المرور عبر مقامات الشجر

موقع الكتابة الثقافي writers 19
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

عباس علي موسى

لم كلّ هذه الأشجار في عينيّ!

هذا المهرجان الأخضر، أم أنني أحلم! لكن من ذا الذي سيخزني فينبّهني من حلم، ومن ذا الذي أخبرني عن قنّاصتي الخشبية التي علّقوها إلى شجرتي التي غفوت عليها، محشوة بالرطوبة التي تتركها الأشجار بعد موتها في أغصانها.

أبتسم من قنّاصتي/ الخشبية وأحاول أنّ أصوّب في أي دريئة، وأتنبّه للرطوبة التي تتعرش على أصابعي.

أتنبّه لوقع أقدام أحدّهم/ عدوا أحسبه، فأحمل وسادتي لفوري في حركة مباغتة وكأنّها قنّاصة.

ينبّهني بسرعة إلى نفسه. (يخافني الأصدقاء دوما، فأخطائي قاتلة كما هي إصاباتي).

أصعد الدرج بعينين مفتوحتين كشِباك، أنظر إلى أبعد مدى، لا أشجار هاهنا، أحمل منظاري، لا أشجار في مداها أيضا.

أهرول نازلا، أهرول في الأزقّة، أركض بأوسع ما تمنحني إيّاه خُطاي، وقنّاصتي متدلية تتأرجح، إلى أن أخرج من سِوار المدينة، أركض أكثر إلى أن أبلغ سدرتي، وهناك أرى الرماد، وأرى شجرة وحيدة واقفة كخنجر، وأرى فوارغ الرصاص، وأراني أستريح وأهمّ لأنظّف قناصتي.

أستند إلى شجرتي، وأصوّب منها إلى هناك، حيث تلتمع الأسنان ذئبية، وفي كلّ مرة أربط شريطا إلى الشجرة، وأرمي بفارغة الرصاص هناك.

…………..

*كاتب وصحافي من سوريا

مقالات من نفس القسم