إلى الله
سلمى عمار
إلى الله. أعلم بأنك تفكر بطريقة ما ليتخلص هذا الكون منّي، أعلم أنني أزعجك. أنت ومراكز الشرطة تشعرون بذلك، إنك تفكر بطرق كثيرة عدا أن تغتالني، لأنني تركت الهندسة أو وصفت المتدينين بالبؤساء أو لأنني أصف التين بفاكهة أساتذة الجغرافيا. لقد قضيت عمري الزهري بتوجيه أحقادي لكل جانب وغد، لقد شتمت الدولة وأشهرت إصبعي الأوسط على موكب شيطانيّ ولم ألفظ السلام الملكي في حياتي حتى أنني وضعت على القائمة السوداء في المدرسة، لقد كبلت في السجن لأعرفك ولم أعرفك. لقد استهترت بقلب رجل كان ينسج الشعر طوال الليل ليخبئه في رسالة، لن تغضب من ذلك لأنني كنت أخشى أن أتحدى حدود والدي. لم تغتلني لإنني سألتك في صغري: " لماذا لا تمتلك رقم هاتف؟" ولأنني فكرت بأي نوع من الحلوى تشتهيه. لن تقتلني لأنني قتلت سمكة إلهام، كانت رائحتها المقرفة تحتل غرفتي. لن تخبر أحدا بأنني من افتعل حريق المدرسة بعد أن خرجت معلمة الرياضيات من قضية ضربي بسلام أول مرة، لطالما كنت تغرقني في الوحدة رغم تقاذف الناس حولي وعليّ. لطالما أرسلت كوابيس الليل لتحاول قتلي. كنت أظنك في صغري ترغب بتشييعي ظلا باردا لا جسدا، آه الجسد. من أكل وزني؟ لقد هزلت، إنني بخفة الريشة، كنت أظن أن أثداء النساء تعادل قباب المساجد، وأن الشعر الطويل سيل لآيات العذاب، لقد أوجدتهن فيّ عامرات دون لوثة الخطيئة، إنني بالتأكيد لا أشبه أريج، ولا نرمين التي تامت حليقة الرأس في حلب. آه يا جرح المسيح، يا صوت نسرين الذبيح. غرفت منا الجحيم طعم بقائها، ونحن وإن استوينا على صدى الحياة ستسيل جروح الثأر المخذول من شق الجدار يا عين الله.