الثلاثة الذين أحبوا البحر

موقع الكتابة الثقافي
فيسبوك
تويتر
واتس أب
تيليجرام

شعر : عبد الرحمن مقلد *

ربما وكأننا فى حانة بحرية

تأتى الرياح بما نحب ونشتهى

البحر يؤنسنا ويأخذنا صغاراً

ليس نقرأ أو نفسر ما يفسره الصغار

فإننا يا بحر أطفال لموجك

لا تدعنا حائرين  الآن

نجلس فوق شطك

واضعين أكفنا فى خدنا

والناس تسخر من خسارتنا ونسخر من هزيمتهم..

فأوضح مبتغاك ومجتلاك

لكى نصدق ما يصدقه الذين يكلمونك..

"فتية عاشوا على أشكالهم فى حانة بحرية

يقضون ما سيضيع من أعمارهم بمزاجهم” ..

أوضح لهم سمت الحقيقة كى يقولوا

“ها .. خسرنا .. لا يضر.. حياتنا ضاعت.. سنكملها كما بدأت”

..

سنضحك ربما وكأننا فى حانة بحرية

 نتذكر الآتى فنسخر

هل ستقطفنا الأكف كبرتقال ناضج

كالشمس

أم سنظل فى شجر على بعد عن الأيدي

سنضحك ربما نحتار فى ضحك بطعم الدمع..

تقطفنا الأكف

وقد تخلصنا فنبدو هادئين ومخلصين لها

وقد تجتثنا من عالم خاص بنا .. فنسبها ونلعنها “الأكف”

وربما تزداد دهشتنا فنرقص

لم تعد أجسادنا ملكاً لأجهزة الرادار ولا الحواسب

إنها ملك لنزوتنا

سنوجعها ونجبرها على الرقص العنيف

على موسيقى الذاهلين من الحياة

المتخمين بحدسها الأخاذ

وربما وكأننا فى حانة بحرية

سنريق خمرتنا على أفواهنا

وندور نسأل عن نساء ساحليات

لنرقد فى اتساع خيالهن

وفى فضاء واسع يمتد

من أطراف أرجلهن

حتى ذلك الدغل المدد فى سواد شعورهن

يمر صيف ساخن وتنهدات ليس تهدأ

يا نساء البحر لا تبعدن عنا

إننا أطفالكن رجالكن

افعلن ما تفعلن بالأطفال حممنهم

وأضئن ماضيهم بهالات العيون،

عيون صيادى العيون،

ابدأن حاضرهم بفاتحة الشفاه

ويا نساء البحر ليس لنا سوى أجسادكن

نضيع فيها فى تضاريس تليق

بسيدات البحر

لا يغضبن أو يخجلن أو يهجرن مائدة الأحباء القدامى

….

ربما وكأننا فى حانة بحرية

سنحب أو سنموت

حقاً ربما تأتى الرياح بما نحب ونشتهى..

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر مصري

 

خاص الكتابة

 

 

 

 

مقالات من نفس القسم

علي مجيد البديري
يتبعهم الغاوون
موقع الكتابة

الآثم