أحمد الملواني
طيلة حياتي وأنا أملك يقينًا لا تغيره المستجدات، بأن الدراما المصرية فاشلة في مناقشة القضايا الحساسة، والتي تحوي قدرا كبيرا من الخطاب الخاص، والرسائل الضرورية. منذ أن نشأت طفلا في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات، مع طغيان موجة من الأعمال الدرامية التي تناقش قضية الاتجار في المخدرات، والتي كانت مكافحتها تعتبر وقتها مشروعًا قوميًا، ننام ونصحو على أصدائه. ثم موجة الأعمال التي تناقش قضية الإرهاب الديني في بداية التسعينات. وحتى قضية الإيدز التي تناولتها بعض الأعمال. وكل الأعمال ـ إلا أقل القليل ـ وبرغم اختلاف القضايا المطروحة، غلب عليها طابع الخطابة، والمباشرة، والضعف الدرامي. وهو ما جعلني كلما سمعت عن عمل درامي ما، يتناول قضية حساسة ومطروحة على الساحة، أتحسس مسدسي!
وهو ما حدث بالتأكيد مع أول خبر صحفي قرأته عن مسلسل السهام المارقة. مجرد جملة تقول إن المسلسل يتناول قضية داعش، وجماعات الجهاد المسلح المشابهة. كانت بالنسبة لي كفيلة لكي تقتل أي حماس عندي لمشاهدة المسلسل. والذي أعترف أني شاهدته لأسباب خاصة، بعيدة عن رغبتي الحقيقية في مشاهدته، متوقعًا أني سأعصر على نفسي الليمون لكي أتمكن من متابعة أحداثه حتى النهاية! لكن عندما أقول أن المسلسل جذبني منذ المشهد الأول، فأنا لا أبالغ. وكذلك لا أبالغ عندما أقول أن الدراما المصرية نجحت أخيرًا في مناقشة قضية هامة، بدون ابتذال. وإن لم نتخلص تمامًا من داء المباشرة. لكن التخلص من داء الابتذال، وتقديم دراما قوية وحقيقية، هو أمر يستحق أن نحتفي به.
مسلسل السهام المارقة تدور أحداثه في أرض مجهولة، ودولة مجهولة، تسيطر عليها جماعة إسلامية مسلحة، تشبه داعش في تكوينها، لكنها جماعة خيالية، تطلق على دولتها اسم (أرض الخلافة). وفي أرض الخلافة نتابع حكاية مجموعة من الأبطال. بين مكره على البقاء، وبين مؤمن بأفكار تلك الدولة، وبين طامح للهروب، تدور أحداث المسلسل، وتحولاته. والتي أجد أنه من الصعب الخوض فيها بشكل أكثر تفصيلا، خشية حرق الأحداث. خاصة وأن أحداث المسلسل متسارعة في أغلب فتراته، ويغلب عليها التحولات الحادة، والمواقف المثيرة. وقد تم استلهام عنوان المسلسل من حديث عن الرسول (ص)، يتحدث فيه عن الخوارج. فيصفهم بـ : “قَوْمٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يمرقون مِنَ الإسلام مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ”.
المسلسل أنتجه محمد حفظي، ومعز مسعود، في ثاني تعاون بينهما، بعد مشاركتهما في انتاج فيلم (اشتباك). كذلك تم وضع اسم معز مسعود في التترات كصاحب الرؤية للعمل، والذي كتبه الإخوة دياب (محمد دياب، خالد دياب، وشيرين دياب). وأخرجه محمود كامل، وقام بأداء أدواره الرئيسية، شريف سلامة، هاني عادل، شيري عادل، وليد فواز، وعائشة بن أحمد. وعرض حصريًا على قناة أبو ظبي في رمضان 2018.
