الطريقة التي تشابهت بها ثورات العالم

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

ياسمين مجدي

يعرف الصغار أن شيئًا مختلفًا يحدث اسمه ثورة، لكنهم لا يعرفون ما الذي ستفعله الثورة في الأيام والسنوات القادمة، وربما الكبار أيضًا لا يعرفون ماذا سيحدث لاحقًا. وستتشابه الثورات في العالم في بعض القيم، وبعض الأبطال، وأهدافها لمكافحة الظلم والفساد.

هنا نقدم الثورة الأمريكية كمثال للثورات في العالم. يحكي كتاب “إذا عشت في زمن الثورة الأمريكية”عن تفاصيل تلك الثورة الأمريكية. وقتها كانت الولايات الأمريكية مُقسمة إلى مستعمرات تحكمها الدول الكبرى. كانت بريطانيا تحكم 13 مستعمرة من المستعمرات الأمريكية في مواقع متميزة. وبدأت تلك المستعمرات ترفض حكم ملك بريطانيا لها، أحد أهم الأسباب كانت الضرائب الكثيرة التي تفرضها بريطانيا. هكذا تتفق كثير من الثورات في وجود سبب اقتصادي يجعل الناس غاضبين، فتتصاعد الثورة ضد فرض الضرائب أو ترفع في بلاد أخرى شعار “الخبز” “العيش”.

كان مطلب الثورة الأمريكية خلع الملك جورج الثالث من حكم أمريكا.

تحولت الثورة إلى حروب، الحرب الأولى ضد بريطانيا، والحرب الثانية هي حرب أهلية بين مواطني المستعمرات الأمريكية أنفسهم. والسبب كما يقول الكتاب أن “ناساً من خلفيات مختلفة كانوا يعيشون في المستعمرات البريطانية في أمريكا. لم يروا كلهم أن الانفصال عن بريطانيا فكرة جيدة. فلو بقيت أنت وأسرتك على ولائكم لملك إنجلترا كنتم تُسمون الموالين. ولو أردت أنت وأسرتك أن تتحرروا من الحكم البريطاني كنتم تُسمون الوطنيين”. وربما هذا الخلاف يحدث في أغلب الثوارات بأن ينقسم الناس مع الثورة وضد الثورة، ويقوم المواطنون على اختلافهم باتهام بعضهم باتهامات مختلفة وإطلاق تسميات.

في 1776 قام الثوّار بتحطيم تمثال جورج الثالث في نيويورك، وفي 4 يوليو 1776، أعلنوا  أن الـ13 مستعمرة أمريكية قد أصبحت ولايات مستقلة.

وضعت المؤلفة ملاحظة في نهاية الكتاب لكي تخبر القارئ بألا يأخذ معلومات التاريخ كما هي، إنما يفكر فيها، ويفكر من الذي كتب التاريخ، وهل كانت له مصالح معينة عند الكتابة. فكتبت المؤلفة: “ليس من السهل أن نجد معلومات عن حياة الموالين لبريطانيا أثناء الثورة الأمريكية مثلما وجدنا معلومات عن الوطنيين. لأن الموالين دعموا ما رأته أمريكا الجانب الخاسر. فلم تعتبر حكاياتهم حكايات مهمة، ولم تحفظها بعناية. مؤخرًا فحسب كان هناك محاولات لنشر معلومات عن الموالين للطلبة الكبار”.

تغير الثورات الأوضاع، لكن بسببها أيضًا تحدث بعض الخسائر. وتقول كاي مور عن الخسارة التي تحدث بعد الثورات: “حتى عند الفوز، هناك أشياء نفقدها، وناس تُجرَح. خسرت أمريكا كثيرًا من المبدعين بسبب ثورتها الأمريكية.  فغادر البلد ما بين 60 آلفًا إلى 80 ألفًا من الموالين. قام هؤلاء الناس بإسهامات عديدة في بلادهم الجديدة، خاصة في كندا. فكر بطريقة تختلف عن (الوطنيين)، ولا ترى الموالين سيئين. أتمنى أنه بقراءتك للمعلومات في هذا الكتاب ستتذكر أن ترى كل وجهات النظر  قبل أن تصدر حكما على الرابح والخاسر”.

أشارت المؤلفة في نهاية الكتاب إلى الأماكن التاريخية التي ارتبطت بالثورة الأمريكية ويمكن زيارتها، فذكرت أنه أثناء الثورة امتلأت أمريكا بالمعارك، فجرت حوالي 450 معركة، وسنجد شواهد تشير إلى أماكن المعارك في الولايات الأمريكية، مثل الحديقة الوطنية التاريخية، وتمثال بنكر هل في الحديقة الوطنية ببوسطن.

 

عن الكتاب

الكتاب: إذا عشت في زمن الثورة الأمريكية

المؤلفة: كاي مور

سنة النشر: 1998

رسوم: دانييل أوليري

مقالات من نفس القسم