سأكتب فيه قبلات كثيرة.. ولن أجعلها تكتمل أمام الكاميرا كي أمنحك فضولا لشفتي..
لن يرانا أحدا في مشاهد بالفراش سويا
لكنهم حتما سوف يعرفون ما نقوم به !
عندما يرتجف أسفلت المدينة في رعشات متوالية
ثم يتشقق بفرحة
بينما تصب أعمدة الإنارة فوق الشوارع ضوءاً أبيض كالذي تحبه..
بديلا عن الأصفر الذي أفضله..
على كل حال الضوء الأصفر ضوء درامي، سيصلح لمشاهد البوح والمكاشفة الليلية التي ستتاح لي عبر التتابع، بعد أن اتدبر حلا دراميا يخلصني من مواعيد العودة الأجبارية للمنزل في الواقع.
سوف يتضمن حوار الفيلم كل الجمل التي لم تكتمل على لساني في مكالماتنا الطويلة
بالمناسبة سوف أجعلنا نكره الحديث في الهاتف
وأبتكر حلولا درامية لقضاء الوقت في شقتك أو في أماكن السهر والسلوى.
أعلم أن الفيلم هو بناء علاقة بالنظرات.. ولكني أمقت الصمت الذي بيننا
ولهذا سوف أجعل مني شخصية ثرثارة على الورق
يمتلئ حديثها بكل ألوان الطرافة والحكمة والمداعبات الكلامية التي تعكس هوسي بك..
سوف أكتب حوارا من نوعية : “دمي بيوجعني وأنت بعيد”
“شعر زي لون عينيك”
أعلم أنه يحتوي على مبالغات لغوية، ولكن في اطار التزامي بالنوع (الرومانسية الشعرية) فلن يجد أي ناقد مترصد ما يلومني عليه.
أما عن المجازات والأستعارات والرموز فعليك أن تتقبلها دون امتعاض وبنفس راضية
أولا: القط المشمشي الصغير الذي سأشتريته في بداية الفيلم قبل لقائنا الأول هو أنت..
كلما اردت أن أحكي عنك شيئا في غيابك – بالسفر أو لقاء الأخريات- سوف أسقطه على “رودي” – اسم القط – خاصة مرضك بالحساسية وتمسحك في صدري كلما آذيتني بقوائم صديقاتك على الفيس بوك التي تزيد كل يوم اسمين..وأخيرا محاولة انتحارك المعنوية الفاشلة-عقب قرارك بالتوقف عن كتابة الحكايات-التي سيروح رودي ضحيتها، وستهديني قطا غيره، لكنني سأكون قد سأمت تربيتهم.
ثانيا : القهوة هي المشروب الثيمي للسيناريو كله
الفنجان الأول، قبل قبلتنا الافتتاحية في بيتك
الفنجان الثاني، عندما بكيت في هيستيريا ليلة سفرك
بينما كنت أرقد فوق المرتبة التي تنام عليها بعيدا عن فراشك
لأن غرفة نومك تطل على موقع بناء صاخب يحول دون أن تحلم بي كما يليق بشاعر.
آه..تذكرت
هل تعرف أنني أفرغت كل البن الذي اشتريته لك قبل أن نلتقي ورحت أفركه في يدي وأقبله بنهم
قبل أن أضعه ثانية في العبوة الورقية وأعيد إغلاقها بدبوس صغير..
هذا مشهد سوف يفاجئك بلا شك فلا تغضب مني
أعلم أنك”بتقرف” لكني فعلت هذا عن عشق صدقني.
كان فنجان القهوة الذي صنعته لي بيديك خارقا
ولهذا سوف أعيد مشهد صناعة القهوة عدة مرات في سياقات مختلفة
احتفاء به وتقديسا لابتسامتك وأنت تراقبني أرتشفه على مهل.. ولساني يتصور مذاقك المبهج.
هل قلت لك أن فكرة السيناريو بدأت من هذه اللقطة تحديدا، وأخذت تيمتها قبل أن ينتهي الفنجان
(فتاة تقع في غرام رجل مخلوق من شبع وفتنة)
ولكن كيف يمكن التعبير عن هذا بصريا بلغة السينما المعقدة !!
كان تحديا دراميا شديد القسوة..
ولكنه لم يقل عن التحدي الحياتي الذي خضته كي تعترف أني صرت حبيبتك
وأن كل ما يخص دمك صار يحمل اسمي ومهنتي وعنواني.
ما رأيك في مشهد فانتازي تذهب فيه لتجديد بطاقتك، وكلما أدخلت بياناتك ظهرت صورتي على الجهاز الحكومي !!
هذا مشهد لن يقلل من رجولتك بالطبع، تصوره في سياقه الشعري سوف تدرك مغزاه..
أنت بالنسبة لي أكثر من مجرد رجل
أنت أبو البشر وأنا نصف ضلع من صدرك يستحلفك أن ترده إلى مكانه الأصلي.
