حاوره: حمدي أبوجليل
الروائي المصري مصطفى ذكري لا يكتب إلا في البيت، جرب كثيرا الكتابة في المقاهي والاماكن العامة ولكنه فشل. وقال: وجدت نفسي ألعب على الكمبيوتر وأتفرج على الناس بالساعات بلا أي كتابة. ورغم ان ذكري يكاد يعيش وحيدا فإنه يغلق الابواب جيدا، واثناء الكتابة لا يستمع الى الاغاني او الموسيقى بل يفضل الصمت التام ولا يقرأ حتى الصحف، ولا يخصص وقتا معينا للكتابة، وعادة ما يكتب بعد ساعات نوم طويلة او ساعات النوم الاساسية في اليوم سواء نامها ليلا او نهارا، وعلى غير ما عُرف عن الكتاب ـ من استغراق تام في عملية الكتابة ـ يمكن لأي شيء ان يوقفه عن الكتابة حتى ولو مكالمة عابرة وقال: أتوقف عن الكتابة وأعود بلا أي مشكلة، وفترات التوقف الطارئة تساعدني اكثر، ويمكن اعتبارها فترات تأمل او حتى استراحات، غير أنه حينما انطلق في الكتابة لا أتوقف ولا أتأثر بالمؤثرات الخارجية ولا توقفني إلا صعوبة الكتابة نفسها والاحساس بأنه ليس هناك ما يستحق ان يقال او يكتب.
ومن عادة ذكري الحركة الكثيرة والمشي أثناء الكتابة وقال: أذرع البيت مرات وأفتح أبوابا وأغلقها وأدخل الحمام والمطبخ أكثر من مرة طوال وقت الكتابة، وأجمل ما أفكر في كتابته يأتي اثناء المشي، أثناء التأمل في الكتابة وليس ممارستها فعليا، وهو لا يفضل مراجعة ما كتبه من قبل، قبل الشروع في الكتابة حتى لو كان العمل رواية وإنما يفضل تذكره، وهو عادة يصلح كتابته أولا بأول، أي ان الجملة لا تعتمد لديه الا بعد ان تكون بلغت صياغتها النهائية، لذلك فإنه دائم الشطب والمحو، وكان الكمبيوتر بمثابة المنقذ له ولأمثاله.
مصطفى ذكري من أساطين الكتابة القصصية والروائية الجديدة في مصر وله ستة أعمال بين القصة والرواية وفيلمان احدهما ”عفاريت الاسفلت” الذي صادف نجاحا كبيرا، وجميع هذه الاعمال كتبها بالقلم، وعادة ما كان يكتب على ورق فاخر، كريمي كما يقول، ويكتب بأقلام حبر ويحرص على توفر عدد كبير ومتنوع من الاقلام الفاخرة يبدلها طوال الوقت، غير ان عمله ”الرسائل” الفائز بجائزتي الدولة التشجيعية ومؤسسة ساويرس في القصة والرواية كتبه كاملا على الكمبيوتر، وان كان اضطر احيانا الى كتابة بعض الفقرات بالطريقة القديمة، أي الورقة والقلم، ويعيد كتابتها مرة أخرى على الكمبيوتر، وفي رأيه ان الكمبيوتر طور عملية الكتابة وسهلها خصوصا لمن كان يرهقهم الشطب والمحو واعادة الكتابة مرات ومرات مثله