على أثري تجري البنت، البنت التي تطاردني لتلحق بي، وغالباً ما نسيت هي سبب المطاردة.أنا لم أنس، لأنني لم أعرف السبب أصلاً.
جميعكم تعرفون الحكاية، بشكل أو بآخر، بإضافة أو حذف تفاصيل تختلف من بلد لبلد، لكنها في النهاية حكاية معروفة.. البنت هي البطلة، وأنتم تسمونها “أليس”، بينما أنا الأرنب شخصية ثانوية للغاية.
دوري في الحكاية أن أقف بمعطفي الواسع القديم ، وساعتي الكبيرة الحجم، تراني البنت فتهرع خلفي …ربما لأنني أرنب، وربما لأني أرنب أرتدي معطفاً، وربما لأني أرنب أرتدي معطفاً وأراقب الوقت … أجري قدر ما أجري وأصل دوماً متأخراً ..أقتفي الآثار وأتيه مرة بعد أخرى، والبنت خلفي، قتلها الفضول.
الممر الذي في الأرض أعرفه جيداً ، وسلكته مرات عديدة ، لذا كان طبيعيّاً أن أدخل فيه ، لكن فضول البنت جعلها تهوي على أثري إلى حيث لا تدري ..تجرّب المأكولات والمشروبات التي لا تعرفها ..تتذوقها ، فتكبر فجأة …تكبر وترى كل الأشياء من أعلى، ينحشر رأسها في الغرفة الضيقة ولا تقوى على التنفس …تكبر فلا ترى الباب الجانبي الصغير ، وإن رأته فلا تستطيع الخروج منه …وتعود البنت لتذوق الطعام الذي لا تعرف ، فتصغر فجأة ، تصغر تماماً حتى لا تطال المقاعد لتجلس ولا المائدة لتأكل …تصغر حتى لا تكاد ترى ..تخرج من الباب ولا يلحظ أحد دخولها أو خروجها..
تطاردني البنت ، لا أدري السبب ..بينما أمسك مطرقة ضخمة أكسر بها الساعة الضخمة التي أحملها وأقهقه في سعادة ، والبنت تحسبني مجنوناً .
مجنونة هي البنت …لو تدري لكسرت كل الساعات وكفت عن مطاردتي .. ومجنون أنا كذلك ، لو استطعت لن أقتفي أثر الحياة ..سأسير كيفما اتفق ، وأترك آثار أصابعي الصغيرة خلفي .