نورهان عبد الله
الأمان يتوغّل بعمق،
ينهش جسدي،
ويفتّت بقايا قلب
كُتب عليه الشقاء.
لم يكن الأمان نجاة،
بل طريقة أخرى للفقد.
يقلب مشاعري
كما يقلب العالم صور الماضي
ويختزلها في صورة واحدة
تسمح للآخرين
بامتلاك الحزن.
الأمان كشامة
أسفل ساق الحياة،
يستنزفها ببطء،
ويترك الماضي
يترسّب في قالب واحد.
يسحبني إلى أعلى سطح مدينة،
يهدهد أفكاري،
ثم يتركني
بين الخيال والواقع
بخيط رفيع
يتّسع للآخرين
ولا يحتملني.
الأمان يتوسّد وسادتي،
يزور أحلامي بضجيج،
يسمح للموت
أن يعلّق خيباته
على شماعة قريبة
من باب قلبي.
منذ طفولتي
كان الأمان
يسرق الحزن
ويضعه في قارورة صغيرة
أتنفّس منها
الحب
والكبرياء
وبراءتي الأولى.
لكن الأمان
صار أكثر وحشية،
كذئب
لا ينتظر أن تبرز
فريسته مخالبها.
يتلوّن الأمان،
كحرباء،
كثعبان
يدفن جلده
تحت رمل الصحراء.





