أيتها الجميلةُ التي تُحَدِّقُ بي ونحنُ في الحافلة
وتحاصرني بسيْلِ الكلمات التي تخرج من عينيها
وتقتلني بالدهشة و العتاب الأسود..
أيتها الطَيِّبَةُ كما يبدو من هالاتِ فمك الدقيق، سامحيني
لم أقصد جرحَ فضاء يومكِ بطريقتي الفظة في النزيف
أو بألعابي العجيبة في عَجن الألمِ
و كحتِهِ من فوق الظلالِ
و تلوينِهِ في الأعياد..
أنا فقط أجيدُ رسمَ بسمةٍ واسعةٍ وفضفاضةٍ
بينما ألقي بكبدي أو عَظمة الفخذِ
من النافذةِ
و لا أجد مكاناً آخر يحتوي هوايتي تلك
سوى الحافلات..
أحبُّ أن أتخفف من ذكرياتي السيئة
وسط تنفسٍ مرتعشٍ
لأفواهٍ تموتُ لو تصمت
و أصابع عصبية لا تَكُفُّ عن حفرِ
سيقانها..
وسط أدمغةٍ تَشِفُّ خرائطها
من على سبُّورة الغول
و كأنها تتمشي على حبلٍ شفاف..
مِنْ المؤكد أيتها الرائعة أنك تملكين
تفاصيلَ و حكاياتٍ
تثقل خطوات ساقيكِ الجميلتين
وطيران رأسِكِ المدعومِ من الورود و النَدَى..
و من الراجح أن هوايةً تشبهُ هوايتي
جالت بخاطركِ و لو مرة
لكنكِ جبُنْتِ..
أنتِ خوافةٌ بهية
وأنا شجاعٌ قبيح..
مَنْ الأفضل فينا يا ربي
ومن الذي سترضى السماء إذا اختفى من المشهد
وصَنَعَ بغيابهِ
فضاءً يَعُجُّ بالصفاء؟