سعدي يوسف
هي رأسُ المثلّثِ
ما بينَ متحفِ بُرْدِيِّ مصرَ
و “مكتبةِ” الأقصُر، المستحيلةِ
في شارعٍ يتفرّعُ (قد كانَ عُبِّدَ من قبلِ خمسين عاماً…)
ولكنه ظلَّ،
والحانةُ المستحيلةُ ظلّتْ
ومكتبةُ الأقصُر…
المتحفُ المتعهِّدُ بُردِيَّ مصرَ العريقةِ ظلَّ،
و لافتةُ البارِ ظلّتْ،كما هي، منذ ابتداء الخليقةِ:
Irish Pub
إذاً…
هل سَندخلُ ؟
أعني هل الحانةُ اسمٌ هنا، أمْ مُسَمّى ؟
وتهمِسُ إقبالُ :
ندخلُ !
*
مثل نسيمِ المساءِ الذي يترنّحُ، ندخلُ
لا حارسٌ في الممرّ
و لا حاضرٌ !
نحن ندخلُ…
كان الهواء المسائيُّ أثقلَ
والقاعةُ احتُضِرَتْ مثل روّادِها…
ليس فيها سوى رايةٍ نَصُلَتْ من بَيارقِ جيشٍ لإيرلندةَ الحُلْمِ
راياتُ دَبْلِنَ
راياتُ ثورتِها وهي “خضراءُ، خضراءُ
إني أحبُّكِ خضراءَ ” – لوركا.
تدمدمُ
في الأقصُرِ…
الحائطُ المتآكلُ يحمِلُ بُوسْترَ وِيسكي توقّفُ إنتاجُهُ
ومواعيدَ عن سينما لم تَعُدْ في التواريخِ…
نمشي،
كأنّا نجوسُ متاهةَ كهْفٍ…
ولكنّ منعطَفاً في المتاهةِ قادَ إلى سُلّمٍ :
نرتقي السُّلّمَ…
البغتةُ انفجرتْ، مثل لُغْمٍ :
هنا البار !
*
نُوبي حسَن !
أنا نُوبي حسنْ…
أنا سادِنُ هذا المكان.
لا أرى أحداً
لا يراني أحدْ…
منذ عشرِ سنينٍ هنا
لا أرى أحداً
لا يراني أحدْ…
هل أكونُ الصّمَدْ؟
.
لندن 19.03.2017