المشاهد بطلًا.. عن فيلم Play It Again, Sam أو اعزفها مجدَّدًا يا سام (1972)

وودي ألان
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

أحمد عبد الرحيم

عندما سألوا الفنان الأمريكى، متعدد المواهب، غزير الإنتاج، وودى ألن: “ما رأيك فى العيش على الشاشة الفضية؟”، أجاب: “أنا أفضِّل العيش فى حجرتى!”. تعكس هذه الإجابة ليس فقط كراهية ألن لأضواء الشهرة، وأساطير النجومية؛ وإنما أيضًا محبته للإنسان العادى، والحياة غير الزائفة.

يظهر ذلك فى مجمل أعماله، التى تقارب خمسين فيلمًا كتبها وأخرجها خلال الخمسين سنة الماضية. فهذه الأفلام، التى تعمَّد إنتاجها بعيدًا عن سيطرة نقود وأفكار هوليوود، لا تعرض حروبًا مشتعلة فى عوالم فضائية، أو مغامرات بحث عن كنوز فى أدغال، وإنما تهتم بقصص من قلب الحياة اليومية للمدينة، غالبًا نيويورك، وتتعامل ليس مع شخصيات قوية تحقِّق الانتصارات، ولكن شخصيات ضعيفة تحاول تجاوز هزائمها.

فيلم (Play It Again, Sam أو اعزفها مجدَّدًا يا سام – 1972) كتبه ألن عن مسرحية سابقة له بالعنوان نفسه، وقام ببطولته تحت إدارة المخرج هربرت روس، وفيه نتابع شخصية ألن فيلكس، الناقد السينمائى المُحبَط عاطفيًا، الذى تهجره زوجته نانسى، طالبة الطلاق، لاهتمامه بالأفلام أكثر من أى شىء آخر. وكيف يحاول صديقه المُقرَّب ديك، وزوجته ليندا، إبعاده عن اكتئابه، بتعريفه على فتيات آخريات. المشكلة أن فيلكس مهووس بالنجم الأمريكى الراحل همفرى بوجارت، وبدوره الشهير، ريك بلين، فى الفيلم الرومانسى القديم (Casablanca أو الدار البيضاء – 1942)، لدرجة تجعله يرى بوجارت فى كل مكان، خلال حلم يقظة متصل، ليستشيره فى كيفية الإيقاع بالفتيات، مما يؤثِّر سلبًا على علاقات فيلكس، ويجرّه إلى تمثيل شخصية عكس شخصيته تمامًا؛ كرجل مثير، صلب، لامبالى، وهو ما ينتهى به – فى كل مرّة – إلى الظهور كأخرق أمام الآخرين، والفشل التام فى الحب!

الوحيدة التى تنجح معها شخصيته الحقيقية هى ليندا زوجة صديقه، التى تنجذب إليه فى أثناء انشغال زوجها عنها. ليقع فيلكس فى مأزق بوجارت فى فيلم الدار البيضاء، عندما يكتشف أنه متورط عاطفيًا مع زوجة رجل آخر يحبه ويحترمه. ولكن فيلكس فى النهاية يتصرّف بنبل كبطل الدار البيضاء، ويختار أن يضحى بهذا الحب، مُودِّعًا ليندا، وحبها، وطيف بوجارت أيضًا؛ لاسيما بعدما استعاد ثقته بنفسه، وأدرك مقدرته أن يكون بطلًا.. مثل أبطال الأفلام.

يمكنك مشاهدة الفيلم ككوميديا رومانسية لطيفة تدور فى فلك الشخصية التمثيلية المُميّزة لألن منذ نهاية الستينيات؛ كالمثقف الاكتئابى، غنى الوساوس، غير المستقر عاطفيًا، دائم السخرية من كل شىء خاصة نفسه. لكنك إذا ما حاولت النظر إلى ما وراء ذلك؛ ستكتشف أبعادًا أعمق فى هذا الفيلم، تتحقّق عبقريتها بتواجدها معًا، فى تناغم وسهولة، مع عدم إزعاجها لذلك الفيلم الكوميدى اللطيف، أو إثقالها لإيقاعه.

