الخروج من جلباب الإفيه

موقع الكتابة الثقافي
Share on facebook
فيسبوك
Share on twitter
تويتر
Share on whatsapp
واتس أب
Share on telegram
تيليجرام

شريف الغندور

 

توضيح لازم : كاتب هذه السطور مجرد متفرج .. يعلم جيداً أن السينما فن جماهيري ، أي موجه لجمهور أغلبه "زي حالاتي" غير متخصص ، ولأنه المتلقي الذي تصله الفكرة والصورة في نهاية المطاف ، فمن حقه أن يناقش ويحلل ويفكر فيما يصله ، أي أنه نظام أكل وبحلقة في نفس التوقيت..

*قرن تقريباً هو عمر الفن السابع في مصر ، يفترض بعده أن تكون الصناعة السينمائية أكثر نضجاً ، خاصة بعد أن تحولت في بدايتها من مغامرة يخوضها هواة إلى فن يقوم عليه محترفون ودارسون ومثقفون ، وأصبحت الفرص أفضل بكثير – بحكم التقدم المعلوماتي- لفهم سينما “الغير” والاستفادة منها.. ولكن هذا هو فيما يبدو ما لم يحدث بعد .. وبخاصة في الكوميديا .. التي كانت – إلى وقت قريب – الدجاجة التي تبيض ذهباً للمنتجين الذين “زغللت” عيونهم مكاسب إسماعيلية رايح جاي وصعيدي في الجامعة الأمريكية وما بعدها..

*لا تزال الكوميديا عندنا تحت سيطرة الممثل وليست عملاً جماعياً منظماً يدعمه سيناريو وتنفيذ إخراجي يصنع المواقف الكوميدية ويسخرها لتقديم فيلم مضحك من الألف إلى الياء ، لا تزال باختصار رهناً بحالة الممثل وقوة إفيهاته التي يبذرها كبيض السمكة ، إن ماتت واحدة فألف غيرها حاضرات!

*صحيح أن الحال كانت كذلك وقت كانت الصناعة السينمائية في مصر في بدايتها ، وقت أن استمدت الكثير من المسرح بدءاً من النصوص إلى طريقة التمثيل ، في التراجيديا والكوميديا على السواء ، وكان للعديد من نجوم الكوميديا تجارب مسرحية أحسنوا الاستفادة منها في اختيار إفيهاتهم وإلقائها (قياساً على الحقيقة التي تقول أنه في المسرح تتلقى ردود الأفعال بسرعة على إفيهاتك) فضلاً عن قربهم من الجمهور ومعرفة ما يضحكهم وما لا يضحكهم ، في وجود مخرجين يحسنون استغلال وقيادة هؤلاء الممثلين من أمثال فطين عبد الوهاب وعيسى كرامة .. قبل ظهور عصر الكوميديان الفرد في السينما والتليفزيون..

*قد يكون لذلك ما يبرره في وقت اختلفت فيه الظروف عما هي عليه الآن ..

*فرغم هوس تقليد هوليود الذي يجتاح السينما المصرية منذ بدايتها (هناك مخرجون كشريف شعبان ينقلون الأفلام الهوليودية نقل مسطرة) لم يستفد مخرجو الكوميديا وكتابها وحتى ممثلوها من كوميديا هوليود التي تحقق نجاحاً كبيراً وتجتذب أعداداً ممن يدفعون ثمن تذاكر أفلامهم.. فما يحدث في أفلام سعد وحلمي وآخرين ببساطة هو مجرد “إعادة توزيع” لكوميديا الإفيه اللفظي والحركي القديمة .. مثل إعادة تنفيذ الأغاني القديمة بالضبط..

*ليس المطلوب إطلاقاً هو تقليد آدم ساندلر وستيف مارتن وآخرين ، بل تقديم كوميديا تلتصق أكثر بحياة الناس وتكون قريبة منهم ، تقديم كوميديا منظمة جماعية تضحكك من أول دقيقة لآخر دقيقة ، حتى دون إلغاء قيادية النجم نفسه الذي يبيع الفيلم على نفسه ، برشلونة به رونالدينهو ولكن ليس به رونالدينهو فقط ولذلك يقبل الناس على مشاهدة مبارياته ، ألا يمكن فعل ذلك في السينما المصرية الكوميدية؟

*مجرد سؤال من متفرج غلبان..    

مقالات من نفس القسم