قبل أن أحكي لك عن الذروة اتركني احدثك قليلا عن شريط الصوت
دعك من اغنيات فيروز وماجدة الرومي التي اعتصرتها افلام مماثلة حتى تشققت شراينها
لقد وضعت لك الأغنية الأيطالية التي ترجمتها لي.. هل تذكرها : Arrivera)سوف تصل)
ستبدأ من المقطع الاول لها: سوف تبكي
سوف تبكي
سوف تبكي كما المطر
وسوف ترحل..ترحل مثل أوراق الخريف المتساقطة
حتما لن تغفر لنفسك أبدا
ولكن قلبك سوف يستيقظ ذات يوم صيفي حار
عندما تكون الشمس هناك
وسيتبدل الحزن الذي في دموعك إلى ضحكات براقة
سوف تبتسم أخيرا..
أنه المقطع الأقدس في الأغنية كلها: سوف تبتسم اخيرا
تذكر أن ترجمتها ستكتب على الشاشة بصيغة المذكر لانها مهداة لعينيك.
في شريط الصوت لن أدع لي ذنبا إلا وسأحدثك عنه عبر الحوار والموسيقى والمؤثرات
لن أدع لي رجلا عرفته إلا وأشبعه سبا ولعنة في حضرتك وإن استلزم هذا بضعة مشاهد من الفلاش باك التي تبرز كل الرجال الذين عرفتهم قبلك ككائنات مقززة.
ملاحظات لمصمة الأزياء:
كل ملابس النوم التي ارغب في ارتدائها في بيتك سأحضرها معي في مشاهد زياراتي المتوالية
وسأفرط في الجلوس بها حتى تفوح منها رائحة البخور التي تسكن في كتبك.
بالمناسبة سوف أجعلك تدخن في السيناريو لأنك تلهب قلبي كلما تصورتك وأنت تضع سيجارة بين شفتيك، وبدلا من أن تطلب أنت مني أن اتوقف عن التدخين كما فعلت في الواقع
سوف أرجوك في الفيلم أن تقبلني قبل أن تنفث دخان سيجارتك
كي أشعر بلذتها ومائها الدخاني يتلوى ذائبا في فمك.
نعود لشريط الصوت
بالطبع لا يمكن ان اكتب فيلما عنك ولا تضم مشاهده اغنية”انا مريضة” لداليدا
الترجمة هذه المرة سوف تكون مكتوبة بضمير المتكلم الأنثى :
انا مريضة
مريضة بالكامل
مثل عصفور صغير
مثل طفلة يتيمة هجرتها أمها في المساء
سوف أنقل هذا المشهد عن الواقع، عندما أفرغت”فلاشتك”من كل الأغنيات ووضعت عليها فقط هذه الأغنية كي تلبي لي رغبتي في الأستماع إليها مرارا معك، عندما ركبت سيارتك الدافئة ذات مساء للمرة الأولى.
انت عبقري في أمور كثيرة تخص كهرباء المشاعر، وكأنك مهندس عاطفي تعرف كيف تجعل أعضائي ترتجف في ألم دون أن تطلب الموت او الأستراحة من لسعات اللذة.
إن المقطع قبل الاخير من الأغنية الذي تتلوى فيه داليدا بصوفية كاملة وهي تشدو:
أنا مريضة
مريضة بالكامل
لقد حرمتني من كل اغنياتي
لقد افرغتني من كلماتي
وقد ضاعت موهبتي عندما غادرني جلدك
حبي لك يقتلني
وان أستمر الامر هكذا.. سوف انفجر بمفردي من الألم
ان قلبي مريض كليا
ومحاط بسياج من الشوك
ألا تفهم
انا مريضة.. مريضة
هذا المقطع هو آخر صوت سيسمع في نهاية الفيلم مصاحبا للذروة ومستمرا مع التيترات
هل تريد أن تعرف كيف أنهيت كتابة أول سيناريو لي عنك؟
سيكون عليك أن تمد يدك تحت وسادتك لتطالع نسخته كاملة
ورغم أنك قد تقفز إلى المشاهد الأخيرة مباشرة
ولكن حسك النقدي ومهنيتك العاطفية سوف يجبرانك على قراءته من البداية
احتراما للاهداء الذي ساكتبه على الغلاف :
/ كنت اود ان اشتري لك كل البنفسج وزهر البرتقال
كنت اود ان تسامحني عندما يترك الطعام اثره على ملاءات الفراش
لأني اصر على احضار الفطور لك في صباحات كثيرة وانت نائم
كنت أود ان يعرفنا بائعي الفل في المفارق وأشارات المرور
لأنني سوف اشتري لك منهم كل حمولاتهم اليومية من النتف البيضاء الجميلة
قد يتحقق ذات يوم كل هذا وقد لا يتحقق
ولكني استحلفك بكل عود ريحان اخضر حدثتك عنه في رسائلي الصباحية
ان لا تتعجل قراءة النهاية وان تمنح جسد هذا السيناريو نفخة من روحك
قبل ان تطالب كل كاميرات العالم بالسجود له /
أنا فتاة تحب السينما..فهل تقبل دعوتي للعشاء
والكتابة…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*إهداء إلى الكاتب المجهول للتدوينة الشهيرة”أخرج مع فتاة تحب الكتابة”
خاص الكتابة