أين كلمتي يا رب؟
غزالة ننظر في عينيها
ثم نعرف –بلا أي يقين- أنها نحن.
سيحدث في يوم آخر أن أكون شاعرا رديئا،
وأحدثك عن هذا الرعب الذي يملأني كل صباح
عن الحمى التي يسقط فيها رأسي راغبا في الانصهار،
ولا ينصهر أبدا.
سأكتب إليك في ليلة صعبة:
الألم الذي يسري بداخلي
ولا يريد أن ينفجر أبدا
الألم الذي يجعلني عاجزا عن الحركة
وراغبا في التفتت
كل الألم العظيم يا حبيبتي بين يديكِ،
وأنا لن أصمد كثيرا.
سأكتبُ إليك أيضا في ليلة باردة:
المسافة بيننا ضئيلة جدا،
أنا أفهمكِ تماما،
لا حاجة لكِ بأن تقولي شيئا،
لكنّي أحبّ أن أستمع إليكِ
أريدكِ أن تحدّثيني عن هذه الحياة
عن المأساة التي نولد فيها يوميا
عن العالم الذي يسحقنا كلما جاءته الرغبة في اللعب مثل الأطفال،
عن حدود أجسادنا وأين يمكن لها أن تتلاشى،
عن رغبةٍ مطلقة في العمى
عن خوفٍ مطلق من العمى
عن بكائي عندما لا يكون هناك سببا لذلك
عن التعلق بعينيك كغريق،
أن تحدثيني عن هذا العداء الذي نحمله لأنفسنا،
عن كراهيتي لنفسي ووحدتك،
عن أننا سنخرج من هذه المأساة عاريين .. ومعًا.
سيحدث في ليلة أخرى أن أكون شاعرا عظيما،
ولن أكتب إليك شيئا،
فقط سأنطق باسمك
ولن أتحدث أبدا.