قلولي بن ساعد
لقد صار من المسلم به أن المنجز الأدبي والفكري لا قراء له وأن قراءته والتفاعل معه تكاد تكون محصورة داخل دائرة ضيقة هي دائرة الكتاب أنفسهم أو ما يسمى بالنخبة رغم انفتاح سوق النشر في السنوات الأخيرة ومحاولات الوزارة الوصية (وزارة الثقافة ) حلحلة هذا الإشكال من خلال دعمها له عبر بعض المعالجات الظرفية المتمثلة في صندوق دعم الإبداع وتخصيص غلاف مالي هزيل من ميزانية التظاهرات الثقافية الرسمية لنشر بعض الكتب ضمن أولوياتها.
وغالبا ما يتم وضع هذه الكتب في المخازن أو في بعض المكتبات العمومية وبالتالي لا تصل إلى القارئ الطرف الأساسي في هذه العملية والمعني بالقراءة ولذلك لا يأخذ المنجز الأدبي الذي يحمله الكتاب الأدبي والفكري والأكاديمي حقه من القراءة والتداول الإعلامي والنقدي فما السبب في ذلك ؟
إننا لانزعم في هذه الورقة الأجابة عن هذا السؤال الذي تنضوي تحته أزمة القراءة التي لا تزال محل معاينات كثيرة من طرف النقاد والمهتمين بل نحاول إثارته فقط من أجل مزيد من النقاش الحر لإضاءة أبعاد تمفصله في المشهد الثقافي الجزائري.
ومما لا يخفى على أحد أن للقراءة مستويات أو منازل أشبه بما كان يسميه المفكر المغربي عبد الكبير الخطيبي ”السلم الألسني” فهناك من يقرأ بشكل تلقيني كما لو أنه تلميذ في طور التمدرس أو مناضل في حزب سياسي شمولي مهمته أن يتلقى ويستجيب بإنصياع أعمى لأب له كل القدرة والسطوة على التوجيه والإملاء الفوقي الذي لا يقبل المناقشة أو التردد وهناك أيضا من يقرأ بشكل إنتقائي مدروس لغايات تعليمية أو مهنية وهو عادة يهتم فقط بما يناسبه أو يحتاج إليه في بحث أو مذكرة بينما هناك فئة أخرى أكثر وعيا بأهمية القراءة وخطورتها ومستوياتها ومساحات تداولها وتمفصلها وهذا النوع من القراء يتعامل مع المقروء بنوع من التمثل أو ”الامتصاص” بتعبير كريستيفا إلى حد التساؤل والنقد والمراجعة وطرح الأسئلة العويصة أو التي سكت عنها النص المقروء ضمن حوار وتفاعل لا ينتهي ولا يكتفي بالوقوف عند حدود التطابق والإرتهان لعنف النص واستبداد المؤلف وهو القارئ / الناقد أو الباحث الأكاديمي الذي يقرأ من أجل المتابعة النقدية والعرض والتحليل.
ومن هذا المنظور تحدد جوليا كريستيفا النص المقروء أو المهيأ للقراءة ” كجهاز عبر لساني يعيد توزيع نظام اللسان بواسطة الربط بين كلام تواصلي يهدف إلى الإخبار المباشر بين أنماط عديدة من الملفوظات السابقة عليه أو المتزامنة معه إنه إذن إنتاجية نصية ” (01).
وهذه ” الإنتاجية النصية ” بتعبير كريستيفا يقوم بنحتها وتمثل آثارها قارئ مفترض أو” قارئ ضمني ” وأنها تحتاج أكثر تحديدا إلى قارئ يمتلك ” عينا ثالثة ” هي عين الوعي بالقراءة المثمرة نصيا ومؤول ينتج المعنى والدلالة على إثر هذه “الإنتاجية النصية ” بواسطة نص آخر ينتمي إلى حقل النقد الأدبي النصوصي أو النقد الثقافي لأن القراءة مهما كان شكل هذه القراءة وعمقها حتى ولو كانت علمية أو شبه علمية فهي نشاط بشري و تجربة ذاتية لها حدودها النسبية.
