البهاء حسين
ماذا تفعل سنارةٌ من غيرِ طُعم؟
امرأةٌ من غير رجل
رجلٌ من غير امرأة
من غير الحياة
ماذا يفعلُ الموت؟
،،
للحُبّ رائحة
تشمّها من على بُعد قارة
للحب صندوقُ بريدٍ
كلمة سرٍ تفتح قلبين
مدينتين
فى وقتٍ واحد
هنا حيث أصعدُ لسطوح بيتى
أسقى الطيرَ، ثم أنظرُ إلى جبل “المقطم “
عسى أن أرى الحُب قادماً من تحتى
وهناك حيث تدورُ الحربُ فى كلّ بيت
:
يا للفرح حين يتحسّس الحبُ خطواته الأولى
إلى قلبينِ خجولين
إلى بلدينِ يلتقيانِ على جوعٍ وخوف
:
قد تنتهى حياتك
دون أن تعثر على الحُب
:
في كلّ مرة
تتكررُ المداخل
امرأة وحيدة، رغم زوجها
تكلم رجلاً وحيداً، رغم الشبابيك
:
ماذا يفعل الحبّ سوى أن يهز الجبل
أن يجعلك كالطير
:
هل أطلب الشىء الكثير، إذا أردتُ يا الله أن أكون طيراً بإذنك
تطعمنى وتسقينى بيدك
لأغدو إليها مُحباً
وأعود محبوباً
هل أطلبُ الشىءَ الكثير؟
،،
للحب مرارته حين لا تقوله
يهيمُ على وجهه كالطير
لكنه لا يحطّ على السور صدفة
ليستْ للحبّ أجنحة
ليس للمحبّ ريش يساعده على الطيران
على اجتياز الحدود
كى يُقبّلَ حبيبته
أو يقبلَ رأس الحرب، كى تكفّ عن الدوران
:
تكون يتيماً، حتى يأتى الحب
حتى تمدّ امرأة يدَها من الشاشة وتسحبك من قلبك
:
تعالى أحبك
هاتِ معك البحرَ
“اللاذقية ” كلها
كلّ السفن التى لم تجد مرفأ
الموجَ الذى يتكسّر على الشاطئ من آلاف السنين
زجاجات الماءِ الفارغة التى توضع فيها الرسائلُ
ويقذفها الموج إلى المجهول
تعالى نهِم كالطير
:
أسقى الطيرَ يا حبيبتى، لعله يحملك بين أصابعه كسنبلة
كحنينٍ فى الخمسين من عمره
كـ “رايةٍ” مستسلمة
،،
كالربيع الحبّ
كطفلٍ رضيعٍ بعد تحميمه
وأنتِ مقايضة خاسرة بين قدمىّ وبين الطريق
،،
للحب أقدامٌ واحدة
لكنّ الطرق مختلفة
،،
أفهم الطيرَ، وإن كان يفزعُ منى، حين أضعُ له الماء
أفهم وحدتك يا حبيبتى
لأن الوحدة هى أختى العانس
أفهم أن الحب بحد ذاته عُشّ
أن الشجرة تفرح بمن يجلسُ تحتها
لا شىء يسعد الأشجارَ سوى أن تسكنها العصافير
أن يكون لها ظل
:
لن تجد نفسك
لن تسقط عليك التفاحة
ما لم تقعد تحت شجرة
،،
النجومُ تضيىء لمن يحبّها
وأنا أنظرُ إليك يا إلهى فأحبنى
:
أنا جملة يا إلهى ويداك قوسان
،،
أوقف الحربَ، لأن حبيبتى تكرهها
تقول: الحرب ألا يعود لك بيتٌ وأسرة
أن يركض أطفالك فى رأسك، لا من حولك
تقول: بعد الحرب، تحتاج إلى ذاكرة جديدة
وإن كنت أريد طفولتى، أرجوحتى
ظلى الذى قضى برصاصةٍ طائشة
وكان أجمل خصلةٍ فىّ
تقول حبيبتى: الحرب: أن تتعرّى أيامك من كل جهة، مثل جثة معلقة لا تجد من يغطيها
” أن تمتنّ لوجود أصابعك كلما شربتَ الماء “
تقول حبيبتى: ابن لى عندك بيتاً
فى قلبك
نجّنى من الحرب
وأنا أقول لها: نجنى أنتِ من الوحدة.. حربِى الصامتة
أمطرى يا حبيبتى
لأن أصابعى تنتظرُ المياه
أقول للحب: لماذا تولد وتنتهى يا حبّ مع القصيدة
لماذا لا تعمّر كالوحدة
،،
نحبّ، ليغادر كلٌ منا نفسَه
الطابقَ الأرضى
نحب، ليستمر القطارُ فى سيره
والمحطاتُ فى الانتظار
نحبّ، كى لا نموت
،،
أوقف الحربَ يا الله
أوقف الثقبَ فى قلبى
سأسمى هذه النجمة “روحاً “
من ذا يلومنى إذا سميتُ باسم حبيبتى نجمة
،،
لا حياة للكلمة إن لم تقلها
حين ترقدُ بجانب كلماتك
على سريرٍ واحد
حين تقف كلمة ” أحبك ” فى حلقك كأنها شوكة
حين تكون حبيبتك بعيدة
حين تكون هناك لوعة آتية فى الطريق
أطلق فمَك فى قصيدة
اصعد الجبل
واطلب من الله أن ترى نفسَك
أن يوقف، أولاً، تلك الحرب التى تدور فى قلبك
فى بيتك
من دون رصاص
من دون صوت .