هنا ألن، كمؤلف، يرينا ببساطة تأثير الأفلام على حياتنا. فالفيلم من أوله لآخره ليس إلا واقعًا مجدولًا بسلسلة أحلام يقظة متأثرة بأحلام السينما. كان يمكن أن يُنتِج ذلك عملًا مفرط الذاتية، وسوداويًا، ومملًا؛ ينتهى إلى عيش البطل فى كابوس. لكن (اعزفها مجدَّدًا يا سام) يفاجئك بكونه العكس كليًا؛ بمواقفه الضاحكة، وإيقاعه اللاهث، و – الأهم من ذلك –  إبلاغه لرسالة مفادها أنك تستطيع أن تفعلها أيضًا، وتصبح عظيمًا كأبطال الأفلام، وهى رسالة عظيمة فى حد ذاتها، تعزِّز من إرادتك كإنسان. فبوجارت ذو الوجه الحجرى، والملامح غير الوسيمة، والحجم الضئيل، أبعد ما يكون عن صورة نجم السينما المبهر؛ ذى المرح، والجمال، والعضلات، وأقرب ما يكون للإنسان العادى / المشاهد؛ الذى يمثلّه هنا ألن ذو الملامح المقاربة شكلًا. والدرس البارع حقًا هو إذا ما كان بوجارت، بهذه الملامح اللصيقة بسكان الأرض وليس نجوم السماء، يمتلك أخلاقًا بطولية، وسلوكيات نبيلة، وقادرًا على تفعيلهم فى جرأة وحسم، فلماذا لا أتمكن – وأنا أشبهه – من امتلاك ذلك، وتفعيله أيضًا؟! إن الشخص العادى الذى يذهب إلى السينما كى يعوِّض نقصانه، ويعيش حلمًا مثاليًا وهميًا لبعض الوقت، يجد أفضل من يمثّله فى بوجارت، المقارب لقبحه وضآلته، مما يهدم أسطورة الجمال الظاهرى، ويجعل الفتنة الحقيقية تنبع من الفعل البطولى. (اعزفها مجدَّدًا..) يأتى ليهدم خرافة استحالة هذا الفعل البطولى عليك كمُشاهِد، ويؤكد أن الاختيار فى يدك، إذا أردت أن تكون بطلًا فى حياتك أو لا. أى أن ألن استعان بمفردات من سينما الموجة الجديدة، كشخصية اللا-بطل، والتفكير فى الفعل أكثر من الفعل ذاته، ومَزَجها بالتقاليد القديمة للكوميديا الرومانسية الهوليوودية، من قصة حب تتخلّلها مواقف وحوارات مضحكة، وتنتهى بالبطل فائزًا؛ ليُنتج واحدًا من أمتع الأفلام الهوليوودية المتأثرة بالموجة الجديدة.

الحق أن بوجارت لم يكن الأمير الفاتن، وإنما هو رجل عادى يمكنه بفعله أن يكون أكثر فتنة من أى أمير. فيلكس، بطل هذا الفيلم، هو رجل عادى فقط. ولكنه يتمكّن من بلوغ النجومية، بالنسبة لنفسه، حينما توقف عن المشاهدة، وبدأ فى الفعل. وعند نجاحه فى إنهاء خيالاته، وكسر عاديته، وتحقيق بطولته الذاتية؛ عثر على البطل السينمائى داخله، بدون الحاجة إلى دحر أهوال شديدة السينمائية؛ كشرير خارق القوى، أو جيش مدجج بالأسلحة، وإنما بمجرد اختيار نبيل آثر مصلحة الآخر على مصلحته الشخصية. الفكرة أن انتصارات البطل على الشاشة الفضيّة يمكنها أن تحدث خارج الشاشة أيضًا (بل إن الواقع هو المصدر الرئيسى لانتصارات وأبطال هذه الشاشة!)، ولذلك فإن هذا الخط المتوتِّر بين الحقيقة والخيال فى الفيلم كان لصالح جعل الحياة جميلة مثل الأفلام، لا للغرق فى جمال الأفلام وحسب. أمور مثل المقارنة الخبيثة بين فيلكس وبوجارت، وعبودية فيلكس لبوجارت، ثم تحرُّره منه، وتحوّله من ظل باهت إلى أصل مشع، تجعل الفيلم متفائلًا كأفلام حالمة وفيرة، ولكن بعين على الواقع، تغمز طيلة الوقت لك، وتناديك أنت، وتبلغك بأن الحلم الذى تراه على الشاشة يمكنك تحويله إلى حقيقة؛ وهو ما يدفع الفيلم ليكون من أكثر الأفلام الحالمة إخلاصًا للواقع، وأقلّها منافقة للحلم.

هناك عدد لا حصر له تنتجه أمريكا منذ عشرات العقود لكوميديات رومانسية ذات نهايات سعيدة. لكن يظل لـ(اعزفها مجدَّدًا..) مكانة متميزة وسط كل هذه النوعية. مثلًا، كم من أفلام عشقناها، وشاهدناها مرارًا لإحتوائها على حلم بعيد لا نستطيع بلوغه، أو اختيار صعب نعجز عن حسمه، وتمكّن بطلها فى النهاية من الفوز، واختطاف الشمس التى لا نقدر على إطالة النظر إليها فى حياتنا الواقعية. الآن يأتى (اعزفها مجدَّدًا..) كالجزء الثانى النموذجى لكل هذه الأفلام؛ ليقطع بأنك لن تكون مثل أبطالها، وإنما ستكون نفسك، أو – فى أحسن الأحوال – أفضل ما فى نفسك، وساعتها قد لا تكون الشمس بعيدة المنال إلى هذه الدرجة. إن ذروة الأحداث ليست عندما ضحّى فيلكس بحبه، وإنما عندما فهم أنه لابد أن يضحِّى، وعرف أن لديه المقدرة على ذلك. فانتصاره ليس بخصوص علاقته العاطفية التى أنهاها، وإنما بشخصيته الفاعلة التى أوجدها. هذا هو الجوهر الرومانسى للفيلم، وهو ما يجعله كوميديا رومانسية فريدة وسط أقرانها؛ ليست عن اكتمال حب إنسان لإنسانة، وإنما عن اكتمال حب إنسان لنفسه.

