لأن الشعر بطبيعته لا يمثل الواقع الصرف بالضرورة في فوتغرافيته المباشرة.كما يعتقد الكثير ممن يمارسون كتابته بصورة ورؤية قطيعية لا تتسق مع مبدأ المواطنة.الشعر هو المؤسسة.وهو الغياب حين تغيب عن وظيفة الوعي البنيوي للفرد والمجتمع.وفي ظني أن المشهد الشعري في الحال اليمنية يتفاوت بمُستوى تحولاته وكسره لأنماط عدديدة تتشابه في تهافتها الأصولي لذلك بقيت تعبد الثبات والاستاتيك.فيما الشعر يأخذ أكثر من بعد في شكل ورؤية لحظته الراهنة كما بتكويناتها وصورة خطابها وتبدلاته.والقصيدة بضوء ذلك أخذت وتأخذ طابع التعدد وسمات الحداثة الوازنة وما بعدها ليس لجهة مقاربة المفهوم ببعده التنظيري السياسي الذي بقي ينتج تقويلاته في المنطقة العربية وفحسب في حدود الأطر الاستهلاكية والمنتجة لدمارها غالبا.بقدر ما يبدو الحال في الشعرية العالمية كما نجده في آلة التصدير الغربية بعمق مفهومي واصطلاحي جديد.يتجدد لينتج المفهوم أو يدحض النظرية التي سبقته وهكذا.
فبقيت القصيدة تجترح تجلياتها خالقة عزلاتها ونأيها إلى الداخل بتأمل حيوات وفضاءات غير مألوفة عبر الكتابة الناشطة في نص مكتوب دونما ثبات على هوية بعينها كما هو الحال في توتر وجنوح عوالم سوق الكتابة والثقافة العربية اليوم بفعل إرتهاناتها وطابواتها المثبطة لجعلها تتجاور ذيليا مع اتساق وتناقضات السياسي ورطاناته هنا أو هناك.غير أن الشعر الزائف من وجهة نظر شعبوية وأصولية هو الذي بقي يمثل طموحات الكاتب عبر خيال وامتدادات اللحظة: وبوعي بتأثيرات وتحولات حضوره في زمن مختلف ألف الشاعر تنويع تجاربه وتجاورها في الأسلوب والنوع واستعمالاته التقنيات الفارقة وإستطاع المشهد الشعري في اليمن أن يحضر بقوة حضوره يعزز ذلك إنطباعات الآخرين والشعراء العرب إزاءه.ولا يكاد يختلف عما هو في غير بلد عربي سوى لجهة تميز بعض تجاربه عن غيرها وبخاصة فيما يتعلق بفضاء اشتغال كتاب قصيدة النثر تحديدا وبأساليب تشي بتميز واختلاف دونما تشابه عن سواها.كأنما المشترك بينها سمة الاختلاف بالطبع لا التشابه. لذا فأغلب الشعراء يستخدمون طرق تفكير جديدة عبر كسر حدة المجاز وأثقال المتخيل الموازي لصورة واقعه. بقدر ما عمل الشعر في اليمن عبر نماذج بعينها على تبئير وظيفته.وعبر شعراء تنزع حفرياتهم إلى الكثافة وشعرية المكابدة.شعرية التعويض بالفن وحساسية اللغة المقتصدة في تحولات إلتقاطها وترشيدها الخيال.وعدم تنميطه في سياق تجاربها وأعمالها الجديدة. وبالتالي زاوج الشاعر في لغته بين التخفيف من انخطافات المعنى العاري من دلالة ملفوظه باتجاه انزياح الرؤية لابتكار اللامألوف حتى في شكل وصور طرق تفكير واستعمالات متغيرة تنطوي على وضع خيالها السابق قيد المساءلة والامتثال الجارح لتأثيثه بصورة تغاير جديدة.وتحتكم حينا لذائقة داخلية لجوانية تأملها.ولخيارات تحولات الكتابة الآن.حيث أخذت بضوئها اللغة تبدع شعرية ضوئية تخرق عتمات كثيرة تطول تلك الرؤى النقدية المتقعرة التي مازالت تحاضر عن الدادائية والسريالية بعد انقضاء أكثر من قرن على حياة وسياق عاشته وعاشه شعراؤها.كم تكون حاجتنا إلى لغة متجددة وحية تنصرف باتجاه تنمية الحرية في الكتابة وعبر اتساع مفردة وحركة الحرية ذاتها في الكتابة ودهشة الالتقاط واللاتوقع.وأجد هناك ميزة أخرى تتمثل في اختلاف متطور في شعرية الكتابة في اليمن اليوم.لعلها كما أراها على الأقل:كتابة تصغي إلى نفسها متحففة من ضجيج واقعها الحربي الذي تعيشه.لتتأمل أحوالها ولا تكبر بوهم الصفة أو “مالا تؤديه الصفة” حسب مفهوم الناقد البروفيسور العراقي الخبير بشئون قصيدة النثر الصديق الدكتور حاتم الصكر.ولعل ما يميز قصيدة عن غيرها.قدرة توظيف تفاصيلها بعناية فائقة الجودة وجدوى الاستمرار لجهة قدرة خالقة وهو ما أسماه الفيلسوف هيدجربـ”التفكير الشعري” والتفكير مستشفا ذلك من معاينته تجربة الشاعر الألماني فردرش هولدرلن.إذ يبدو الشعر في شكل عزلا ت كثيرة في طبيعتها لتجارب شعراء بعينهم وشاعرات أيضا تستعصي رؤاهن إزاء كل بوح مباشر وأثير.ما يجعل من الكتابة المتمردة فعل حرية حقيقي يتحرك في عالمه الطبيعي وخياله الذي أعني به :الكتابة الآن.أنها رغبات تضمر الانصياع وإغراءات كتابة ضد اللهجة الآمرة.أو ضد كل تفسخ لا يليق بالبيان.مثلما لا تجرؤ الكلمات على مجرد المبالغة اللفظية في حديتها حينما يغيب الصمت ويكون الاحتدام هو الخيار الأقوى في صراع هلامي المعنى.هنا تبرز الحاجة إلى أسئلة جادة ومتمردة فنيا وإلى لغة لا تفرط بالأحرى في مديحها – للملابس الجاهزة-.وحيث يبرز ملمح الحضور الآسر لتمثيلات أسماء وعناوين الشعرية اليوم من خلال كتابات متعددة الحضور بمعطى ما تقدمه عبر منجزها والمتواري منه بشكل خاص.هناك ملامح جديدة لتشكلات كتابة جديدة أيضا تتخلق في الأفق وفي الكتابة ذاتها.كتابة تكتب بصمت.لون إبداعي يثير الغرائز كحالة جنسية ويؤثر ليتأثر.لا ليأخذه الزهو الخشن في توهم الريادة.فلا ريادة في الكتابة.نحن بإزاء كتابة الرائد فيها هو الإبداع فحسب.
وبقدر ما يعجب ما تقدمه تجربة الشعرية الطفلة من دهشة تحبوا في حالات الكتابة الآن. قد لا يعجب من يقرأ ما تقدمه كهولة الشعر العربي اليوم بالضرورة.خذ مثلا ادونيس كشاعر ومؤسس وإشكالي ومفكر وعتال ماهر للغة اقرأ له آخر قصيدة: ستجد تأثير أدونيس المفكر يطغى على شعرية ادونيس الشاعر كما : في المسرح والمرايا مثلا.أو مفرد بصيغة الكل”القصيدة اليوم تتأثر بشاعرها وتنأى عن الفكر الصرف. هناك تزواج بين الشعر والفكر والفلسفة هذا صحيح .لكن علينا أن نعقل بالخيال معنى اللحظة بفراسة اقتناص خاصة وطرية.تنأى بالشعر عن تأثيرات ما قرأنا بالمعنى السلبي.يتأثر الشاعر غالبا بعزلاته فيستعيد مجد الصورة في مكائد المعنى المهمل.وينأى عن العموميات.الشعر في ظل الكتابة الآن.يشي بتأمل تفاصيله بفن أشيائه الحميمة.هناك تركيز وتأن ومراجعة فاحصة تستبطن واقع تجربتها بفراسة نقدية تكمن تحت الجلد.القصيدة اليوم عبر الكتابة الآن تقترح أحوالا وتعيينات جديدة واستحداثات:لا تلتفت إلى الوراء.ولا لادعاءات السطح الثقافي النقدي للمشهد أو ما يسوقه بعض الديناصورات بإسم “النقد التكاملي”الذي تزايد من خلاله مسميات وسلطات وجمل لفظية ونتوءات تمثل زوائد دودية في جسم خارج جسم الكتابة الجديدة أو النص الحامل بذور لحظته.أما ذلك التقعر اللفظي والتكلس اللغوي المفضي إلى تأرثة حياتنا.بخطاب أصولي النزعة والتكفير فتحمل هذياناته قدرا كبيرا من الهشاشة بزعم كتابة “النص الجديد أو ما – بعد قصيدة النثر- في حين أن أغلب كائنات ذلك التداعي لا يعدون عن كونهم متندرين باسم الشعر وذوي – علاقة ماسة – بكتاّب وشعراء السفارات.لم يستطع “الشعرلجي” أن يقدم نفسه اليوم سوى بطريقة تشبه غيابه الفج حتى في أوج الحضور.وفي الوقت الذي لم يستطع المتنادين حول رطانات من مثل”النص الجديد و”ما بعد قصيدة النثر” أن يبرهنوا على كونهم شعراء الضرورة.لأن ما رأوه من خيار لا يعدو عن كونه مجرد “فذلكة لفظية وهروب نتيجة فشل ذريع عن كتابة تقنع كثيرين بما في ذلك هؤلاء أنفسهم؟! وفي حين أنهم حتى اللحظة لم يستطيعوا أن ينجزوا حتى قصيدة تفعيلة خالية من الرطانات المألوفة.قصيدة مصافاة ومتخففة من زهوها المريض وانثيالاتها وغنائيتها الفارطة.على الأقل ليتسنى لهم أو يشفع لهم مجرد المرور العابر في حالة التلقي لاختبار وفحص عناوين زعمهم باسم الشعر.غير أن فجاجات كتلك لم تستطع في الحقيقة عبر تجاربها الهشة أن تتجاوز محاكاة مجرد الوقوف عند عبارة النفري” أوقفني فقال” ذلك أن وعيها الشعري مجرد نتوء ببغائي – كحدبة وعي- في جسم مشهد يتسع لكل التقويلات والخيارات في كتابة الشعر.غير أن القراءة الحقيقة للشعر تبقى كمحك وتكون من خلال الشعر الذي يضع الشاعر في حال تعثره محل انكشاف رؤيته ومرآته.ولعل ما كان يحفز الروائي الكولومبي الشهير ماركيز لكتابة رواية هو كما يقول قراءته للشعر الرديء.كأنما ليقيس حجم الفجوة السالبة والانحدار في المعادل الموضوعي لواقعه الاجتماعي والسياسي اللاتيني من رداءة معطى ما يكتبه الطارئون كمؤشر أخلاقي على فساد الحال الثقافية.والتي لا يمكن تجاوزها على الأقل فنيا سوى من خلال شرط الكتابة كخيار ضد المَلكْ.أما تجارب قصيدة النثر اللافتة فيمثل وعيها بالتجربة إلى حد كبير قضية حسمها لخياراتها الحرة في كتابة قصيدة غير مبتذلة. كما يستعرض البعض عبر إسهال واستسهال علاقتهم بالكتابة.وبلغة تمكر بين أناملهم بتعاط رخو يؤصل لعداء مع الحياة والتفاصيل في رواية الحياة الشعرية.وفي السياق لا أبالغ في القول أن تجاوز الشعر في اليمن في لحظته الراهنة لتأثيرات وقوالب النقد التاريخي قد رمي الأخير في سلال مهملة.نافضا بذلك كهنوت السياسي والأيدلوجي ومكابراته التي صنعت حروبا بدلا من أن تبني إنسانا.وأغنية حياة.وكان من سمات تجربة اللحظة الشعرية في اليمن أن جل من يمثلونها هم أغلب شعراء وشاعرات قصيدة النثر التي أحدثت تحولا في سياق تجاربها خلال ما يقرب من عقدين من السنوات.وهي تجارب أكد شعراؤها أن الكتابة تستطيع أن تميز نفسها بخفة منجزها رغم الموانع الأخرى والخذلانات.وقصيدة النثر في اليمن وجدت من ينتمي لها وإليها.دون أن تنفيه.أو تخضعه لنواميس وضيق أو اشتغالات مقحمة بأطر هويات من خارج إيقاع التجربة والحياة.لأن التجربة هي الكتابة.هي الآن وهي الغد الآن .هي من يقول ذاتها ويستنطق اللغة كلسان يندلع كلسان الصباح.ومن هنا تنبهت كثيرمن تجاربنا في تجاوراتها المختلفة لقضية مهمة وهي أن عليها أن تتحرر من كل سلفية شعرية قد تحبس تطورية المعنى داخلها.وأخذت تكتب بصمت وبخفة الاشتغال الشعري وسلامة فحوصاته دونما تكريس لهويات خياله التي ترجع حينا إلى جغرافيا بعينها بقدر اندفاع مواهبها الآخذة عبر شرط الكتابة وتحولاتها في امتدادات لحظة كونية آخذة هي الأخرى في التمدد.الخيارات دائما مفتوحة.وهناك من يفترض وجود مساحات متطورة للشعر.أما الخيار الواحد الأحد.فمجرد جدار إما يسندك أو ينهدم عليك؟! لهذا دأبت قصيدة النثر عبر كتابها على رفض التحوصل أو الجغرفة وعلامات الترسيم بضيق الأفق والتصور.ولعلها في سياق التجربة اليمنية قد نزعت لتحولات شعرية مدهشة.لأنها ربما تمضي بعيدا عن أي التباس نابذة التنظير الأكاديمي وهشاشة الاجترار.القصيدة كشاعرها لا تهتم وإن حضرت عديد ملتقيات.عادة ما تتم بزعم الاحتفاء بالجديد في الكتابة.ففي “ملتقانا”: ملتقى قصيدة النثر الثاني في القاهرة استأثرت”ربطات” بعض المنظمين بأضواء الملتقى في الافتتاح كما في الختام وأثرَّ ذلك على حساب حضور الشعر كنجم كما جسده بعض المشاركين.وبدلا من تمحور نجومية القصيدة في فكرة الملتقى اقتصر ذلك على مركزية” تقاسم الضوء بين بعض أعضاء التحضيرية” في قناة”المحور”كنت أحد المشاركين في الملتقى.لكني لم أشارك في الحقيقة.شاركت كممثل أو هكذا أحسستني.لم يتح لي أن أقرأ حتى قصيدة واحدة لسعادة القاعة الفارغة كأن أشترط أن يتم ذلك في حضرة سعادة المقاعد الفارغة مثلا.ومن غريب أن تجد أناسا لا ينتمون إلى فضاء الكتابة بمعناها المسئول.وأن تجد ناقدا في منصة النقابة مثلا يحاضر عن السريالية والعبث بالرغم من مرور ما يزيد على قرن على إنتاج تلك النظرية.إنه العبث بذاته.أحسست أن العالم توقف عند تلك اللحظة.لكنني سرعان ما وجدتني في شارع طلعت حرب.بعدها تأكد لي أننا لم نخرج من المعركة بعد.ما خلق مبررا لغياب الناس عن الإصغاء لمداولات النقاد الذي عطل الناس عن الانتظار لسماع الشعر.إذ كيف يمكنني أن أستسيغ أمرا كهذا.غدا مجرد الحديث عنه مرجعية وتراثا.تذكرت بعض “زعماء النقد التكاملي” عندنا في اليمن. بما جبلوا عليه من هشاشة حقول وعيهم القرائية.وساءني البقاء في مزيد استماع إلى وصاياهم الفارغة من مضمون المقاربة البسيطة في عمقها وسهولة طرحها وتماسها بلحظة قصيدة تكتب الآن.غير أن هناك نماذج لا فتة في الشعرية اليوم في عالمنا العربي كفيلة بالفرح.القصيدة تتقدم مقابل تخلف النقد وتراجع الناقد إلى حجب الوراء.طرق رتيبة وأساليب تخلو من اتساع أو رحابة لأفق مشروعها.غدت في حكم النمطي والمكرر والمجتر دون جدوى.وبالمقابل استطاعت وعانت عديد تجارب المشهد الشعري ولا تزال في اليمن تعاني من إشكالات التأويل الأصولي لها بوعي الحسبة.وفي تطابقها بنفس رؤية ذكورية لا تؤمن غالبا سوى بإمبراطورية – الرجل الفحل- ضدا على المرأة إجمالا.من هنا تجاوزت قصيدة النثر في اليمن أطرا كثيرة ولا يزال شعراء تقليديون بعينهم من بينهم نفر قليل من شعراء قصيدة النثر يعبدونها.غير أن القصيدة بقيت هي الرؤية وصورة الرؤية ذاتها وليس مجرد الشكل فحسب.بل القصيدة الحية بلغتها وشاعرها هي شكل الشكل. تكسر حواجز المألوف.كثورة الاتصالات المتمثلة في وسائط الميديا.الإنترنيت التي تشبه قصيدة نثر. والإنترنت التي تشبه كتاب لا ينام. إنها حالة شعرية تشبه يقظة غير مباشرة.وقصيدة النثر تتماس بالزمن العالمي وفضائه المتحول وليس في شرطه المحلي الاستهلاكي في مجانيته.بقدر ما ترغب القصيدة أن تتأبد بلغتها الصادمة.وأنوثة المعنى الصرف.لتتغيأ الوصول إلى منافسة الشعر في القطعة الموسيقية العظيمة التي تجعل الأعصاب تُقبل عدوها. والكلب يعظ نفسه.قصيدة النثر : اخترقت مشروعية الذائقة التقليدية في علاقتها بإنتاج التنميط الشكلي والمضموني في جموده وتفكيره العمودي المُعطِل غالبا لعدم اتساقه مع مفهوم المدينة وتحولات المفهوم وصورة مدنيته المفترضة كخيار طبيعي لا زم وعام.ما عزز من حضورها لتأخذ في الاغتناء والتجدد والوفرة المتطلبة لذائقة موازية في لحظة تواكبها.لكن في شكل علاقتها بكاتبها أولا.وبقدر ما تتطلبه من موهبة من خلاله وقدرة على الإدهاش والمغامرة والمغايرة في آن.كما عبر خياراتها الصعبة في الكتابة.هناك تجارب شابة وناضجة.وبساطة تمقت الإدعاء بنماذج نصوصها.من هنا تكتسب التجربة الشعرية في اليمن إجمالا روح التسامح والمغايرة بعيدا عن هشاشة البيان.تختلف القصيدة.لتقول خيارها الجمالي.اختلافها لا يفضي إلى خلاف بالمعنى الرمزي للعنف الثقافي المألوف.عبر خياراته المغلقة.ذلك أن قصيدة النثر تجربة أليفة القصد دونما قصد أو إدعاء القصد.تتحرك في سياق حضورها ومشاركاتها المحلية والعربية والعالمية وعزلاتها كذلك لأنها جديرة بلا تندر.وحيثما وجدت يعضد تميزها انطباع الغير وخفة الغائب بالمعنى الإعلامي للحضور.ترفض زيف وزخرف المهرجان.وهي لذلك تجسد صدقا فنيا في سياق تجاربها وأجيالها.ما يجعلها تتقدم سريعا كخطوة الضوء.ووسط انطباع كثيرين تبز أعمال وتجارب عربية كثيرة اليوم.ولا تجد نفسها سوى في الشعر.لا في الحرص كما لدى البعض من شعراء يطلعون بمكابرة وإصرار وهم امتيازهم فحسب.في حين أن حضورهم بقي مقتصرا على كونهم شعراء بـ”الأغلفة” وعلى نحو خلا من الشعر بالضرورة.وتلك ميزة أيضا لا نحسدهم عليها.لكن دون أن ينسحب ذلك بالطبع على ميتافيزيقا الأغلفة من إنشاء وكتابة مجرد قصائد نثر عمودية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعر من اليمن
خاص الكتابة