أ.د. مصطفى عطية جمعة
تنبع علاقة الفن الروائي بالتاريخ من زوايا متعددة، لأن عمل المؤرخ وباحثي التاريخ يختلف عن عمل الروائي، فالأول يرصد الأحداث التاريخية، ويسعى إلى تسجيل كافة ما يرتبط بها، وفق المتوافر لديه من شهادات ووثائق وأدلة. أما الروائي فهو يأتي في مرحلة تالية، يستقي مادته فيها من إنتاج المؤرخ المدون، ومن ثم يبني أحداث روايته عليها. فالروائي يقرأ التاريخ وفق رؤية يروم تقديمها للقارئ، ويتخذ من التاريخ ميدانا له، كأن يستحضر شخصية تاريخية، أو حدثا تاريخيا مؤثرا، وغير ذلك مما يستوقفه خلال قراءاته في التاريخ، ومن ثم يأتي دور التخييل الروائي الذي يقوم بإبداع نصه الروائي، في لوحة متناسقة، تعيد تركيب الحدث التاريخي وفق خيوط حكائية، يتوسل فيها الروائي بفنيات متعددة من أجل التشويق والحبكة.
ومن هنا، تأتي الإشكالية الأساسية في العلاقة بين الرواية والتاريخ، ألا وهي إشكالية الواقع والمتخيّل، فالتاريخ ميدانه الواقع، ويسعى كاتب المادة التاريخية إلى تلمس الواقع والمجريات التي حدثت بالفعل: توثيقا وتأريخا، أما الرواية فإن “سماتها الشكلية، تتحدد بمدلولها، المرتبط عادة بفكرة المتخيل”([1])، والسمات الشكلية تتصل بالبنية الروائية، وحتما سيكون للخيال دورا فيها، والذي يُتمَثَّل عادة في التقنيات السردية وجمالياتها، بجانب الموقف الفكري/ الرؤية، وهو ما يجعل الروائيون “يفكرون في ممارستهم، ويبررون موقفهم الإيديولوجي أو تقنيتهم الأدبية”([2]).
فلاشك أن المبدع الروائي لديه إيديولوجيا ما، وهو يقرأ أحداث التاريخ، ومن ثم يصوغها إبداعا روائيا، وغالبا ما يضع المبدع الحاضرَ نصب عينيه وهو يقرأ التاريخ، وينتخب من أحداثه أو شخصياته مادةً كي يعيد تشكيلها لتكون نصا روائيا، وكما يشير “لوكاتش” بأن الرواية التاريخية لإنسانييّ عصرنا مرتبطة بمشاكل الحاضر الكبيرة والملحة. والعلاقة الحية بالحاضر يجب أن تعبر عنها حركة التاريخ نفسها، فالعلاقة إذن موضوعية بمعناها الفني والتخييلي والتقني، وتكشف هذه العلاقة عن اتجاه كامن نحو تحويل الماضي إلى حكاية رمزية عن الحاضر([3]).
فعلاقة النص الأدبي بالتاريخ تتخذ ثلاثة أطر، لتغطي ثلاثة معان: فهناك –أولا- التاريخ بوصفه واقعا ومسارا وصيرورة موضوعية وتشمل ما يجري في المجتمع من أحداث وتطورات وصراعات، ويكون تدوينها التاريخي منفصلا عن الذات والنظرة الفردية لأبناء المجتمع. وثانيا: التاريخ بوصفه خطابا، حيث يتم اتخاذ التاريخ كموضوع بحثي وعلمي، ويجعل للتاريخ وجودا معاصرا عبر إجراءات خطابية ومفهومية. وثالثا: من يحوّل التاريخ -بوصفه حكاية/ أقاويل/ سردا أدبيا/ يقصه الأديب- إلى النص الأدبي، في مادة مشكلة تخييليا وفق بعدها التاريخي. والمعنى الأخير هو الذي يؤسس العلاقة الجدلية بين التاريخ والرواية، بحيث يدخل كل منهما في لحمة الآخر وسداه ([4]). إن الإطار الأول، هو عمل محور عمل المؤرخ والباحث، ينظر إلى الأحداث الكبرى أو الصغرى ويسجلها، لا يضع في حسبانه موقفا لذات أو فرد بعينه، وإنما تنصب عينه على الحدث التاريخي في بعده الجمعي والجماعي. أما الإطار الثاني فهو يختص بعمل الباحث والمفكر، والذي يتخذ من بعض وقائع التاريخ أدلة وأمثلة لدعم خطابه الفكري في مجال ما. في حين يكون الإطار الثالث متصلا بالإبداع، سواء كان شعرا أو سردا مدونا، أو إبداعات مرئية (مسرح، سينما). ونحن نرى أن هذه المسارات يمكن تواجدها واجتماعها في العمل الإبداعي الروائي، والذي يتراوح في تعامله مع التاريخ بين السرد الموثق، أو التصرف في المادة بحدود، فيما لا يخرجها عن سياقاتها التاريخية الأساسية، للتحقق الفائدة من توظيف التاريخ أدبيا . ومن وراء هذا أو ذاك، ثمة خطاب يبدو في متن النص الروائي: سردا وحوارات وفي حركة الشخصيات وتفاعلاتها.
