علي قنديل مات قبل أن يصبح نفسه، مات في الوقت الذي كان فيه قلبه مصبوغا مثل قلوبنا جميعا بألوان الآخرين، لا يمكننا أن نتحدث عنه وعن شعره باعتباره شاعرا اكتمل وديوانا اكتمل . لقد كانت بداية لا يصح أن نبالغ ونحسبها أكثر من بداية ولكن “علي قنديل” نفسه كان بداية الموت في جيلنا، وهذا ما يمكن أ، يضيف إلى “النوستالجيا” فيضا من الدموع يجعلها “نوستالجيا” عميقة. حتى أخلاق “قنديل” وممارساته الثقافية لم تكن ظهرت بعد، هو في ذاكرتنا مثل طفل بلا ذنوب أو آثام ، في مارسيليا وفي سجال عنيف جرى بيني وبين عفيفي مطر، قلت له: أنت لست شاعرا كبيرا لأنك لم تستطع أن تفعل ما فعله صلاح عبد الصبور وعبد المعطي حجازي، لم تستطع أن تقدم شاعرا واحدا ، أجاب عفيفي لقد قدمت “علي قنديل” فقال له رفعت سلام : نعم، ولكن بعد أن مات ، وسوف تقدمنا عندما نموت..
مات علي قنديل قبل أن يصبح “علي قنديل والذنب على الموت ، وعاش بعض شعراء جيلنا والأجيال التالية ولم يصبحوا أنفسهم ..والذنب على الحياة.