أحمد سواركة
(شَعر كثيف ينمو على سفح جمجة من الداخل، يطير مع الخبطات العنيفة للكلمات وهي تدوي من أعلى إلى أسفل(
***
سأتكلم عن الألم وهو ينزع المسامير
سأتكلم عن قارة تحوم فوق رأسي
عن تقنين الحب بحيث يصبح ثلاثة بطاريات
تدوير النهود بمادة الحديد
تشفير الأعضاء ووضعها في كيس بلاستيكي
سأرفق مع ذلك صفيرا وقطعا من الذكريات
سوف أمدد الأصوات على خشبة عملاقة
بحيث يتحول صوت الشعب إلى نوع من الغناء
وصوت الحرب إلى حقل نعناع
سيمر وقت صغير
ثم وقت طويل
سأضغط الوقتين في صندوق معدني
ثم أجعله يسيل على العشاء
هذه الساعة صفر
حمراء بزرقة خفيفة
تبحث عني في حشد كبير
تسأل المارة
ثم رأيتها تركض مرة في غرفة تسحبها شاحنة
نحو المنعطفات
والجبال
كان من المفترض أن أكون على ظهر الشاحنة
أراقب الطقس
أو أرسل إلى السماء أرواحا متآكلة
أثنا ماكنت أسقط من فم واسع
اليوم كلمت التلفاز عن اكتشافي لجهاز يتكلم
علقته في محطة وقود
كانت واقفة في بيتي
ثم أنتبهت إلى سنواتي في الخريف
فأنا أخطط أن أكون مادة سامة
سأكون نفس الشخص
يكتب خواطره على بطن امرأة ضخمة
ثم يشرع في تحويلها إلى شعاع
وهذا يأخذ وقتا طويلا
***
كان بريتون يعض الحشائش في الشرفة ليتحول إلى غدة درقية
ثم شاخ وهو في الطريق
عرفته اليوم من فكه الملقي في النهر وهو يلوك نوعا من الزرافات
قفز في بركة الدماء الحكومية ليسيل مع حلول المساء
نعم وجدته يسعى مع حديقة بها أشجارا تسير على مهل
ثم ذاب في الغروب
انعقدت الجلسة في الثانية بعد الظهر محاطة بأسلاك شائكة وعلب ليمون
بوسعي أن أسقي النهر مزيدا من المياه
وهذا لايفي بما ذهب إليه بريتون
فقد حمل نفسه على دابة حمراء كانت تضيع
ثم اختفى في كومة من كومات القطن
سنوات وهو بسروال الصيف يصبغ حاجبيه بتثقيب الرموش أفقيا
أكل إنبوبة كانت في ذاته تحوم مع فناء أزرق
اليوم قبضت على روحه تغني في مترو المدينة
كان يحمل كتابا رماديا على ظهرة ويمد يده ليصافح الركاب
قال للأبواب الفولاذية أن القهوة كانت عصرا من العصور
وأن زوجاتهم تستهلك كثيرا من الحب
لذلك عليهم رفع السنتهم لتغرق في سائل ساخن
ثم بكى
قلت له : تحرك للوراء
قال : يؤلمني الحنين
ثم أسرّ لي بأن كتاباته كانت عصيدة صفراء
أواجه ظهره وقد كان يغيب في حقل السبانخ
ثم أصعد جبالا تعود من مكان بعيد
أدفعها لتغرق في بحر يتجول في حجرة مجاورة
وأتكلم معه وهو حليق الشعر وبلا عنق
سنوات جائعة تقف على الرصيف
بريد يغلق أبوابه في المساء
إناء يتحرك بمفرده قبل أن أنام
سبعة وجوه عائمة في الزيت
شخير
شخير يصدر من السماء
أربط بريتون في قضيب حديدي
وأحفر على ظهره بفأس طويلة بعض الكلمات
سقطت الكلمات في جوف دابة ليست معروفة في بلادي
فسكب عليها بريتون دموعا
فانتفضت لتتحول لسلك نحاسي
ليلتها قررت إذابته بالأكسجين ليتحول إلى دوهن بيضاء تسقط من السقف
فصمت مع أسف كبير
زحفتْ على أنفاسه كلماتي
فردد راقصا بيني وبين الأدخنة
( أنا خفت من الماضي فتورمت )
ثم قال : الكلمات وهي تسيل لاتشفي
الكلمات تبني كلمات
ثم تبني فراغا
رأيته بمنشار طويل يقص رؤوسا
ينقعها في البول
ردد : أنا في خطأ كبير