فالتاريخ بمثابة قناع يتخذ منه الروائي سبيلا لرسالة ما، يقدمها إلى القراء في عصره، قد يكون محملا برؤية إيديولوجية، يقرأ بها الحدث التاريخي، وقد فصّل “لوكاتش” أبرز هذه الرؤى، ما بين الطابع الواقعي البرجوازي، أو الماركسي، أو الاتجاه الإنساني الديمقراطي، أو عرض الشكل السيري أو الشخصية الشعبية([5]).
فالمادة التاريخية هي أحداث بيضاء يجيء بها الروائي إلى عهدته، ليلبسها روحه، ولينسجها بلغته، وليخضعها لأيديولوجيته، وليجعلها تعاصره وتزامنه([6]).
هذا، إذا نظرنا إلى الرواية في علاقتها بالزمن، سنلاحظ أنها علاقة متعددة الأبعاد، فهناك الزمن التاريخي، الذي جرت فيه الأحداث التاريخية بالفعل، وهناك زمن تأليف النص الروائي، والذي تقرأ الرواية في سياقه الثقافي والاجتماعي والفكري، وفق الإشارات والرسائل المبثوثة في النص الروائي، فيما يسمى علاقة التفاعل بين الزمنين، التاريخ والواقع، بالإضافة إلى شبكة الأزمنة الداخلية في النص الروائي ذاته.
وبذلك، يمكننا قراءة العلاقة الدلالية بين زمن الكتابة وزمن المكتوب، أي ما بين زمن السرد، وزمن المسرود([7])لندرك غايات النص ورسائل مبدعه المبتغاة.
على جانب آخر، يمكننا قراءة علاقة الرواية بالتاريخ من منظور التمثيل الثقافي، فالثقافة بوصفها ذاكرة الجماعة، تشتمل في كينونتها على بناء أنساق أو مجموعة من القواعد لترجمة الخبرة الإنسانية إلى نص. وبالتالي فإن التاريخ جزء من ذاكرة الثقافة، ويبدو من خلال وجوده المباشر الذي تفصح عنه اللغة في الكتب والمدونات التاريخية. ويأتي الإبداع الأدبي بوصفه آلية لتنظيم المعارف وحفظها واستحضارها في وعي الجماعة، ضمن مهمته في الامتداد والاستمرارية التاريخية، والتي تتبدى في استمرارية إنتاج النصوص الدالة على الذاكرة الجمعية، واستمرارية السنن الدالة على هذه الذاكرة . وكل ثقافة قادرة على خلق نموذجها الاستمراري والإبداعي الخاص بها، ومن ثم تشكّل تنظيما يشمل نصوصا وسننا وشفرات يتلقاها الفرد في ثقافته، وعندما يعاد إنتاج بعض أحداث التاريخ إبداعيا، فإن هناك نصوصا يتم إقصاؤها، في مقابل تشجيع مأسسة نصوص أخرى، حسبما يرى المبدع الأدبي([8]).
وبهذا يمكن قراءة الرواية التاريخية في بعدها الثقافي الجمعي، من خلال فكرة التمثيل الثقافي في بعده السيميائي، وكيف أن تناول شخصية تاريخية بارزة (بطل أو زعيم أو مناضل) يشكل إحياء للتاريخ في ثقافة أمة ما، وكذلك حفز الأمة على الاعتزاز بالأبطال العظام الذين أنجبتهم، وكانوا علامات في وجودها التاريخي. فتصبح الشخصية علامة تاريخية للفخر، مثلما هي علامة على الإبداع في التاريخ.
