سلطان محمد
لسْتِ جارحةً
بل نَصْلُ الجرحِ أنتِ
نَصُّ القَيحِ في كتابي الصَّغيرِ؛
نوڤيللايَ المكوَّنَةِ من فَصْلي اسمِيَ واسْمِكِ
في قَصِّ تبَاريح واو الوْصلِ
لاكتمَال حبْكةِ الشَّوقِ:
كلما قلتُ الشَّوقَ قالَنِي الشَّوكُ
وانفردَ الشَّخْصُ منِّي موغِلًا في الدَّمَاءِ
لا الحُمْرِ القوَاني،
إنما الأخرَياتِ ذوَات اللالونِ في مرَاسيم البُكَاءْ/
لسْتِ جارحةً
لكنَّ هواءً يهبُّ منكِ في ليلٍ صقيعيٍّ
بمثابَةِ الصَّهْدِ يكونُ إن قطَّبْتِ حاجبيكِ؛
كأنَّ عُقدةَ الجبينِ مِشْنَقتي !/ …
قلتُ: مفازَةُ اللاأينِ منْجَاةٌ
قلتِ: ماذا؟
قلتُ: أحبُّكِ
قلتِ: بشارَةُ اللاقولِ تقبيلٌ
قلتُ: ماذا؟
قلتِ: أحبُّكَ في لُغَتي ترادِفُ رُبما
قلتُ: دَخْلتُ بابَ الأبُوَّةِ عن جَهْلٍ
قلتِ: طفلٌ بغَابة عانَةٍ
قلتُ: ماذا؟
قلتِ: أنا ابنَةُ نفسي أنا
قلتُ: وأمِّي؟
قلتِ: مَنْ نِيكتْ مِنْ أبيكَ !
قلتُ: وأنتِ؟
قلتِ: أخطأتُ في الأيْر كما يخطئ المرْءُ في المفتاح
قلتُ: ماذا؟
قلتِ: لسْتُ جارحةً
لكنَّ نصْلَ جَفني جارحٌ في البَعيدِ
فأزَدَادُ ابتعادًا ليزدَادَ التماعًا في الجِرَاح؛
كأنَّني ممَّنْ يحبُّونَ تجريبَ المفازَةِ لا لمعناها
بل لنَفْي الأينِ عن المكانِ/
هُوَ الحبُّ، يا حبيبي: هوَاءٌ مالحٌ
في خَفْق الجناحْ .. !