* بعد أن عرفنا ما هي ألبوتقة ، من هي هالة صلاح ألدين حسين ؟
– مترجمة مصرية ، و ناقدة لا باس بها ، لا اعتمد على لجان استشارية في اختيار نصوص البوتقة ، بل انتقيها بنفسي معتمدة على الاصدارات الانجليزية .
* حسنا .. البوتقة عمل ادبي يفتح الباب على مصراعيه امام الثقافة الاجنبية لكن بلسان عربي فصيح .. ما مدى حاجة المتلقي العربي لهذه الثقافة سيما والكثير منها موجود بيننا ..نراه في المكتبات ونقرا عنه على الانترنت ونشاهده في التلفاز ؟
– ما نشاهده على شاشات التلفاز واغلب المواد المنشورة على الانترنت ماهو الا سقط متاع الثقافة الغربية ، فهو شعبي الطابع ، يتسم بابتذال الاسلوب ، لايحتفي بلغتنا العربية الجزلة البليغة وان كانت المجلة لاتتوانى في الحفاظ على جميع المستويات اللغوية التي تُعبر عنها النصوص الانجليزية : الفصيح والدارج والسوقي ، فضلا عن تراجم اداب اللغة الانجليزية ، ولا سيما القصة القصيرة الامريكية التي تكاد تكون غائبة كلية عن المشهد الثقافي العربي ، ولازلت عاجزة عن تحديد الخلل بدقة ، عله ما تبديه المؤسسات الثقافية من اهمال شامل لحركة الترجمة ، ربما هناك تجاهل مقصود للادب الامريكي بوجه عام من قبل دور النشر والمطبوعات العربية ، غير ان الواقع يعلن وجود “حالة ” منتعشة خلاقة لايعوزها الابداع والرقي من القصص المكتوبة بالانجليزية ، حالة متجانسة لايفقه عنها القارئ العربي شيئا ، وهنا تلعب مجلة ( البوتقة ) دورها بمناى عن ثقافة امريكية شعبية تتجسد في الافلام والمسلسلات وهو المتاح حاليا على شاشات التلفاز والانترنت .
* اذا لماذا لم يكن هذا المشروع الجميل على الورق بهيئة مجلة او صحيفة شهرية ؟ لماذا الانترنت وحده صاحب الامتياز ؟
– كان خيار النشر الالكتروني خيارا واعيا منذ بداية تاسيس المجلة ، تعلم ان مشاكل الطباعة لا عد لها ولا حصر ، اهمها الرقابة ، لن احجم مطلقا عن نشر قصة لمجرد ان يد الرقيب سوف تتدخل ، البوتقة مجلة ليبرالية الاتجاه – وان كانت لاتعلن ذلك بصراحة – لا تستهدف لونا او عرقا او جنسا او دينا ، تتناول بعض النصوص قضايا جدليةكالمثليةالجنسية كما في قصتيّ الكاتب المثلي ادم هاسليت ” التفاني ” و ” ملحوظات لكاتب سيرتي ” و قصة ” العريس ” للامريكي من اصل صيني ها جين ،
وتشمل بعض النصوص كلمات بذيئة لن يرحمها مقص الرقيب كقصة ارثر ميلر ” الحضور ” وقصة دان شون ” خمس غرائز اساسية ” كذلك تدور العديد من نصوص البوتقة في اجواء يهودية كقصة ” الشاي ” لنانسي رايسمان و ” الالوج ” لاديث بيرلمان و ” تناسخ الارواح في بارك افينو ” لناثان انجلاندر و ” الجدال ” المثيرة للجدل لريتشل كاديش التي تتضمن اسقاطات واضحة على الصراع العربي الاسرائيلي من وجهة نظر يهودي متزمت . البادي ان البوتقة صارت الان متخصصة بدون قصد او ترتيب في الترجمة للادباء اليهود او تلك القصص التي تنفض احداثها في اجواء يهودية ، كما ان الطباعة محدودة بدائرة التوزيع ، اما الانترنت فرحب فسيح ، تتملكني سعادة غامرة حين يتكرم احد القراء بارسال رسالة الكترونية الى المجلة من اخر بقاع الارض ، فقط كي يطري على هذه القصة او ينتقد اخرى ،الانترنت دائم متجدد الحياة ، وبمقدوري تغيير كلمة او تبديل عبارة وقتما ارغب ، احرص ايضا على تحديث سير المؤلفين بصورة دورية عن طريق الاطلاع على احدث الاصدارات في المجلات الادبية النقدية الصادرة في قارة امريكا الشمالية وعليه اضيف دوريا الكثير من الفقرات بعد شهور من نشر الصفحات الالكترونية وذلك كخدمة للوافد الجديد مع الانترنت لن تهيمن دائرة توزيع جغرافية على عملية وصول النصوص الى القراء او تنفد النسخ من الاسواق او حتى يبلى الورق ! انها حياة دائمة للمجلة ، ورغم ان الجسد البشري ليس مهيا للاعتماد على الحياة المكتبية كل هذا الاعتماد ، ورغم معضلات التخلص من مخلفات اجهزة الكمبيوتر اعتقد مخلصة بانه زمن التكنلوجيا والوسائط الالكترونية وانه النزع الاخير للورق ، وعلينا جميعا من هيئات وافراد ان نتكيف مع الوسائط الالكترونية ونعتنقها راضين .