فصار التاريخ نوعا من السرد لأنه تفسير للعالم الموضوعي عبر التمثيل السيميائي في العمل الفني . أما تلقي النص الروائي التاريخي- وفق مفاهيم ما بعد البنيوية- فإنه لا يصبح عملا منتهيا متكاملا، بل هو عمل منفتح على قراءات متعددة، ممتدة بامتداد الزمن، بإشراك القارئ والكاتب والناقد، فلا توجد أحادية في معنى النص، ولا في فهمه ولا تلقيه على أي مستوى من مستويات التلقي([9]).
وفي الرواية التاريخية، فإن استحضار أحداث بعينها، أو بطل معين، يكون من أجل توجه ما يرومه المؤلف في عصره، يقدمه لأبناء مجتمعه وثقافته، ولكن هذا لا يعني أن النص مكتمل كما أراده الكاتب، بل إن هناك ما يسمى بـ”فضاء النص”، والذي يتشكل من مجموعة من العلاقات المتواشجة، التي تعكس إمكانات عديدة قراءة، بجانب وجود مستويات للفضاء النصي، ممثلة في الوجود العضوي للنص، والذي يشتمل على معطيات ترد في نسق ما أو صياغته للفضاء الذي يتحول بفعل القراءة إلى نسق زمني، ويأتي المستوى الثاني خلال القراءة عبر تشكل صورة ذهنية أثناء زمن القراءة، تتضمن الخصائص الشكلية للشخصية أو الحدث التاريخي كما تم رسمه روائيا، ومن ثم تكون هناك أكثر من رؤية كلية أو جزئية لفهم الرواية التاريخية. ففي أثناء صياغة الفضاء النصي من قبل المبدع، يتشكل نسقه الزمني في التلقي، أي قراءته بموازاة التاريخ، مما يتيح للقارئ معايشة العمل في الخيال، حتى يتسنى له تحليل مضمونه، وتفسيره([10]).
فإذا كانت الرواية التاريخية تعتمد على التاريخ كمادة، وعلى الخيال في صياغة هذه المادة، فإن القارئ لديه تاريخه الخاص في زمنه الآني، يتلقى من خلاله السرد التاريخي في الرواية، مثلما أن لديه خياله الخاص الذي يتلاقى مع خيال الرواية.
وإذا نظرنا إلى كثير من الروايات التاريخية في أدبنا العربي، في ضوء التمثيل الثقافي، في بعده السيميائي، وضمن تلقي القارئ له؛ فإننا سنجد عشرات الشخصيات التاريخية التي لا تزال في مخيلة القارئ العربي، مثل شخصية السلطان صلاح الدين الأيوبي، بطل موقعة حطين، أو شخصية السلطان سيف الدين قطز، أو حتى الأبطال المناضلين ضد المحتل الأجنبي، مثل شخصية عمر المختار أو الأمير عبد القادر الجزائري، فكلها شخصيات مدعاة للفخر والاعتزاز في الزمن الحاضر، ولتعلم الأجيال الجديدة أن آباءها وأجدادها كافحوا وناضلوا وصنعوا تاريخا مشرفا.
الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث:
تعددت الآراء بصدد وجود الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث في صحوته في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر، ومع قدوم القرن العشرين، فهناك من يرى أن الرواية التاريخية ظهرت نتيجة التلاقح الفكري والإبداعي والثقافي الذي حدث بين الأدب العربي والآداب الغربية، وقرأ الأدباء العرب الروايات التاريخية فيها، فسعوا إلى احتذائها، والسير على منوالها، فالأمر بدأ بالاطلاع، ثم الترجمة والاقتباس، وصولا إلى التأليف، وتمت الترجمة والاقتباس على أيدي أبناء الشام أولا في سورية ولبنان، والذي اتصلوا بالآداب الغربية، ونقلوا عنها فنون المسرح والرواية، ثم اشترك معهم أبناء الكنانة وغيرهم من أبناء الأمة العربية إلى يومنا([11]).
