عزة عبد المنعم
في منتصف مدينتي الساحلية القديمة بارٌ يزوره البحّارة،
يتركون تذكاراتٍ على الحائط،
يفطرون قلبًا أو اثنين..
ويرحلون.
يومًا ما سأصطحب معي تمساحي الصغير إلى
ذلك البار القديم،
سأدخل دون ضجّةٍ كبيرة..
لن تقوى ثُلّةُ الضباع إلا على
شرب مزيدٍ من الكؤوس الصامتة،
سيبتلعون ألسنتهم الزرقاء المشقوقة،
يطنطنون بكلماتهم الجوفاء،
يتناولون جِيَفَ الأسماك المقلية،
يلهثون حول عقدِ المزيد من الصفقات البائسة،
ومغازلةِ مزيدٍ من السيقان البيضاء،
ويحاولون تجاهل وجودي
ووجود تمساحٍ حرٍّ على أرض البار.
.. أعزّائي،
أنتم أقدم من جِيَفِ تلك الأسماك
ذاتِ الرائحة الفجّة،
وأكثر خبثًا من تذكارات البحّارة..
سأستمع إلى الموسيقى..
لأوّل مرة يعزفون لِـ ليدي هوليداي وفرانك سيناترا،
مزيجٌ غريب.. كلاهما رائقٌ بطريقته.
زجاجاتُ الجِنِّ العزيزة..
تُذكّرني مرارتها بقهوتك الخالية من السكر،
سأجرّب الليلة أن أجيب على السؤال الوجودي..
هل هناك سُكّرٌ حقًّا؟
ممم.. الليل لا يزال شابًا..
لنشرب ونعرف.






