تتحرك المياه بخليط مبهج من الألوان، والابتسامات التي أراها على وجوه أصدقائي وهم يقولون فجأة: “إيمان قادمة هذا الشهر”، أو “أحمد جاء”، أو التقيت شافعي أمس أو إيمان لديها أمسية في مكتبة التنوير.
ألاحظ كثيراً تلك البهجة التي تتحرك في وسط البلد مثل الشكل المخروطي للإعصار الرمادي، لكن مخروط البهجة له ألوان بنفسجية يطل منها أحيانا البرتقالي بشقاوته.
لم أكن أعرف ماذا أكتب في ملف يعده عنها الأصدقاء، أنا التي تحب شعرها برقته ونصله الحاد، وتراها من بعيد تملك كل هذا الحضور والمحبة والموهبة.
أنا التي تقرأ الشعر كطقس سري، لأني لا أعرف كيف يمكنني وصف السحر الذي يكتبه الشعراء، ولا يمكنني السيطرة على قلبي في مشاهد مثل رؤية مشهد بحر صاف، وطائر أبيض لا أعرف اسمه يحلق في سماء رحبة وشمس أحبها ومشهد في قناة طهي لأحد يعد طعاماً بفرح، وقصيدة مثل ما يكتبه إيمان مرسال وأسامة الدناصوري وحنان شافعي ويماني وعزة حسين وكل هؤلاء الذين أعرفهم ويتركون بصماتهم على قلبي.
انا لا أعرف كيف أكتب عن الجمال، الصمت وحده يلفني ويملؤني براحة الجلوس جوار حبيب في شارع مهجور لا يعرفه بشر، نعد الشجر ونسمع صوت الليل.
لا أعرف إلا أن أردد مقاطع تشبه: “ليس هذا ما أذكره عن الخالات، كيف أصبحن تماثيل للعصر الفيكتوري المصري؟ كم كن فاتنات في ليالي الزفاف، ملكات في المطابخ المعتمة، وحزينات لفقد جديد في صباحات الأعياد…”.
أنا التي لا تجيد الكتابة عما تورطت بعمق في محبته، إيمان.. أنا أحب ما تكتبيه ويؤلمني .. وأحب عالمك حيث كل النساء جميلات وكريمات.