مسلسل السهام المارقة ربما ظلم بدخوله منافسة الموسم الرمضاني. الظلم سببه في رأيي أن المسلسل غير صالح للمشاهدة الرمضانية، بسبب أحداثه الثقيلة، والمشاهد الموترة، وبعض المشاهد العنيفة، والتي ـ برغم قلتها ـ قد ينفر منها المشاهد الباحث عن التسلية السريعة والسهلة بعد وجبة الإفطار الدسمة. لكن سبب عدم تصنيفه كمسلسل رمضاني في رأيي، هو الطبيعة الفنية للعمل. ففي مقابل الاستسهال، والتسرع اللذين يعتبران السمة السائدة في الأعمال الرمضانية، يغلب على هذا العمل الإتقان الشديد والعناية بالتفاصيل، على كل المستويات.
1ـ السيناريو
في الوقت الذي تميل فيه مسلسلات رمضان للتبسيط الشديد في الأحداث والعلاقات والتحولات، لأن هذا هو ـ وفقًا لمعايير صناع الدراما الرمضانية ـ ما يبحث عنه الجمهور في هذا الموسم. فيصل الأمر إلى التقصير، والفراغات السردية، والحبكات المهلهلة، والحوار الركيك، واللجوء الدائم للكليشيه. نجد مسلسل السهام المارقة قائم على سيناريو يمكن وصفه بالثقيل. حيث الشخصيات واضحة، الأحداث قوية وسريعة، البناء الدرامي متماسك في أغلب الأوقات، وعدد كبير من المشاهد الذكية. لكن أهم ما يفترض الإشادة به هنا، هو الوعي الكبير بالشخصيات وطبيعتها، وقابليتها للتحول والتطور. فيمكن أن أقول أني شاهدت في هذا المسلسل أفضل عملية تحول في شخصية أشاهدها في الدراما المصرية التليفزيونية منذ سنوات طويلة. تحول ذكي، ومبني بتمهل، ودون تسرع، حتى وصل إلى درجة الإقناع المطلوبة (ولن أخوض في التفاصيل تجنبًا للحرق).
الإنجاز الأهم في السيناريو هو اختيار منظور ضيق. السيناريو ليس عن جماعات الجهاد الإسلامي، وأفكارهم، ومعتقداتهم، وتكوينهم بشكل مباشر. وإنما هو عن حكاية أشخاص معينين، في مكان وزمان معين، يحملون أهدافًا يسعون لتحقيقها، ودوافع محددة تقود أفعالهم. هذا المنظور الضيق، الذي يضع نصب عينيه حكاية محددة، ويترك الرسائل الحقيقية للعمل تدور في خلفيتها، هو الذي أنقذ العمل من الابتذال المعهود في الأعمال الدرامية المصرية المشغولة بمناقشة قضايا واقعية.
ولكن مرة أخرى يبرز عند حديثنا عن السيناريو أزمة العرض الرمضاني. فالكاتب الذي يلتزم بعدد معين من الحلقات (30 حلقة) من الصعب عليه ألا يسقط في فخ التطويل، وملء الحلقات بمشاهد لا داعي منها. وهي أزمة تظهر في الحلقات الأخيرة من المسلسل. برغم ذكاء كتاب السيناريو الواضح في التوزيع الجيد للأحداث على الحلقات الثلاثين، بحيث لا تخلو حلقة ـ على الأقل ـ من حدث مهم، أو مشهد جاذب للمتفرج. إلا أن في الحلقات الأخيرة تظهر بعض المشاهد التي تبدو معادة، فبعض المواجهات الحوارية بين الشخصيات، حملت نفس المعنى، بل ونفس المنطوق أحيانًا، في أكثر من مشهد. حتى يدفع المتفرج للتساؤل: هل شاهدت هذا المشهد من قبل؟!
المشكلة الثانية التي تظهر على السيناريو، هي مشكلة المباشرة أحيانًا في توجيه الرسائل من خلال الحوار. والتي قد تصل أحيانًا إلى حد الخطابة. لكن يجب التنويه أن المشكلتين، سواء مشكلة التطويل، أو مشكلة المباشرة، لا يمكن مقارنتهما بأي شكل من الأشكال بما نراه في المسلسلات الرمضانية الأخرى. بل يمكن حتى ألا يشعر بهما المتفرج بسبب التألق الواضح لعنصر الصورة، وهو ما سنتناوله في النقطة الثانية. لكن فقط أريد أن أشير لمشكلة ثالثة في السيناريو، وهي عدم وضع علاقات واضحة لعالم الدولة الخيالية (أرض الخلافة) مع العالم الحقيقي المحيط. ففي الحلقات الأولى، ومع إدراك أننا في دولة خيالية، لها خصائص سكانية، ومكانية مميزة. (وتميز الخصائص السكانية كان من الرهانات الصعبة والموفقة والغير تجارية للمسلسل، حيث أصبح متعدد اللهجات، فكل ممثل يؤدي بلهجته، فنجد في الحوار اللهجات المصرية والسورية والعراقية والتونسية وغيرها) توقعت أن العالم بالكامل خيالي، بما فيه العالم خارج أرض الخلافة. لكن بمجرد ظهور أسماء دول حقيقية في الحوار مثل مصر وتونس، حدثت عندي صدمة، لأن إدراك أن العالم الخارجي واقعي بالكامل، دفع عقلي لتوليد تساؤلات بلا نهاية لم يهتم المسلسل بالإجابة عنها. مثل: في أية دولة حقيقية نشأت أرض الخلافة؟ ما هي العلاقة بين أرض الخلافة والدولة الام التي نشأت فيها؟ من هم السكان الأصليون للمكان الذي نشأت عليه أرض الخلافة؟ ولماذا لا ينظرون للسلطة الحاكمة لأرض الخلافة كمحتل؟ ما هي طبيعة الحرب الدائرة بين أرض الخلافة والدول الخارجية، والتي اكتفى المسلسل بالإشارة لوجودها على الحدود، دون أي تعمق في تفاصيلها؟ بل وكيف تستمر هذه الحرب في ظل الضعف العسكري البادي على أرض الخلافة؟ فنحن لم نر من القوة العسكرية لأرض الخلافة، سوى مجموعة من المقاتلين يحملون البنادق الآلية، فما احتمالات صمودهم في قتال ضد جيش دولة يمتلك الدبابات والطائرات. كل هذه تساؤلات كان بالإمكان تجنبها لو اعتمد السيناريو فكرة تجهيل المكان، واللعب على عالم خيالي بالكامل. لكن في النهاية لا أستطيع القول بأن هذه مشكلة أساسية، فالأوان لم يفت بعد لوضع إجابات لتلك التساؤلات، طالما هناك حديث عن جزء ثان محتمل.
2 ـ الصورة
منذ سنوات بعيدة شاهدت حوارًا تليفزيونيًا في إحدى القنوات العربية مع المخرج السوري نجدت إسماعيل أنزور، والذي كان معروفًا وقتها بانتقاداته الحادة للمسلسلات المصرية. وفي هذا الحوار قال أنزور إن المسلسلات المصرية لا تعترف بفن الصورة، وكل شيء فيها يقال بالحوار، لدرجة أنك لا تحتاج لمشاهدة المسلسل! فإن أدرت ظهرك للتليفزيون واستمعت فقط للحوار، فستفهم كل شيء، ولن يفوتك شيء، كأنه مسلسل إذاعي!