يعتمد هذا الرأي على منظور الشكل الأدبي، الذي يرى أن المبدعين العرب في العصر الحديث نقلوا الأشكال الأدبية والمسرحية والقصصية والروائية من الغرب مباشرة، وأنه لا يمكن أن يكون الإبداع المعاصر امتدادا لإبداعات التراث([12]). وهو بالفعل رأي له وجاهته، فجل الأشكال الإبداعية العربية الحديثة: مكتوبة كانت أو مرئية أو مسموعة، متأثرة بشكل مباشر بالآداب والفنون الغربية.
والاتجاه الثاني يتخذ من الإبداعات الروائية العربية التاريخية أدلة على أصالة هذا اللون في ثقافتنا، بدليل أنه اعتمد على التراث العربي وتاريخه الممتد في تقديم إبداعات رائعة، مما يحمل أي باحث محايد، ينتهج التفكير العلمي على أن هذا الفن له جذوره الراسخة في الأدب العربي القديم، ممثلا في المقامات وألف ليلة وليلة والسير الشعبية والسرديات التاريخية وغيرها، وأن ما تم إبداعه حديثا إنما هو امتداد طبيعي للموروث القديم. فمن الخطأ قياس أدبنا على آداب الأمم الغربية، وإنما يقاس على مزاج الأمم التي يعبر عنها، ويتوجه إليها المبدع الروائي، معبرا عن أحلام هذه الأمة، واعتزازها بتاريخها، وما يجري في خواطرها([13]).
وهذا الاتجاه ينظر إلى تلقي الأمة العربية للرواية التاريخية، وكيف أن الأدباء العرب صاغوا رواياتهم وفق مزاج التلقي ومنظومته وذائقة العرب، ولا يعول كثيرا هنا على الشكل الروائي في تقنياته وفنونه، وإنما يُنظَر إلى خصوصية الأدب المنتج عربيا. وهي في العموم وجهة نظر فيها غيرة محمودة، ظهرت عندما اشتدت صيحات وشعارات النظر إلى الآداب الغربية بوصفها نموذجا يحتذى عالميا، مما يضيع ويميّع الشخصية الأدبية العربية، ويجعل الأدباء متعلقين بالغرب نفسيا.
أما الاتجاه الثالث فهو توفيقي، بين الاتجاهين السابقين، بين التراث العربي المستوحى منه الروايات التاريخية، وبين الشكل الروائي المقتبس من الغرب، حيث “تمخض الوعي عن حركة مزاوجة كبرى بين القصص القومي القديم، بألوانه التقليدية والعصرية والشعبية والتجارية، وبين المثل العليا الغربية والإنسانية للقصة”([14]).
إن الرواية التاريخية العربية قد تطورت منذ نشأتها وإلى يومنا، لتتخذ ثلاثة مراحل، تمتاز كل مرحلة بسمات فنية وفكرية وموضوعية، وهي: المرحلة النشأة، أو الرواية التاريخية التقليدية. وقد جاءت الرواية التاريخية فيها لأغراض التعليم بالتعريف بالتاريخ العربي والإسلامي، أو للتسلية من خلال قصص الحب والسير الشعبية التراثية، أو للوعظ والإرشاد من خلال قصص دينية وتوعوية مستوحاة تاريخيا، أو من أجل جذب القراء لشراء الصحف والمجلات، ومن أبرز روادها: سليم البستاني، معروف الأرناؤؤوط، وفرح أنطون، ويعقوب صروف، ومحمد فريد أبو حديد([15]).
والمرحلة الثانية وهي الرواية التاريخية الواقعية، والتي نشأت في ضوء صعود تيار الرواية الواقعية، حيث تخطت مرحلة عرض التاريخ بغرض التسلية والترفيه أو التعليم، وعملت على توظيف التاريخ للتنظير في الواقع، متناولة القضايا الحياتية ومتغيراتها السياسية والاجتماعية والثقافية، وبينت الصراع الإنساني في جوهره الحقيقي، وسلطت الضوء على ما يمكن أن يفيد الأمة في واقعها، وحاولت البحث عن الأسباب الحقيقية والدوافع في للسلوك الإنساني من منطلق تاريخي يحاكي الواقع، ويشابهه، وراحت تعمق صلتها بالواقع، من منظور تاريخي، ومن أبرز مبدعيها: نجيب محفوظ وعلي أحمد باكثير([16]). خاصة أنها جاءت مع فترة ارتفاع الكفاح والنضال ضد المستعمر الأجنبي.
