف أخاطب الله ويدي مغموسة في الخطيئة والشك

علمني كيف أحب اطفالي دون حساب الخذلان والقسوة

أنا مسروقة هنا

يوم طويل لا ينتهي لكنه يتسرب من بين يدي يا سارة

لا أعرف أيهما اثقل يا سارة

الصباح أم المساءات الطويلة

أنا محظوظة جداً

لدي منزل وابناء وعائلة

وخيال أكثر رعبا ًمن فرانكشتين

في الحرب الصغيرة التي عرفتها مدينتنا

اختبرت الرصاص والدبابات والخوف

ولم أختبر الموت او الفقد

لكنني شربت قهوة جنائزية

وسرت في مهابة الابطال

الربيع الذي تلاها علمني العديد كما يليق

إلا أنني مازلت أحتفظ بمحبة للزهور

عندي كبرياء يشبه خيال مآتة محروق

و قلب من قش يحترق سريعاً

نعم لقد مر الجنود من هنا كثيراً

اختبأت المقاومة وامتلأت الشوارع بالعاهرات والخونة

نعم هنا في قلبي القش

بجوار الوظيفة الحكومية التي تركتها

ورداء الطبيب الذي مزقته

والأمومة التي وضعت بيضها في الهدنة الاخيرة

كل هذا لا يهم حقيقة

إنها ثرثرة فارغة لأن اليوم عيد الراحلين

الذين كانوا يحملون جمالا شديدا فارتفعوا إلى السماء

فضلهم الرب علينا

نحن الأولى بالمزبلة يا سارة

3

تعرفين أيضا

كان لي حبيب يفتتح المساء كل يوم

يمتلك دفتراً يسجل فيه أسماء الحاضرين والغائبين

عدد القبلات والمساحات المسموحة للأمان في علاقتنا

ويخصص عطلات أسبوعية يمارس فيها ساديته

ويستمتع بالخوف والالم في عيني

كان طيباً جدا

ولما كبرت اسميته افعي

وكانت لي يد تستطيع تغيير الفصول

مثلا في الحب تصنع ربيعا

في الوحدة تأتي بشتاء وهكذا

لكنها صارت مملة فقطعتها

ولما صرت أما استبدلتها بأخرى صناعية

أسهل في التحكم وأكثر امانا على الاطفال

وعندي أيضل شارع يحمل اسمي

في مدينة ما رأيتها مرة في حلم

أحلامي كلها حقيقية

هل أخبرتك بهذا من قبل؟

وعندي مسبحة سحرية

أخبئها في مقبرتي

سأحتاج السحر حينها لأتذكر من أنا تحديدا عند السؤال

4

تعرفين يا سارة

خبأت الله في قلبي

كنت أحبه كل يوم بطريقتي

أرى النور في كل شيء

عشقت حتي ذابت عظامي تماما

لكنني ضيعت قلبي يا سارة

حزن كبير جاء مرة

واختفى به

راح النور ، والاطفال الذين ملؤوا صدري كبروا

شيخوخة قفزت من داخلي

و ثقل عاق الطيران تماما

الله أجمل ما كان بي

اليقين الذي صاحبته قديما علمني الطيران

أو للدقة انا صدقت ذلك حينها

كل شيء الآن يشبه فيلما قديما بالألوان

اشاهده و في يدي منديل وانا اذرف الدموع

أكنس المنزل و ابحث عن ملائكة عجوزة

اتصنت علي الصمت و ابحث عن هسيس أجنحتهم

هل يمكن ان اجد السلام مرة أخري دون العثور علي قلبي؟

لا حاجة لي به الان

لقد فرغت تماما من أمور القلب السخيفة و المؤلمة

مقالات من نفس القسم

بيننا حديقة
مروة أبوضيف

لو