وعندما نتحدث عن القارئ الكفء فنحن نعني بالضرورة القارئ المتخصص الذي يقرأ النص بعيدا عن هيمنة المؤلف من أجل ” تحرير النص ” من هيمنة المؤلف وإستكمال ملف الكتابة الإبدعية ولم يجانب الصواب تماما الناقد المفكر محمد عبد الله الغذامي عندما كان يرى أن ” المعنى شيء من فعل القارئ يدركه ويلتقطه من داخل نسيج النص وليس من داخل بطن الشاعر..إن الشاعر قد مات ومات ما في بطنه ولو كان المعنى في بطن الشاعر لصار من الناحية الرمزية والدلالية في قبره ” (02).
وسيكون النص بتعبير الغذامي “حرا طليقا من معنى مزعوم بات رفاتا في قبر يجهله القارئ أولا يهم النص ولا القارئ أن يعرفه بما أنه ليس شرطا للفهم والتفسير ” (03) وكل هؤلاء القراء بالطبع يبحثون عن نوعية محددة من الكتب والنصوص ولا يهم أبدا كيف يقرأون وماذا يريدون من القراءة ومن الطبيعي جدا أن تختلف ميولات القراء وطبائعهم ولا تتطابق وبالتالي لا يمكن لنا أن نحصر كل القراء ضمن مستوى واحد ولا أن نطلب منهم أن يتحولوا بين عشية وضحاها إلى قراء محترفين أو متخصصين أو نساوي بينهم جميعا من دون أن ننسى طبعا أن هناك كتاب ومثقفون لا يقرأون لبعضهم وآخرون يتعالون على القراءة لغيرهم من الكتاب الذين يختلفون معهم في وجهات النظر والمنطلقات الإيديولوجية أو الذين لا ينتمون مثلهم لنفس الجيل أو الجهة أو العائلة الإيديولوجية.
والبعض الأخر لا يتوانى في إصدار بعض الأحكام القيمية والمعيارية والأخلاقية الجاهزة على نصوص لم يقرأها وكل ما في الأمر أنه سمع عنها عبر الصحافة ووسائل الإعلام أو “قرأها بالأذن” مثلما يقول الدكتور السعيد بوطاجين ساخرا تستقي وجودها من الروافد الإيديولوجية والدينية والتربوية رغم أن ” الحاجة إلى الإيمان مقترنة مع الحاجة إلى المعرفة ” على ما ترى ذلك الناقدة الفرنسية جوليا كريستيفا لكن هاتين الحاجتين في منظور كريستيفا ” أصبحتا في مهب الريح في ظل الإنسانية مابعد- التوتاليتارية ومابعد الذرية التي تورطت مسبقاً في هذا الإنكارالمقصود ” (04).
ففي الثمانينيات من القرن المنصرم عندما كانت المؤسسة الوطنية للكتاب تحت وصاية الدولة كان هناك عدد قليل من المكتبات الخاصة التي توفر لقرائها آخر الإصدارات في الآداب والفنون ومختلف أنماط المعرفة السائدة في ذلك الزمن بما في ذلك الإفرازات المتعددة للفكر اليساري العربي محمود أمين العالم وغالي شكري والطيب تيزيني وفرج فودة وحسين مروة وغيرهم ومختلف المشاريع النقدية لأعلام الفكر العربي كالجابري وزكي نجيب محمود وأدونيس وأركون وعلي حرب ونصر حامد أبوزيد بالإضافة إلى بعض النماذج من الروافد الشعرية للشعراء العرب المؤثرين آنذاك في الذائقة الشعرية العربية كمحمود درويش وأمل دنقل وعبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور وغيرهم.
ولم يحدث لي أبدا أن صادفت في مكتبة خاصة بعض الكتب الشبه مدرسية وكتب الطبخ والبوقالة مع إحترامي لهواة وهاويات هذا النوع من الكتب ربما لأنه في ذلك الزمن لم يتفطن بعد تجار “الشنطة الثقافية ” لهذه التجارة المربحة التي لا تخضع لأية ضوابط سوى الهوس بالقيم النفعية التجارية المحضة التي أشاعتها إفرازات النزعة الليبيرالية المتوحشة في إمتدادها حدود وفضاءات الوطن العربي من المحيط إلى الخليج على حساب مستقبل الجيل الصاعد من الطلبة والتلاميذ مما يضاعف من تسطيح الوعي كما لوأن الطفل رجل الغد يراد له ” أن يرى العالم مشتقا من نوازعه وطموحاته ” على ما يرى سيغموند فرويد.