فى نوعية أفلام المحاكاة الكوميدية، يحاكى عمل فنى جديد عملًا آخر قديمًا لأهداف أشهرها السخرية. هنا، للحظة، قد تظن أن الفيلم بأكمله سخرية من كلاسيكية سنة 1942، وهو ما يدعمه أمور مثل: صياغة صراع يماثل صراع فيلم الدار البيضاء؛ حيث رجل يتبادل الحب مع امرأة متزوجة من شخص مهم بالنسبة إليه، وكيف تتحداه الظروف ليختار بين سعادته أو سعادة هذا الشخص. وتفتيت شخصية حبيبة البطل فى الدار البيضاء؛ إلزا لاند التى تهجره فى الماضى ثم تعود إليه متزوجة فى الحاضر، إلى امرأتين فى الفيلم الجديد؛ نانسى الزوجة التى تهجر فيلكس فى الماضى، ثم ليندا المرأة المتزوجة التى يقع بحبها فى الحاضر. وعنونة الفيلم بالتحريف الجماهيرى المألوف لجملة “Play it” أو “اعزفها..” التى نالت الشعبية عندما أمر بها بطل الدار البيضاء صديقه العازف “سام” ليكرِّر لحنًا معينًا على البيانو يذكِّره بحبه المنكسر. بالإضافة إلى مشاهد كالمشهد الأخير فى المطار، الذى يعيد، على نحو شبه حرفىٍّ، المشهد الأخير من الدار البيضاء؛ بمكان حدوثه، وملابس شخصياته، وميزانسين حركته، وحجم كادراته، بل جمل حواره! لكنك إذا ما دقّقت، ستجد أن جميع أفلام المحاكاة الكوميدية التقليدية تقلب الجد إلى هزل، وتبدل الاحترام إلى هزء، رغبة فى إدهاشك بأقصى “عكس” لتفاصيل الأصل؛ لتنبع الضحكات من المقارنة البديهية فى رأسك بين قديم وقور هادئ، وجديد ساخر صاخب. ما يحدث فى (اعزفها مجدَّدًا..) شىء مختلف. فهناك سخرية من همفرى بوجارت، بطريقة حديثه الخشنة، وجمل حواره العتيقة، لكن – فى الوقت نفسه – هناك احترام لبطولته، وإجلال لقدره. يتكرّر الأمر مع فيلكس، فالسخرية دائرة من شخصيته، ربما بشكل أكثر لذوعة، لكن مع عرض تحوُّله إلى بطل فى الختام، وبأسلوب خالص من الهزلية. تلك النظرة المتوازنة بين السخرية والجدية لا تجعل الفيلم أضحوكة هدفها الزغزغة، وإنما تجعله عملًا أكثر مهارة؛ يهزأ من البطل القديم والجديد، مع الاحتفاظ باحترامه لهما، وتبليغ رسالة بجوار الضحك أيضًا. ناهيك عن أن الفيلم بقى عملًا أصليًا، وليس منسوخًا، رغم تعامله – طيلة الوقت – مع مادة قديمة بعينها. هذه كلها أمور صعبة التحقُّق فى أفلام المحاكاة الكوميدية، أو الأفلام التى تستخدم المحاكاة كأحد عناصرها؛ مما يهب (اعزفها مجدَّدًا..) شخصية استثنائية فى عالم المحاكاة.

وودى ألن هو أحد عشاق التحليل النفسى، وخضع له لأكثر من 37 سنة من حياته. سترى فى أفلامه تهكمه على الأطباء النفسيين، وربما دحضه لأى فائدة تجىء من الطب النفسى أصلًا، ولكنه وراء ذلك، كأى مؤلف درامى ممتاز، يستخدم التحليل النفسى فى بناء شخصياته. يظهر هذا هنا على نحو مدهش ومبدع. فالبطل فيلكس يكره نفسه والعالم، مما يفصله عن واقعه، ويقوده إلى واقع بديل / السينما. كما أنه يشعر بالإحباط عند مقارنة نفسه بنجوم الأفلام، فيحاول تعضيد ثقته بنفسه عبر آلية وهم يصادق فيها طيف ممثل راحل، ويتحدث معه كمرضى الفصام. ولا يتم نضجه، أو دعنا نَقُلْ شفاءه، إلا بتجرده من هذا الوهم، وعودته إلى الواقع، بثقته فى نفسه كإنسان فاعل، فخور بفعله. من أروع مشاهد الفيلم عندما يجتمع فيلكس وليندا كى يحاول إعلان حبه لها، تحت قيادة شبح بوجارت الذى لا يراه أحد غير فيلكس طبعًا، ثم يقاطع هذا الجو ظهور طليقة فيلكس، نانسى، كشبح جديد، لتضرب بوجارت بالنار؛ مما يفجّر اضطراب فيلكس، ويدفع ليندا إلى الهرب! أنت ستضحك على هذا المشهد لا شك، لكن احذر أن تتجاهل تحليله النفسى المتقن، وخياله المبدع؛ فالنجاح الذى يريده البطل فى الحاضر والمستقبل يتجسّد فى رمز سينمائى معشوق، والفشل الذى خرّب الماضى ويلِّح على ذهن البطل قهريًا فى الحاضر يتجسّد فى طليقته، ليصير بوجارت هو مصدر ثقة فيلكس، ونانسى هى تردُّده وجبنه، ومع اخراجهما من عقله، وتحويلهما إلى صور مرئية حوله، يموج بينهما صراع، ينتهى بإطلاق نانسى الرصاص على بوجارت، فى إشارة لانتصار خوف البطل على شجاعته فى تلك اللحظة! من ضمن ملامح التميز، ظهور نانسى لمرة واحدة خارج خيالات البطل أو رجوعاته إلى الماضى، وذلك عند مصادفته لها فى متجر التحف، لنراها كإنسانة أقل سخفًا وجلبة من الصورة التى يراها؛ مما يفضح مبالغة ذهنه فى تجسيد الحقائق، وتهرُّبه من مسئولية فشل زواجهما بإلقائه على نانسى التى لا يتصوّرها إلا كوحش مزعج. أظن أنه لا داعى الآن للإشارة إلى أن هذا الفيلم من أجمل وأطرف الأفلام التى استخدمت التحليل النفسى.