والمرحلة الثالثة: ويطلق عليها الرواية التاريخية الجديدة، والتي استفادت من تقنيات الشكل الحداثي للرواية، مع تقديم أحداث التاريخ برؤى مختلفة، من خلال تمزيق الحبكة الروائية في بنيتها الزمنية وترابط أحداثها، وتقترب من الرؤية الدرامية الشعرية والمسرحية، وشيوع الرؤية الذاتية الداخلية، مع غموض الأحداث وصراعها مع الواقع المعيش، ووجود إشكالات فكرية وفلسفية تعالجها، ومن أبرز مبدعيها واسيني الأعرج، جمال الغيطاني، سليم بركات، رضوى عاشور، أحمد سليم عوض([17]).
يمكن القول إن في العلاقة بين الرواية والتاريخ تشابكات وأبعاد عديدة، فما يجمعهما أكثر مما يفرقهما، فالتاريخ –أيًّا كانت طرائق كتابته- هو سرد، والرواية مادتها الأساسية هي السرد، وإن تنوعت أساليبه وتعددت موضوعاته. كما أن البشر هم موضوعهما المشترك، فالتاريخ يحكي عن أحداث وشخصيات ووقائع بشرية، والرواية تقتصر موضوعاتها على الإنسان، حتى وإن كانت قصصا منطوقة على ألسنة الحيوان، فغايتها أن يستوعب المتلقي الحكمة من ورائها. ويحضر في الخلفية المشتركة بينهما الزمان والمكان وسائر الموجودات ، فما دام هناك حدث، فإنه مؤطر بمكان وزمان، بما فيهما وعليهما من أشياء ومكونات.
ولاشك أن الرواية العربية التاريخية الحديثة أحدثت تراكما وإنجازا كبيرا، فعمرها يمتد لأكثر من قرن ونصف، وتعدّدَ كتّابها، وتنوعت موضوعاتها، ما بين التاريخ العربي الإسلامي، وتاريخ الحضارات السابقة على الإسلام. كما تنوعت طرق السرد، ومراحل الإبداع، والقضايا المثارة، وكلها وإن صوبت عينًا نحو الماضي، إلا أنها ترنو إلى حاضرها، فالرواية التاريخية تقرأ في سياقات عصرها، على مستوى الأفكار والتلقي وهموم الأمة والوطن. وتقرأها أيضا الأجيال اللاحقة بوعي مختلف، ورؤى مستجدة.
……………………….………
[1]) برنار فاليط، النص الروائي، ترجمة: رشيد بن حدو، ص27.
[2])المرجع السابق، ص6 .
[3]) جورج لوكاتش، الرواية التاريخية، ترجمة: د. صالح جواد الكاظم، ص494، 495.
[4]) عمار بلحسن، نقد المشروعية: الرواية والتاريخ في الجزائر، ص96، 97.
[5]) انظر تفصيلا: جورج لوكاتش، الرواية التاريخية، الفصلان الثالث والرابع، ص245- 380 .
[6]) د. عبد الملك مرتاض، في نظرية الرواية: بحث في تقنيات السرد، ص214.
[7]) المرجع السابق، ص214.
[8]) عبد الله بريمي، الكون السيميائي والتمثيل الثقافي: يوري لوتمان نموذجا، ، ص53.
[9]) ماري تريز عبد المسيح، التمثيل الثقافي بين المرئي والمكتوب، ص25.
[10]) المرجع السابق، ص21.
[11])د. شوقي ضيف، الأدب العربي المعاصر في مصر، ص174، 175.
[12])د. فوزي الحاج، المسرحية والرواية والقصة القصيرة، ص202.
[13]) أنور الجندي، خصائص الأدب العربي الحديث في مواجهة نظريات النقد الأدبي الحديث، ص322.
[14]) محمود حامد شوكت، الفن القصصي في الأدب المصري الحديث، ص138.
[15]) محمد محمد حسن طبيل، تحولات الرواية التاريخية في الأدب العربي الحديث،ص19.
[16]) المرجع السابق، ص65، 66.
[17]) المرجع السابق، ص137.