انغلاق الدوائر

موقع الكتابة الثقافي uncategorized 32
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

مرزوق الحلبي

كلب مُدلّل

تلك التي تتهيأ لالتقاط “سيلفي” مع كلبها المدلّل/ لا تغيب عنها أدقّ تفاصيل ولا الزاوية المُثلى/ التي تسير معه على طول الطريق/ تزجره كلّما همّر على قطّة مرت مصادفةً/ تُلبسه صدرية صوفية إذا اشتدّ البرد/ تحمله بين ذراعيها وتحنو/ تُكاغيه/ تداعب فروته فيهدأ/ هي القاضية التي مدّدت أمس حبس طفل من العيسوية/ كان يمشي على طولِ الطريق مع كلبِه المُدلّل/ يصفر له لحنًا أو يرمي حجرًا.

 

رسالة حبّ

التي تجلس هناك، تكتب رسالة حبّ وتلمّ دمعاتها عن الورق/ تنتقي أكثر الكلمات وهجًا وأكثر “إيموجي” لوصف لوعتها/ تبحث في جهازها الذكيّ عن أغنيةٍ بحرارةِ قلبِها/ تدقّ على الطاولة تستدرجُ فكرةً للختامِ/ تتلفّت حولَها ربّما عرف أحد امتحانها الوجوديّ/ هي جنديّة شديدة المراسِ تُمسك الوقتَ في قبضتها/ منعت هذا الصباح عروسًا من المرور فيه إلى عُرسها وفي يدها رسائل حبّ كتبتها خلفَ الجدار.

 

ضفّة البُحيرة

ذاك الذي يُطعم طيورَ البجع على ضفّة البحيرةِ البعيدة/ يوزّع الخبزَ عليها بالتساوي/ يُضاحكها/ يُغدقُ المديحَ على أناقتها/ يصلّي كي تسندها الريح في طريق العودة إلى أوطانها/ يقضي نصف يومِه/ يُعاملها كآخر النبلاء وآخر القدّيسين المتأمّلين في الكون/ هو ذاك، الذي كبس أمس بمنتهى اللطف زرّ طائرته/ فأصاب الصاروخُ مدرسة الأطفال الذين أحبّوا قصة الرجل الذي كان يُطعم البجع على ضفّة البحيّرة!

…..  …..  …..

(آب 2019)

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم