الكابوس

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

 طاهر عبدالرحمن

فجأة، تذكرت أن لدى موعدا هاما بعد قليل رغم أننى لم أكن نسيته، وتكتشفت أن ما أرتديه لايصلح، الجلابية والشبشب يجعلان مظهرى مزريا بشكل يثير الضحك، كانت دقائق معدودة متبقية، هرولت باحثا عن أية وسيلة مواصلات تقلنى للبيت لتغيير هيئتى.

عن يسارى كانت مجموعة من عربات التاكسى بألوانها الشهيرة المميزة واقفة، لكن لا أثر لسائقيها، سألت الرجل الواقف داخل كشك السجائر فقال تجدهم فى المسجد، ولما لم يكن الوقت وقت صلاة، فاستطرد بأنهم هناك ليناموا، لكن ليس لدى وقت للذهاب حيث مكان المسجد، كنت أعرف أن زميلا سينطلق بسيارته لعمله من مكان قريب من بيتى، أخرجت الموبايل أتصل به لكنى قطعت الإتصال عندما تذكرت أنه لا أحد فى البيت الآن، وأن مفتاحه الوحيد فى الجيب الجانبى للجلابية.كم مرة فكرت أن أصنع نسخة بديلة واضعها – كاحتياطى استراتيجى – تحت الدواسة فى المدخل، لكنى كنت أفكر فقط دون تنفيذ. هرولت مسرعا ووقفت على جانب الطريق عل القدر يرسل لى من ينقذنى كى أتمكن من اللحاق بموعدى، رغم تأكدي أن أحدا لن يصعب عليه حالى ويستجيب لإشاراتى ويتوقف ليأخذنى معه.

وبينما أتلفت يمينا ويسارا متلهفا ومتعجلا، شاهدت هيكلا معدنيا على شكل ديناصور، ولكن من الحديد يسير على عجلات أربع ويقترب منى بسرعة فائقة، ترددت بين الاستمرار فى الوقوف مكانى الذى هو بعيد لحد ما عن نهر الطريق، وبين الابتعاد مسافة أكثر أمانا وتأمينا، وفى نفس اللحظة شاهدت شيئا مشابها يأتى من الجهة الأخرى بنفس السرعة، وبدا مؤكدا أن تصادما مروعا سيحدث.

لملمت أطراف الجلابية اللعينة وخلعت الشبشب وهرولت للناحية المقابلة البعيدة نسبيا، ولما أصبحت آمنا تلفت خلفى فوجدت الهيكلين المعدنيين يقفان دون ارتطام ولكن تتفكك أجزائهما وتتداعى بدون سبب علمى أو منطقى، بل وتتطاير فى كل اتجاه محدثة جلبة وضجيجا منفرا.

صاح أحدهم أن امرأة أصيبت فى رأسها وفى الغالب ماتت سيدة مسنة كانت تجلس فى صندوق سيارة تتحسس قدمها الغارقة فى الدم، بجانبى ظهر شاب من حيث لا أدرى وهتف فى الناس ألا يخافوا فلقد إنتهى كل شئ، ولإثبات صحة كلامه تقدم خطوات ناحية الهياكل المعدنية لإنتشال جسد السيدة، لكنه بعد خطوتين سقط على الأرض بلا صوت ولا حركة…كنت لا أزال أمسك طرف الجلابية بأسنانى وأفكر هل لايزال الشبشب فى مكانه حيث تركته أم سأذهب لموعدى حافى القدمين.

 

 

مقالات من نفس القسم

تشكيل
تراب الحكايات
موقع الكتابة

قلب