بالنسبة لي فإن مسلسل السهام المارقة يقدم صورة للدراما التلفزيونية المصرية، تخالف رأي المخرج السوري الكبير. برغم أن الحوار جزء أساسي من السرد الدرامي في المسلسل، شأن باقي المسلسلات المصرية. لكننا أمام مخرج يجتهد في إخراج مشاهد الحوار، وفي إدارة ممثليه، بإبداع وإتقان فني، يجعل الصورة تضع نفسها في المقام الذي تستحقه، ويجعلك كمشاهد لا تستطيع أن تبعد عينيك عن شاشة التليفزيون خوفًا من أن يفوتك شيء. الكادر الذي يصنعه المخرج محمود كامل في هذا المسلسل، لا يتميز فقط بجمالياته، وإنما بقدرته التعبيرية المذهلة. والتي تجذب المشاهد، وتساهم بدرجة كبيرة ـ كما قلت أعلاه ـ في التغطية على بعض المشاكل البسيطة في السيناريو. نحن إذن أمام تجربة نادرة، يمكن أن نقول إننا نتحدث عن مسلسل قائم في الأساس على الصورة. وقوة الصورة تأتي بالأساس من قيام محمود كامل بالرهانات الصعبة، ليخرج تمامًا، وعن قصد ـ كما قلت أعلاه ـ عن تقاليد العمل الرمضاني من استسهال وتسرع، ويقدم مستوى جديد ورائع من الإتقان، والاهتمام بالتفاصيل. مستوى يكاد يكون غير تجاري، بالمعنى المتعارف عليه في سوق الأعمال الرمضانية.
مثلا أول مشهد في المسلسل ـ وهو الذي قلت إنه جذبني للمتابعة ـ عبارة عن لقطة واحدة ممتدة بلا قطع لمعركة حربية، تأخذ تقريبًا نصف زمن الحلقة الأولى. اختيار صعب كتنفيذ، لكنه كان الرهان الصحيح لجذب الجمهور، وتقديم عرض مبهر في الدقائق الأولى للمسلسل. قبل أن تؤكد باقي الحلقات على فكرة الرهانات الصعبة ولكن الصحيحة، والتي أخلص لها المخرج طوال مسلسله. فكان أبرزها رهان استخدام اللقطات القريبة. في أغلب المسلسل تضع الكاميرا الممثلين في الكادر، في لقطات قريبة أو متوسطة. هذا الرهان في رأيي صعب التنفيذ ـ مقارنة بالمعتاد في الدراما الرمضانية ـ فهو يعني عمل أكبر في التصوير، ومجهود أكبر في المونتاج، وزمن أطول، وهي النقطة الأكثر أهمية، فنحن اعتدنا على اللهاث في انتاج الأعمال الرمضانية للحاق بالموسم. كذلك كان رهانا صعبًا على الممثلين، وهو ما سنتناوله في النقطة التالية. لكن رهان محمود كامل كان هو الرهان الصحيح في رأيي، فضرب به أكثر من عصفور. أولا: وضع المشاهد في حالة تواصل دائم مع الممثل. ثانيًا: في أغلب الوقت كان الكادر يتسع لممثل واحد فقط، وهو ما وضعنا أمام حالة تعبيرية قوية عن مدى انعزال هذه الشخصيات عن بعضها، وتشتت كل منهم في عالمه الخاص؛ حتى الزوج والزوجة، أو الأم وابنها. ثالثًا: كان اختيار فني ملائم جدًا لتعويض أي قصور في الإنتاج. نحن نتحدث هنا عن عمل يخلق دولة بتفاصيلها. نتحدث عن احتياج للكثير من الديكورات، والإكسسوارات، والمجاميع. لكن اختيار اللقطات القريبة، جعل كل هذه التفاصيل تبدو مموهة في الخلفية، فأصبحت الحارة الضيقة، حارات، والميدان الواحد، أصبح ميادين، يمكن أن يصور فيه أكثر من مشهد دون أن ينتبه المشاهد، بسبب الكادر القريب، والاستغلال الذكي لكل الزوايا الممكنة.
ولا يمكن أن نتحدث عن الصورة دون أن نغفل شركاء محمود كامل في النجاح؛ مدير التصوير الفرنسي إريك ديفين. ومونتاج داليا الناصر. والإشراف الفني والديكور لهند حيدر.
3 ـ التمثيل
كما قلت أعلاه، التمثيل في هذا العمل مر برهان صعب، وهو الاعتماد على الكادرات القريبة. وهو مأزق يجبر الممثل على التألق، والاهتمام بتعبيرات الوجه، لأن المتفرج على تواصل قريب معها، ولن يجد الممثل حيلا تعويضيه تنجده، مثل حركات الجسد أو اليدين، إن هو قصر في توصيل التعبيرات اللازمة بعينيه، وأدق تفاصيل الوجه.