وبعد أن حلت المؤسسة الوطنية للكتاب وازداد عدد المكتبات الخاصة في كل المدن تقريبا وتضاعفت معها الكتب الشبة مدرسية الكثيرة فصار المرء نادرا ما يعثر على كتاب أدبي أو فكري مثمر يغري بالقراءة والإكتشاف حتى الكتب والإصدارات الأدبية والفكرية والعلمية التي نسمع بين الحين والأخر خبر خروجها من المطبعة وتدوالها بين القراء في الجزائر العاصمة (المركز الوهمي للإشعاع الثقافي ) لا يتم تسويقها إلى المدن الداخلية والحجة جاهزة ( الكتاب الفكري لاقراء له ) يضاف إلى ذلك أن بعض المصادرالأدبية في النقد الأدبي والنظرية النقدية المطلوبة بشدة أيضا من طرف طلبة أقسام اللغة العربية وآدابها والعلوم الإجتماعية والإنسانية فهي غير متوفرة..
لقد وقفت بنفسي أمام حالات متعددة تؤكد هذا الغياب الفادح لدرجة أن الكثير من الطلبة الذين لا أعرفهم يتصلون بي هاتفيا طالبين مني مساعدتهم ببعض المصادر وأمام هذا الخراب والفراغ الموحش لم يبق أمام القارئ سوى فرصة المعرض الدولي للكتاب وبعض المعارض الوطنية الموسمية لتلبية بعض حاجاته الوجدانية والفكرية..
وهل نعلق مثلا كالعادة حبل هذه المحنة على غياب “المقروئية ” …؟
حتى ولو كانت غائبة بالفعل في ظل انعدام الإستئناس بدراسات قبلية وتصورات عملية مضبوطة تشتغل على ضوءها دور النشر المعنية بنشر الكتاب وتوزيعه والترويج له بالعودة إلى آراء المتخصصين في سوسيولوجيا القراءة لمعرفة توجهات الغالبية العظمى من القراء وتطلعاتهم البحثية إستجابة لطموحاتهم ورغباتهم في النهل من مختلف حقول المعرفة الإنسانية للتحكم في ثقافة التسويق للمنتوج الثقافي والتاريخي والأدبي بالإعتماد على ميكانيزمات فلسفة التلقي والقراءة للوصول إلى القارئ أينما كان في أقصى عزلة له بدلا من انتظار حدث محدد كالمعرض الدولي للكتاب وبعض المعارض الوطنية التي بالتأكيد قد لا تكون كافية في كسب ود مختلف القراء وإرضاء توجهاتهم المختلفة طالما أن مثل هذه الصالونات تقوم على أسس ظرفية وموسمية وليست خلاصة جهد دائم أو تخطيط بعيد المدى يعنى بالحفاظ على مكاسب القراءة وتنميتها يستقي أهميته الأساسية من الرهانات المعاصرة للصناعة الثقافية كبعد سوسيو ثقافي لأي منتوج ثقافي أو فكري وجد من أجل قارئ ويكتسي طابع الديمومة ولا يكتفي بالظرفي والزائل والموسمي …
المسألة عويصة فيما أرى … فالكاتب بوصفه منتج “السلعة الأدبية ” وفقا لمنظور ألبير ميمي وإسكاربيت وهما من أوائل المفكرين الذين كانوا يرون أن سوسيولوجيا القراءة كمبحث نقدي تبحث في العوامل الخارج / نصية كوضع الكاتب الإجتماعي والإقتصادي وفن التسويق والصناعة الثقافية ومنها صناعة الكتاب التي تشترك فيه أطراف كثيرة وليس المؤلف وحده للوصول به إلى القارئ أينما كان.