بجوار الكاتب، والممثل، وودى ألن، والمخرج هربرت روس، نال الفيلم موهبة إضافية لا تقل إمتاعًا؛ وأقصد الممثلة دايان كيتون فى دور ليندا. كيتون – فى ذلك الوقت – كانت تعيش غرامًا ملتهبًا مع ألن، وانبهارًا عارمًا بشخصيته. صحيح إنتهت هذه القصة إلى صداقة بعدها، لكن التهابها مُسجَّل على شريط هذا الفيلم. فكل نظرات كيتون إلى ألن مفعمة بمشاعر صادقة الدفء تتعدى أى تمثيل قد تكون شاهدته بين ممثلة وممثل يؤديا الحب فى أى فيلم آخر. بالمناسبة، لن تمر خمس سنوات حتى يستوحى ألن فيلمًا من هذه العلاقة بعنوان (Annie Hall أو شقة آنى – 1977) من تأليفه واخراجه وبطولته مع كيتون نفسها! على الجانب الآخر، لم يعجبنى أمران. الأول أن ليندا فى مشهد النهاية تفاجئ فيلكس بأنها كانت اتخذت قرارًا بهجرانه، والعودة لزوجها بالفعل، مما يقلِّل من قوة تضحيته دراميًا. والثانى هو التركيز على العرب كمصدر للنكات فى عدد من حوارات الفيلم؛ كجملة فيلكس عند يأسه من نفسه: “أنا عار على جنسى، سأعمل فى قصر عربى كخَصىّ أفضل!”، أو تعليقه على فتاة حسناء أُعجِب بها: “إنها جميلة، أنا مستعد أن أبيع أمى للعرب من أجلها!”؛ ليبدو العرب كأصحاب جوارى، وتجار رقيق، وكأن تاريخنا توقف عند عصور ألف ليلة وليلة!  

(اعزفها مجدَّدًا يا سام) فيلم كلاسيكى ساحر. جزء كبير من مكانته الكلاسيكية يأتى من تأكيده أن السحر لا ينتمى للأفلام وحدها. إنه يحرِّض، أكثر من أفلام أخرى كثيرة، أن تنجز أقصى حلم، أو تقوم بأصعب اختيار، حتى تحظى حياتك ببطل.. بطل حقيقى. فالأحلام جميلة، لكنها أجمل إذا كانت مُحقَّقَة فى الواقع. وهو المعنى الذى قد يفسّر رفض ألن العيش على الشاشة الفضية، وتفضيله العيش خارجها.

…………………………

نُشرت فى مجلة أبيض وأسود / العدد 40 / إبريل 2015.

مقالات من نفس القسم