وفي هذا، فإن نسبة نجاح الممثلين جاءت مذهلة. ونحن نتحدث هنا عن ممثلين لم تختبر قدراتهم التمثيلية بهذا الشكل من قبل. لذلك فإن معظمهم ـ وحتى أصحاب التاريخ الطويل في التمثيل ـ فاجأوني بأدائهم في هذا المسلسل. وهو أمر يحسب كذلك لقدرة المخرج على إدارة الممثل. فعندما أقول أن أربع أو خمس ممثلين من أبطال العمل، يمكن اعتبار هذا المسلسل هو دور عمرهم، فيجب أن يلفت هذا الانتباه إلى القاسم المشترك بينهم، وهو إدارة محمود كامل.
مع التأكيد على تألق جميع الممثلين في هذا المسلسل، حتى الأطفال. أجد أنه من الضرور أن أنوه بشكل خاص على أداء شريف سلامة، والذي قدم الدور الأكثر تعقيدًا في المسلسل. والذي اجتاز بنجاح مجموعة من المشاهد المعقدة، والتي حملت تناقدات، وتقلبات في المشاعر، بشكل يثير لعاب أقوى الممثلين في العالم. مشهد واحد من هذه المشاهد يمكن أن يمنح مؤديه جائزة كبرى في أكبر المحافل الفنية. فما بالك وفي دور شريف سلامة ثلاث أو أربع مشاهد من هذا النوع. وهو أداها ببراعة. وفي أحد المشاهد تحديدًا، أجبرني على التوقف عن المشاهدة لفترة، للتمتع بحالة الانتشاء التي شعرت بها وأنا أشاهد هذا الأداء الاستثنائي.
الإشادة الثانية تستحقها التونسية عائشة بن أحمد. فهي تقدم كذلك في هذا المسلسل أداءًا مذهلا. فليس من السهل أن أستمتع وأتأثر تمامًا بأداء ممثلة، في مشهد طويل، وهي تؤديه بالكامل مرتدية نقاب، وفي لقطات قريبة لا تمنحها فرصة الاستعانة بلغة الجسد كمعين لها. ولكنها تثبت قدرة فائقة على التعبير بعينها، والتعبير الصوتي. بالإضافة إلى تمتعها بحضور قوي على الشاشة.
أخيرًا إشادة مستحقة بالممثل الفلسطيني كامل الباشا، صاحب جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا 2017 عن الفيلم اللبناني (قضية رقم 23). كامل الباشا الذي ظهر تقريبًا في أربع مشاهد فقط، ليترك في المشاهد انطباعًا مذهلا، بقوة أدائه، وحضوره الطاغي. وهنا كذلك تجدر الإشادة بمخرج العمل، الذي اختار كامل الباشا لهذا الدور تحديدًا، فدور بهذا الصغر، وله كل هذا التأثير المحوري على مجريات الأحداث، كان يجب أن يلعبه ممثل بقدرات وكاريزما كبيرة، ليبقي الدور ومشاهده القليلة، حاضرين في ذهن المتفرج، حتى نهاية المسلسل. اختيار سليم، ومسئولية ثقيلة، وممثل قدير، حمل المسئولية بنجاح باهر.
4 ـ الموسيقى
لا يمكن أن أنهي هذا المقال دون إشادة بموسيقى التونسي أمين بو حافة، الرائعة، والمؤثرة، والتي ستعلق ـ بالتأكيد ـ لفترة طويلة، في ذهن المشاهد
الخلاصة، مسلسل السهام المارقة، عمل متميز، متقن، لكنه لم يحصل على المشاهدة والتقدير المستحقين، بسبب العرض الرمضاني ربما. وهو ما دفعني لكتابة هذا المقال، في محاولة لمنح العمل جزء مما يستحق.