ولا ينبغي أن تتوقف مهمة الناشر على مجرد نشر الكتاب أو تخزينه ومعنى هذا أن الكتاب بوصفه “سلعة أدبية ” بتعبير ألبير ميمي تخضع لكل معايير الجودة ليس فقط على صعيد المضمون الذي يحتويه وإنما أيضا من خلال مراحل إعداده للنشر التي تتطلب إخراجه في أبهى حلة لإغراء القارئ وحثه على قراءته من حيث أن للوظيفة الإغرائية التي إعتبرها الدكتور عبد الحق بلعابد في كتابه ” عنفوان الكتابة..ترجمان القرءة..العتبات في المنجز الروائي العربي ” إنطلاقا من مشروع الناقد الفرنسي جيرار جينيت العتباتي واحدة من أهم الوظائف التي لا بد من مراعاتها وأخذها بعين الإعتبار بوصفها تمس مساسا مباشرا بواجهة الكتاب الحامل للمنجز الفكري بدءا من إيحائية البعد البصري لغلاف الكتاب من حيث هو “عتبة نصية ” بتعبير جيرار جينيت يقرأ النص الإبداعي والمنتوج الفكري عموما على ضوءه، وانطلاقا من الأفق الجمالي الذي يواجه القارئ الحصيف لأول وهلة وهو ينتمي إلى عنوان آخر كبير هو “محيط النص ” مثلما يسميه جيرار جينيت، وبالتالي فهو يمنح القارئ والناقد مزيدا من الإدراك الموسع لقراءة النص الإبداعي والفكري في أبعاده التكاملية ناهيك عن الوعي أيضا بالبعد البصري في الكتابة الذي عادة ما يحضر بقوة في بعض التجارب الإبداعية والفكرية حيث تستعين فيه الذات الكاتبة بوعيها البصري ومساحات التشفير والبياض أو ما يسمى إجمالا ” الإحالة إلى بياض ” كرافد جديد يقدم للدرس النقدي السيميائي إمكانية إستثمار بعض إشعاعات ما يسميه السميائيون ” بالبياض الدلالي”.
فكل هذه المتكآت النوعية لظاهرة الكتابة والتأليف في أفقها البصري التي غفل عنها النقد الكلاسيكي تقدم بعض الإضافات الممكنة لراهن الكتابة الجديدة إختراقا لظاهرة “ الكتابة بالصوت ” بحثا عن حساسية جديدة تستعين بالبعد البصري في الكتابة لقول ما لم يقله النص الكلاسيكي أو ” الكتابة بالصوت “ بتعبير محمد بنيس التي لا زالت تهيمن على العديد من التجارب الإبداعية العربية بوصفها من المآخذ التي كان يرى الشاعر والباحث الجزائري معاشوقرور أنها “وسمت الحوار البصري العربي بوصمة الأمية البصرية بالرغم من الإرث الجمالي لثقافة العين العربية ” (05).
ثم عنوان الكتاب أو المنجز الذي يعتبر في المنظور السيميائي العتباتي “النواة المتحركة التي خاط المؤلف عليها نسيج النص لأنه من المنطلقات السيميائية المهمة وليس عنصرا إضافيا أو متمما ” (06) فيجد القارئ كل ما يحتاجه من “معرفته من / إسم السلعة ( العنوان ) إسم مصممها ( المؤلف) شركة الإنتاج ( دار النشر ) ” (07).
ويشير الدكتور عامر رضا أن الناقد المغربي حميد لحميداني كان صاحب السبق في تمييزه اللافت للنظر ” بين نمطين في تشكيل الغلاف الخارجي للنص هما تشكيل واقعي مباشر لا يحتاج القارئ إلى كبير عناء في الربط بين النص والتشكيل ثم تشكيل تجريدي يتطلب خبرة فنية عالية من المتلقي لإدراك بعض دلالاته وكذا للربط بينه وبين النص ” (08) ضمن مشروع كان جبرارجينيت قد سماه “بمعمارية النص ” وهي معمارية لا تتجاهل أية صفحة من صفحات الكتاب موضوع المنجز الفكري بما في ذلك الفهرس أو ما يضعه الناشر من ملاحق على ظهر غلاف الكتاب أو في نهايته واضعا لها باب يطلق عليه مفهوم ” الملحقات النصية ” للمنتوج الفكري أو ” السلعة الأدبية ” التي يتوجه بها المنتج / الكاتب أو الباحث إلى مستهلك هو القارئ ولابد أن تصل إلى هذا المستهلك في أبعد نقطة من الجزائر بوصف الكتاب مادة للإستهلاك مثله مثل المواد ذات الإستهلاك الواسع الأخرى بصرف النظرعن النوع والكم.
