الرقصةُ الأخيرة

الرقصةُ الأخيرة
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

فاطِمَـة ناعـُوت

حسنًا..

فلتكنْ هذه

رقصتَنا الأخيرة

...

فحاولْ

– مثلي-

أنْ تؤديَها ببراعةٍ

تليقُ بفارسٍ

يُراودُ حبيبتَه

ويُروّضُها

حتى تُصفِّقَ لنا

حشودُ البشر المُتحلّقينَ

حولَ

حَلبةِ الرقصْ

وحول جسدينا.

***

سأؤدي رقصتي

لكنّني

لا أعِدَكَ بالتألقِ

فأنا

لا أُجيدُ الرقصَ

بين صخبِِ الصاخبين

.

مثلاً

قد لا أتزامنُ

والإيقاعَ

فأؤلمُكَ

بكَعْبِ حِذائي

فيما أدورْ

أو

أُربِكُ ميزانَك

حين أحاولُ

ضبطَ ميزاني.

***

كذلك

لا أعدُكَ بأن أجيدَ

تضفيرَ أناملي

حولَ جِيدِكَ

كما تفعلُ الحسناواتُ

حين تُذيبُ عيونُهنّ النجلاواتُ

قلوبَ الرجالْ

وقت تتلاشي المسافاتُ

بين الراقصيْن

فأصابعي

– كما ترى-

معقوفةٌ

مَثنيةٌ على الفراغ

لمْ تُتْقِن طوالَ عمرِها

غيرَ القبضِ

على جسدِ

قلم.

***

تُزعِجُني جدًّا

هاتان الكفَّان

تضمّان خِصري بقسوة

فحِزامُ الإعلاءِ بثَوبي

معقودٌ حول خاصِرتي

بأمرِ جبروت الغُزاةِ

هو يُدْميني

ويصلبُني

فخلِّ عني ذراعيك

واتركني

أدورُ

وأدورُ

حتى

في الأخير

أرقصُ وحدي

مثل باليرينا

كانت في جَوقَةٍ

ترقصُ

رقصةَ البجعاتِِ

بين رفيقاتِها

ثم أسلَمتْ أذنيها للنغمْ

وأغمضتْ عينيها

وظلّت تدورُ

وتدورُ

مغمضةَ العينين

حتى أفاقتْ

لتجدَ نفسَها وحيدةً

فوق صفحةِ مياهِِ النهر الذي

يُنادي الغرباءَ

والمُنشَقّين

ليُكمِلوا رقصتَهم وحيدين

في قلبِه الرخو.

***

تذكَّرْ دومًا

أنها رقصةٌ مِهْنيةٌ

فرَضَتَها عَلينا جَوقةُ عازفينَ

مُحترفين

يُتقنون محاورةَ الوتر

ووجوهٌ متنمّرة

ترمقُ مِنَصَّةَ الرقصِ

وتحسِبُ خُطواتِنا

مع كوكب البشر

حتى يصفّقوا بحماسٍ

عند اكتمالِ

النغمةِ الأخيرة.

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم