خالد خشان
إلى صلاح فائق
جنود مُريدون يتلون مزاميرهم:
*
تلك السماء التي نعرفها، أمطرت دماً أسودَ وذباباً
وملأت
الشوارعَ بالأرامل وبأطرافنا التي فقدناها
في حروبهم القديمة .
*
نحن، المتبقون، لسنا أهلاً للنجاة
نحن أثرٌ لمخالب من زمنٍ قديم
موائدنا لازالت ممتلئة بالجثث.
*
وأنت تزيحين خصلات الشعر عن جبينكِ، يسقط خمسة ملائكة من أصابع يدكِ.
فأيِّ سماوات تلك التي خلقت فمكِ، ونادت على كلِّ الفراشات أنْ تركنَ قربه..
وقتَها كنتُ عندَ نبعِ سرّتِها، وقد خذلني انحدارُ الخاصرة.
*
لا طمأنينة تتعثر في وصولها بعد الآن، أغلق الدُرْجَ على أيامنا الحُسنَى
خوفَ أن تتلوثَ بهواءِ الظنون، أو تنمو أصابعُ غريبةٌ في يدي
وتشيرُ إليكِ .
*
الآن .
ثمة أجنحة تلطخ الأرض بدمها.
*
كنا أغصاناً في شجرِ المرِّ الطويل…
قلوبٌ يملأها صوتُ اصطفاقِ الأبواب وصريرها
قلوبٌ لا أحد سواها
تنتظر ما يأتي به الهجير من زوال.
*
لـ مريم عطرُ الرازقي ووردُ الثناء
وقتٌ واحدٌ يغمر كلَّ الأطراف
وقتٌ واحدٌ سيستمر بقوة القلب ولن يتوقف.
*
ربُـهم كان شرطياً في مديرية أمن ذي قار
ذلك هو ربهم
صانع القلوب الممتلئة بالخراب.
*
كانت
مثل نافذة أغلقت نفسها على ذكرى من حديث المحب القليل.
*
لنا في كل وجه مزيف
لا
لنا في كل ظلمة سجن
جثة مضاءة ، تتدلى
ولنا في كل نهر
غريق
أضاع الاتجاه لزهرة المرتجى كلكامش.
*
عثر على بكاءٌ قديمٌ
يعود لنبيٍّ تاه منذ زمن طويل وقد أسدلَ في النسيان
وترك يداً تمسكُ ذكراكِ.
*
أيّ نجومٍ تصطفُ الآن، عند سوسن بابكِ؟
أيّ موسيقى غريبة تتبعها تلك الخيول؟
كنتِ كقرية ملونةٍ ابتعد عنها الطريق
كنتِ بريئةً كدم مسفوح
نمد أعناقنا التي أينعت شوكٍ في غيابكِ
يا لبابكِ!
ما أبعده .
*
أغنيةٌ صغيرةٌ
مثل جرحٍ بضٍّ انتزع من سكين
مكتظة لكِ
تشرق ببطءٍ ولا تتغافل
آه لو كنتِ معي الآن .