تحوطنا
و يمدُ قائدُنا يداً
نحو الشمالِ
مردداً :
بعد اجتيازِ الشاطئين
سندركُ المرسى ..
هناك ..
البردُ يعصفُ بالضلوعِ
و حولنا أيدٍ ملوُّحةٌ …
وراء التلِ أصواتٌ
لزوجاتٍ
تركنَ القِدرَ فوق النارِ
كي يغفو الصغارُ
II
على ثرى الآمالِ
نمضي
فوقنا عبرتْ شموسٌ
بعد أخرى
و الرياحُ عصيةٌ
عند الغروبِ
تنام في خشبِ القواربِ
في المساء نمر
من أحزاننا
و سرورنا …
من يأسنا
و رجائنا
عبر الهواء المستريبِ
نمرّ مثل الجوعِ
و الأسرى
و أحزانِ الجنودِ
III
هناك ..
بين معاولي ..
خمدت على الكثبانِ
أنفاسُ ابن عمي
تاركا – عبثاً- وصاياهُ
و أطفالاً يمرونَ خفافاً
في منامي
مثل فئرانٍ الحقولِ
“سيندرُ الناجونَ عند السفحِ”
أخبرنا الدليلُ
و غابَ في الأصداءِ
و الماءُ الفقيرُ يحوطنا
و ملامحُ الذهبِ الوضيئةِ
لا تلوحُ
أكُفنا – محمومةً – تهوي
على رملِ الشطوطِ
IV
يمر فوقَ حياتنا الصفراءِ
غيمٌ متعبٌ
و يمر يومٌ بعد يومٍ
و الشحوبُ يطلّ
ملءَ وجوهنا
و القائدُ المملوءُ بالأحلامِ
و الصرخاتِ
يدفعنا ..
لنحفرَ حفرةً أخرى ..
لنقطعَ سروةً أخرى ..
نخوضَ بحيرةً أخرى
و ننتظرَ الثراءَ
على خطي فجرٍ جديدٍ
و الضياءُ يمر مهزوماً
إلى قبرِ الضياءِ …
V
الآن نيأسُ
مثل أمنيةٍ ..
و أصواتٌ مهشمةٌ
من الأحلامِ
تتبعنا
و أطفالٌ وراء التلِ
هبَّ بكاؤهم
و الذكرياتُ عذابنا …
خطواتنا في الليلِ
تخذلنا
و نهوي
قبل أن نصلَ الديارْ
ــــــــــــــــــــــــــــ
هونج كونج