المرأة التى مازالت فى الشرفة

المرأة التى مازالت فى الشرفة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

 

نورا عبد الغفار

المرأة التي رأيناها منذ شهر مضى واقفة،

تطل مُحدبة النظرات من الشرفة

الشرفة لا تغضب ولا تنفعل،

 كلاهما صامت تماماً مثلي. 

البحر كان هادئاً ولم يكن على عادته،

 هذه المرأة تذكرني بنفسي، لقد كبرنا يا غريب.

لا تقل العيب في وقت الوصول،

هي انتظرت طويلاً مثلي أنا.

توجعت ووجعت، أحبت وهجرت

 وأنا شاهدة على الرواية حتى تتر النهاية.

كل ما هو قديم يلمع. كلانا يتحرك ببطء.

 كلانا لا يملك لوناً ثالثاً.

 فقط الأبيض والأسود.

 ولكن البحر كان رمادياً،

هُم لا يعرفوا كم أكره هذا اللون وكم أكره الانتظار رغماً عني.

 المرأة لازالت واقفة

والشرفة حرّكتها الرياح

والستائر لا ترضى بغير الطيران باسطة الجناح.

وأنا هُنا ما زلت جالسة في همي أنظر إليك

 وأختبر الأحلام وأعدّها حلماً يلو الآخر.

ولكن هناك مُهراً ينظر إليّ في داخل عيني،

 يطل من اللوحة عنيداً

وأنا حالمة كالعادة

 لا أهتم بغير ديكور المقهى وضوضاء المكان،

 عيني ثابتة ترى الجسر القريب البعيد

 والمرأة التي هناك مازالت في الشرفة.

ــــــــــــــــــــــــــ

كاتبة مصرية 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم