رضوان بن شيكار
أعد خطاي المطرزة
باللهفة وأدحرجها
على ضفاف حياة سابقة
تتسرب من ثقوب الذاكرة
وتلتهم مسافات العمر المزهرة
على حافة الهاوية،
كصوت مبحوح بالغياب
يتحلق كفراشات ضوئية
حول لهيب قناديل المساء.
لابأس بالقليل من التعب
لاصطياد الحكايات،
المسافرة بين الحاضر والنسيان
على وقع صدى أهازيج
معارك قديمة تنهمر منها
أطياف مبتورة الأعضاء،
تترنح وتتشظى أشلاؤها
في الضوء المسجى على أبواب
العدم.
أتدثر كالعادة بفوضاي
المحكمة النسج، المقتناة من سوق
المتلاشيات،
كلما حل بالمدينة الشتاء
واستنبح أصداء آهات
صيرها البعد أيقونات وحدائق
كلما طفت قسمات الشجن
على صفحة المدى،
دون أن اكترث بتفاصيل السفن
التي لم تبحر إلى تخوم الأندلس
أو مآل ما تبقى من الحرس التاءهين
بين الحانات والمواخير،
تلفحني ببرد منفاي السحيق
وتشعل في غبش المرايا
جذوة تبدد جبالا من الضجر الثقيل
وتقضم أيامي كل حين
على مهل.