* نعم .. لكننا لم نجد مساهمة واضحة من المثقف العربي في البوتقة .. ما هو السبب برايك ؟
– الحق ان المشاركة او بمعنى اصح التطوع بالمشاركة تجلى في صور بديلة ، دعني أؤكد أولا ان باب المساهمات مفتوح لاستقبال اعمال المترجمين العرب ، ويشرف المجلة ان تكافئ هؤلاء المترجمين على جهودهم ، ومع ذلك فعدد المساهمات الواردة حتى اللحظة الحالية هزيل مقارنة بمن ارسل لي خطابا او هاتفني كي يتقدم بدعم مادي للمجلة ، الحق ان المجلة لاتقبل دعما من الافراد على الاطلاق ، كذلك لم يخل بريد المجلة من متطوعين كرماء للعمل معي بدون مقابل ، وهو امر غير مقبول هو الاخر ، او مترجمين يطلبون مني اختيار نصوص كي يعكفون على ترجمتها ، وهو امر مرفوض قلبا وقالبا ، من ناحيتي لن اتعامل البتة مع الزملاء المترجمين بمنطق الموظفين ! على المترجم الجاد الموهوب اختيار نص يتذوقه هو ادبيا ويجده جديرا بتقديمه الى القارئ العربي ، اما الانقياد الى ذائقة الاخرين فهو امر اعتقد انه ينال من احترام المترجم لعمله ويحوله الى موظف ينفذ الاوامر .
* في ختام لقائنا هل هناك أفكار جديدة من شانها أن تفتح للبوتقة آفاقا رحبة أخرى ؟
– سبق ان تحدثت عن تمسكي بالنشر الالكتروني ومع ذلك فقد شجعني القراء والزملاء على فتح جبهة جديدة لتراجم آداب اللغة الانجليزية ، فقد تم الاتفاق مع المركز القومي للترجمة ودار العين للنشر ، ومقرهما في القاهرة لطباعة قصص مجلة البوتقة ، ونهدف من خلال هذا التعاون إتاحة الفرصة للمجلة للانتشار بين دوائر معرفية مختلفة وتوسيع دائرة القراء ، وخاصة ممن يجدون مشقة في الاطلاع على محتويات المجلة عبر الانترنت ويود ايضا بعض القراء امتلاك نسخة ورقية من المجلة لالشيئ سوى رغبتهم في إضفاء شيء من القرب والرومانسية على محتوياتها ، غير ان تلك الخطوة لن تنال بشكل من الإشكال من النسخة الالكترونية التي اشرف على تحريرها ، وسوف تظل القصص متاحة بالكامل بدون مقابل للقراء الا اذا انقضت الفترة الواجب نشرها فيه طبقا لنصوص العقد الذي وقعته المجلة مع المؤلفين الاجانب ووكلائهم ، وسوف أتابع عملية الحصول على حقوق ترجمة القصص ونشرها الكترونيا وعل نفقتي الخاصة بالطبع ، بينما سيتولى المركز القومي للترجمة ودار العين الحصول على حقوق النشر الخاصة بالنسخة المطبوعة بمنأى كامل عن النسخة الالكترونية وفقا لسياسة النشر في كلا المؤسستين ، وان كنت سأصبح مسئولة أيضا عن تحرير النسخ الورقية من المجلة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
لزيارة مجلة ( البوتقة) انظر موقعها
خاص الكتابة