رضوان بن شيكار
الطريق فارغة مثل هاوية سحيقة،
إلا من حقول الذرة المستلقية
على جنبات الطريق كحوريات يتشمسن
تحت سماء الأساطير،
وطواحين الهواء الباهتة
التي تمارس شغبها الروتيني بالدوران،
ببلاهة حول نفسها كمهرجين
فاشلين في كرنفال ضحك للأطفال،
وحدها عصافير القلب تطير لتحط
على أغصان الحواس المبللة بالرذاذ الخفيف،
الذي يلامس شغاف الروح
ويوقظها من غفوة أو سراب.
أدير موجة المذياع على الموجز،
الحروب لازالت مشتعلة والحرائق
تجوس كل البقاع،
أتذكر اللاجئ الأفغاني الناجي
الوحيد من مقتلة أتت على قرية بأكملها،
الرابض في بوابة محطة القطار،
المصاب بجنون خفيف،
وهو يقرأ تعاويذه المبهمة
ويسأل المسافريين كل مرة
بألمانية ركيكة عن وجهة
لايعرفها أحد.
الغربة تسحق مابقي في الذاكرة
من مرح الطفولة وألوانه الزاهية،
المتناثرة في مرايا الغياب
الغارقة في الضياع المتصاعدة
مثل بالونات إلى غبش العتمة الدامسة.
في الحانة الإرلندية القديمة
تحت ملصق ضخم لفرقة ً آبا ً السويدية،
أفتش في حدائقنا الخفية عن صور
ألملم أشلائها المتلاشية وأرتقها
من طيش الغبار الذي تلبسها،
كلانا يعرف الآن أن فتيلة القنديل
الذي نستضيئ به كلما داهم الهبوب
مراكبنا الهشة،
تكاد تخبو و تنطفئ،
لتصير خيط دخان طويل ينهشنا
وتلتهمنا أمواجه إلى الأبد.
إلا من حقول الذرة المستلقية
على جنبات الطريق كحوريات يتشمسن
تحت سماء الأساطير،
وطواحين الهواء الباهتة
التي تمارس شغبها الروتيني بالدوران،
ببلاهة حول نفسها كمهرجين
فاشلين في كرنفال ضحك للأطفال،
وحدها عصافير القلب تطير لتحط
على أغصان الحواس المبللة بالرذاذ الخفيف،
الذي يلامس شغاف الروح
ويوقظها من غفوة أو سراب.
أدير موجة المذياع على الموجز،
الحروب لازالت مشتعلة والحرائق
تجوس كل البقاع،
أتذكر اللاجئ الأفغاني الناجي
الوحيد من مقتلة أتت على قرية بأكملها،
الرابض في بوابة محطة القطار،
المصاب بجنون خفيف،
وهو يقرأ تعاويذه المبهمة
ويسأل المسافريين كل مرة
بألمانية ركيكة عن وجهة
لايعرفها أحد.
الغربة تسحق مابقي في الذاكرة
من مرح الطفولة وألوانه الزاهية،
المتناثرة في مرايا الغياب
الغارقة في الضياع المتصاعدة
مثل بالونات إلى غبش العتمة الدامسة.
في الحانة الإرلندية القديمة
تحت ملصق ضخم لفرقة ً آبا ً السويدية،
أفتش في حدائقنا الخفية عن صور
ألملم أشلائها المتلاشية وأرتقها
من طيش الغبار الذي تلبسها،
كلانا يعرف الآن أن فتيلة القنديل
الذي نستضيئ به كلما داهم الهبوب
مراكبنا الهشة،
تكاد تخبو و تنطفئ،
لتصير خيط دخان طويل ينهشنا
وتلتهمنا أمواجه إلى الأبد.