فلحد هذه الساعة لم أسمع بناشر جزائري تقدم بعرض منشورات مؤسسته ضمن إشهار عبر وسائل الإعلام للترويج لهذه ” السلعة الأدبية ” مثلما تقتضيه الأعراف التسويقية ولا أثر في مخيال الناشر الجزائري إلا فيما ندر لأي أفق يجعله ينزل إلى الواقع لمعاينة المنتوج الإبداعي الذي يتولى نشره في الأوساط الإجتماعية والثقافية والسير مع الكتاب لغاية الوصول به للقارئ بدل من إنتظار القارئ أن يأتيه …
صحيح أن الأزمة عامة ومتشعبة ففي ظل غياب إعلام ثقافي وأدبي متخصص ( قنوات ثقافية وصحف ومجلات أدبية ) يساهم في الترويج للكتاب الأدبي عبر ما يقترحه من ملفات ومحاور لكون أن المجلة الأدبية مثلها مثل الكتاب باعتبارهما وسيطا لنقل المعرفة إلى القارئ كفيلة بأن تساعد القارئ على وصله بمكونات هذا الثراء الثقافي على صعيد القراءة والتلقي المثمر من حيث أنه يفترض في السياسة الثقافية التي ترعاها الوزارة الوصية أن يتم الإعتماد فيها على المدون والمكتوب، بدل التركيز على مظاهر الثقافة الكرنفالية الفقيرة معنى ولغة وأن توفر ما يكفي من أسباب الدعم المالي غير المشروط للهيئات الثقافية والمدنية التي تضع ضمن أولوياتها إصدار مجلات فكرية وأدبية محكمة لكي يستمر وجودها في الزمان والمكان، وبما يعني من أن تحمل آفاقا بعيدة وأن تستشرف الرغبة في منح معنى آخر لصيرورة التداول الإعلامي والثقافي لأنماط المعرفة والقول الإبداعي التي يحملها الكتاب الأدبي ضمن تناول غير متسرع وغير مشحون بتأثيرات ثقافة الميديا السريعة الحركة والتحول تشتغل بهدوء وتقدم للقارئ خلاصة جهد المبدع الجزائري وتدله على مصادر المعرفة والأبداع الجزائري التي يحملها الكتاب بوصفه “سلعة أدبية “. وطالما أن هناك لا توجد سياسة ثقافية أو مشروع ثقافي وطني يضع ضمن أولوياته دعم الكتاب والبحث عن آليات التسويق الناجعة لوصول الكتاب الأدبي إلى القارئ بثمن معقول تشجيعا على الإقبال عليه فطبيعي جدا أن نجد من يرد ذلك إلى العوامل السوسيو- إقتصادية وغلاء سعر الورق وغيرها وهي عوامل لا يمكن التنكر لها ولكن لا يمكن أيضا اتخاذها ذريعة للشكوى والنوم.
ولا أريد أن أتحدث عن بعض المجلات الأكاديمية التي تصدرها مخابر الجامعة، فرغم أهميتها العلمية والعمق المعرفي الذي يؤطر توجهاتها، فهي محدودة التأثير، ولاتوزع على نطاق واسع، وبالتالي لا تشكل أفقا بعيد المدى لكل أذواق القراءومتتبعي الشأن الثقافي والإبداعي بكل توجهاتهم الإيديولوجية والثقافية من المستحيل التعويل عليها لحلحلة خيوط أزمة القراءة والأسباب الكامنة وراءها وهي كثيرة ومتداخلة.
إحالات
01)علم النص – جوليا كريستيفا – ترجمة فريد الزاهي ومراجعة عبد الجليل ناظم – ص 21 – منشورات دار توبقال الدار البيضاء الطبعة الثالثة 2014
02)تأنيث القصيدة و القارئ المختلف – عبد الله محمد الغذامي – ص 112 – المركز الثقافي العربي – بيروت – الطبعة الثانية – 2005
03)نفس المصدر ص 112
04)الشبقية بين الجسد والمعنى – جوليا كريستيفا – ترجمة فؤاد أعراب جريدة الإتحاد الإشتراكي المغربية بتاريخ 07/ 01/ 2011
05)الأمية البصرية / إشكالية تلقي الحداثة في الفن التشكيلي العربي – معاشوقرور – ص56 – دار ميم الجزائر 2013
06)علم السيمياء والنص الادبي – محاضرات الملتقى الوطني للسيمياء والنص الادبي – بلقاسم دقة – جامعة بسكرة الجزائر نوفمبر 2000 ص 43
07) 07)سيمياء العنوان في شعر هدي ميقاتي – عامر رضا ص128 مجلة الواحة للبحوث والدراسات المجلد 07 العدد 02 جامعة غارداية
نفس المصدر ص 129 08)