كشف المحقق من قبل عن الأصل الواقعي لرواية “القضية الغريبة لدكتور جيكل ومستر هايد” وهو قضية مقتل دكتور جورج باركمان على يد صديقه دكتور جون ويبستر عام 1849، بكلية الطب جامعة هارفارد في مدينة بوسطن الأمريكية .. الدافع وراء تبرير إدجار آلن بو القسري لتحليلات “سي أوجست دوبان” صديق الراوي في قصة “جريمتا شارع مورج” وهو أن دوبان بمثابة النسخة المضادة لـ “بو”، التي تكوّن مع الراوي تناغمًا مع مثلية كونية تدعمها نظريات إبيقور .. السبب الذي جعل أجاثا كريستي تضحي بالحبكة للتستر على حارس المنتزه في قصة “الكلب المفقود” وهو عاطفتها تجاه مس كارنابي التي أرادت أن تضمن لها العفو من خلال تسوية أخلاقية مع بوارو .. قرائن المشابهة التدميرية بين هانتا في رواية “عزلة صاخبة جدًا” لبوهوميل هرابال، وجان باتيست غرنوي بطل رواية “العطر” لباتريك زوسكيند: القبو الذي كان يسحق هانتا الكتب داخله ومدبغة جريمال التي عمل غرونوي وسط روائحها النتنة، استخراج هانتا الأفكار من جثث الكتب واستخلاص غرونوي العطور من الجثث البشرية، كلاهما موصومان بلعنة حسية؛ هانتا بسبب قذارته الجسدية ـ حيث تعيش الفئران في ملابسه، ولا يحب الاستحمام ـ الناجمة عن الطبيعة الكريهة لعمله وغرونوي نتيجة غياب الرائحة عن جسمه، الوحدة، تحوّل هانتا إلى كيان من شظايا اللغة المنتزعة من الكتب التي أتلفها وتحوّل غرونوي إلى مزيج من عطور البشر الذين قتلهم .. التوحد بين “لاندير” الذي قتله أهل القرية و”بروديك” الذي أجبره رجالها على كتابة تقرير تبريري يحميهم من الإدانة في رواية “تقرير بروديك” لفيليب كلوديل؛ حيث الرواية حلم أو وثيقة سردية خلقها خيال بروديك الشخصية التقليدية المذعنة لسلطة العمدة، وتكتب الواقع كيفما طُلب منها، مخبئة أفكارها ومشاعرها الذاتية في ظلام الوعي، وهو أيضًا الشخصية الجمالية المقابلة له (الآخر) التي تكتب الواقع (ترسمه) كما عاشته حقًا، وتعلنه بشجاعة ساخرة .. مصدر تحوّل (الأشياء) إلى (نصوص) في وعي فرجينيا وولف، وهو الاستغراق التام في القراءات المبكرة لكتب أبيها التي كانت بديلة لحياة طبيعية لم يُسمح لها بممارستها، وذلك ما جعل العلامات أو الإشارات المكانية بالنسبة لها فضاءً نصيًا لتسرّب وتحوّل نصوص في نصوص أخرى، وعيّن التناص كجوهر لاقتفاء أثر أصوات الهذيان التي وثقتها رسالة انتحارها .. الدليل على أن موت الجدة في قصة “إبريق العرس” لفيليب سميث يُعد إتمامًا لزفافها المؤجل مع “تومي” حبيبيها المنتحر، وهو وجود الإبريق كرمز احتفالي للزواج في يد الجدة بينما كانت تتحدث عن الساعة التي أرسلها إليها “تومي” يوم زفافها قبل انتحاره باعتبار هذه الساعة موعدًا لعرسهما الذي لا يقع داخل الحياة قبل أن يتدحرج الإبريق من يدها وتموت .. كشف المحقق أيضًا عن الأسرار في أعمال بيلي كولينز، دنيس ليفرتوف، كيم أدونيزيو، تيودور رتكي، لويز غليك، تيد كوزر، دوريان لوكس، ليديا ديفيس، خوسيه ميرينو، جي دي موباسان، خوسيه إميليو باتشيكو، كازو إيشيغورو، روث نستفولد، باسكال روز، كافكا، جون شتاينبك، خابير مارياس، خوان رامون ريبيرو، سكارلت توماس، جريس نيكولز، دوريس ليسنج، وغيرهم الكثيرين .. فعل ذلك كأنما يرسم تصوّره الخاص للسفّاح الأصلي، خالق الجمال كتوقع مخادع للغة، يتطوّر بإغوائها، ويتقمّص حكمتها، ويغيب في حقيقتها العدمية من قبل أن يوجد.
ينشر موقع الكتابة الثقافي نوڨيلا “مقتل نجمك المفضّل” والصادرة مؤخرًا عن دار عرب للنشر والتوزيع.
لتحميل النوفيلا.. اضغط هنا